الفصل العشرون

7.3K 292 60
                                    

#الفصل_العشرون

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

سيارته خلف سيارتها تسير بجنون، رغم أنه لا يريد أن يلفت انتباهها الآن بوجوده، ورغم أيضاً مدى لهفته في المواجهة وحسم الأمر بينهما، ولكنه يريد أن يأخذ نبذة عن حياتها الآن دون أن تنتبه.
او بالأصح يريد أن يعرف حياتها كيف تسير من دونه!.
هل اصبح هاجسا لها مثلما فعلت به واصبحت له ؟!
هل حزينة لذلك الفراق ؟!
أم كان مجرد عابر سبيل في رحلتها لنسيان حبيبا آخر ؟!.

ابتلع مرارة عالقة بحلقه من تلك الخاطرة القاسية.
عابر سبيل !!.
كلمتان قاسيتان أليس كذلك !.
ولكن الاقسى أن ترميك الأمواج للبر الذي تكتشف فيه أنك كنت مستسلما في الغرق وظننت أن اليد الممتدة إليك للنجاة ما كانت إلّا إنها تتخذك وسيلة لتنجو هي وتتركك بلا التفات أو حتى نظرة وداع أخيرة!.

منتهى الأنانية وحب الذات يتملك قلب النساء !.
هكذا كان يردد في نفسه مرارًا وتكرارًا وهو يحرك عجلة القيادة في شرود مخيف برأس تتعارك فيه الخطط والأفكار وشعلة الانتقام.

بينما هي !
كانت بحالة من الصمت، للحظات كثيرة كانت ستتسبب لنفسها بحادث سير، ولكن خرجت سالمة من خطورة تيهتها طوال الطريق  ووصلت أمام منزلها أخيرًا بالسيارة.
بمجرد أن خرجت أن دخلت من البوابة العريضة للمنزل كان في استقبالها رجل بآواخر الأربعين ورغم ذلك يبدو من مظهره الرياضي الرشيق وكأنه لم يتخطى الثلاثون من العمر، فتح لها ذراعيه وبابتسامة واسعة قال :
_  جي جي حبيبتي وحشتيني جدًا.

نظرت له جيهان لوهلة دون ادراك ووعي، وببطء ظهرت ابتسامتها حتى ركضت نحوه وارتميت بين ذراعيه في ترحيب حار وقالت :
_ خالي ! .. حمد الله على سلامتك.

ضحك " شاهين" وقال بمواح وهو يضمها :
_ ما بلاش كلمة خالي دي مابحبهاش ! .. أنا مش كبير أوي كده، هتزعليني وأنا قدامي ٦ ساعات ومسافر  على كندا !.

ابتسمت له بمحبة وقالت بدهشة عندما انتبهت لما قاله:
_ ٦ ساعات ؟! ... كنت متخيلة أنك هتقعد أكتر من كده ؟!.

ربت شاهين على رأسها بحنان وقال وعينيه تسلل إليهما الحنين والافتقاد لشقيقته الراحلة والدة جيهان :
_ أنتي عارفة أني بقالي سنين مش قادر ارجع مصر بعد موت أمك، اتصلت بيكي الفترة اللي فاتت كتير وتليفونك مقفول، ورقم الفيلا محدش بيرد عليا خالص .. ولولا أني عارف أنك أنتي ووجيه اتطلقتوا كنت اتصلت بيه وسألته، بس محبتش اضايقك وقولت أجيلك بنفسي، أنتي عاملة ايه ياحبيبتي؟.

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now