الفصل الثامن

4.1K 297 31
                                    


#الفصل_الثامن

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.

صلِ على النبي 3مرات

لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

ولكن بمجرد أن استدارت عائدة للحجرة حتى سقطت على صدر السيد المخيف ... الذي يبدو وكأنه أوقعها في مصيدته ..!

واصبحت يديه تقبضان على ذراعيها وهي تنظر له بهلع، ولعينيه السوداء الناظرة لها بعمق وبعض الشرود ... كأنه يحاول أن يتذكر متى وأين رآها من قبل ..؟!

فضلًا عن عينيها المرتعبتان وجسدها ذو الرجفة العنيفة بين ذراعيه..!

هذه إذًا من كانت تتلاعب به وتتخفى خلال الساعات الفائتة..!

وقع سؤاله على مسمعها كان كـ إطلاق الرصاص بصوته المُفزع هذا، وعينيه تحذرها ألّا تكذب فقال:

_ أنتي مين ... وبتعملي إيه هنا ..؟!

وجفّ ريق تلك المسكينة بين قبضتيه، وهو قابضا عليها كـأنها لِصة أتت لتسرق خزائن الذهب والفضة ! .. وكانت ترتجف حقيقةً بين قبضتيه، حتى وصل بها الحال لأن تبك وتشهق من البكاء خوفا منه لا من الإعتراف بالحقيقة التي كانت ستوضح سوء الفهم بالتأكيد.

ولكنه ضيّق عينيه بنفاد صبر وأطبق شفتيه غيظا من الدراما التمثيلية التي تختلقها المرأة عند الأزمات، وأيسرها تلك الدموع المتساقطة التي لن تكلّفها شيء سوى دقائق ضائعة من التأثر وتزييف حقيقتها.

فتسارعت أنفاسه تبعًا لأفكاره التي غلت الدماء بعروقه، وكاد أن يكرر سؤاله بصوت أكثر وحشية، حتى تفوهت جيهان بصعوبة وبكلمات متقطعة وصوت متحشرج من البكاء والرعب:

_ هـ .. هقولك .. أنا ... أنا ..

وكانت نظراته لها عميقة بها شيء مجهول لم تستطع بغمر هذا الخوف الشديد أن تفكر في تفسيره وماهيته!، ولكنها لم تستطع قول شيء، وكل ما فعلته أنها سقطت مغشيًا عليها وافلتت يديه ليحتضن جسدها الأرض!!

فنظر لها لدقيقة محاولًا أن يقنع نفسه أن ما يحدث حقيقة وليس حلما، وفاق على واقع أن أمامه أنثى فاتنة لا ينكر ذلك فاقدة الوعي ! ... فأنحنى قربها وضرب بخفة على وجهها لتستفيق، ولكن بلا جدوى !

زفر بعصبية وهو يبتعد ليأت بكوب ماء من الطابق الثاني، ولكن جيهان فتحت نصف عين لتراقبه، وبمجرد أن هبط للطابق الثاني ارتعد جسدها واصبحت كمن الصق بقدميه عجلات حربية فائقة السرعة، وركضت نحو الدرج تراقبه حتى تأكدت أنه دخل بأحدى الغرف بالطابق، فركضت سريعا للأسفل وهي تلهث بجنون .. ولم تكترث أن كان سيسمع صوت خطواتها أم لأ ..

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now