الفصل التاسع عشر

6.1K 296 42
                                    

#الفصل_التاسع_عشر

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

وتحت صفحة السماء المُظلمة سارت سيارة "أكرم" بسرعة عالية، فتنقلت نظرة "راندا" بينه وبين الطريق أمامها بقلق، ثم قالت بضيق:
_ هدي السرعة شوية يا أكرم !!

لم يجيب عليها أكرم وظل يقود السيارة بنفس السرعة، وبدا جانب وجهه مخيفا وهو ينظر للطريق وكأنه ينظر لألدّ أعدائه!.
فقالت راندا من جديد بعصبية :
_ في إيه أنا مش فاهمة حاجة؟!.

حاول أكرم رباطة الجأش والتحكم كي لا يلبّي رغبة عنيفة في نفسه بدفعها خارج سيارته الآن ومتابعة السير دون أزعاج، يكفي الفوضى التي تتناوش بداخل رأسه الآن .. عوضاً عن القلب الذي يصرخ مطالبًا ؟!.

رمقته راندا برغبة وشك، وبدأت تستعيد المشاهد الأخيرة التي ظهرت فيها تلك السيدة الغريبة محبوبة الصغار!، وشعرت بحدسها أن ما وراء هذا الغضب الذي يبرز صفحة وجهه تلك المرأة!!.
فألتزمت الصمت وعدة أفكار وشكوك تنسج خيوطها داخل عقلها.

                            *********

بدلًا أن تكون الآن تخطو خطواتها الأولى بداخل شقة الزوجية مع زوجها الحبيب، تقف أمام غرفة بالمشفى ووجهها غارق بالدموع، تنتظر خروج أي مخلوقا بالغرفة ليطمئنها ويبث فيها الحياة من جديد .. حتى خرج أحد الأطباء وتحدث معها قليلًا، ثم ختم قوله وقال:
_ بإذن الله الساعات الجاية تعدي على خير والحالة تبدأ تستقر.

قال الطبيب أشياءً كثيرة لم تفهم منها شيء!، بغمر تيهتها وحالة الضياع المُلمة بها لم تستطع أن تستوعب إلا القليل، ويبدو أن هناك إصابة بالمخ إثر الحادث !.
تهالك جسد سمر على أحد مقاعد المشفى في حالة أنهيار وبكاء شديدة، وشعرت باحتياج شديد لوجود أحدًا بجانبها، فنهضت وبحثت عن هاتف حتى ساعدتها احدى الممرضات وتركت لها هاتفها الشخصي، فاتصلت سمر برقم مكتب وجيه الزيان بمشفاه الخاص، حتى أجابت عليها أحدى الممرضات من زميلاتها وقالت :
_ الو ؟

قالت سمر ببكاء شديد وقد تعرفت على الصوت الآخر :
_ لو سمحتي يا نهى لو دكتور وجيه عندك خليه يكلمني ضروري.

دهشت الممرضة نهى من حالة الأنهيار التي تتحدث بها سمر وقالت :
_ سمر معايا صح ؟! .. مالك يابنتي في ايه ؟!

أخبرتها سمر بالحادث فصدمت نهى وواستها ، ثم قالت بأسف :
_ للأسف دكتور وجيه مشي من المستشفى بقاله ساعة تقريبًا، بس قالنا أنه هيجي الصبح بدري عشان مدام جيهان رجعت وحالتها ..

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now