الفصل السابع عشر

6K 327 129
                                    

#الفصل_السابع_عشر

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

قال بنظرة عميقة لعينيها :
_ النوع ده من القلوب صعب يتفتح .. ورغم ذلك جالك لحد عندك هدية .. حافظي عليه، لإنه مش بيتفتح غير مرة واحدة بس في العمر ..

بتلك اللحظة ادركت عن أي قلب يتحدث، ابتسمت وقالت وهي ترد الكرة بملعبه :
_ لو أنت مش عارف أني هحافظ عليه .. مكنتش أديتهولي !.

التقت أعينهما في ابتسامة تشمل المرح والمكر والدفء والأمان ... حتى قرر الاعتراف :
_ جيهان ... أنا ..

خيّل لها أنه قال الكلمة المنتظرة "أحبك" ولكن تشوش سمعها بصوت مزعج لسيارة وقفت للتو بالقرب من القصر ..!
ويأت الفراق بما لا تشتهي خفقات القلب، وتنتهي الصفحة بكلماتٍ قاسية ... ولكن بدفتر العمر بقيّة، وصفح بيضاء تنتظر سطورًا مزهرة تليق بقصتهما!. 

استدار أكرم سريعاً نحو السور ليرى من يكون صاحب تلك السيارة الغريبة، وصدمت جيهان عندما أخرج مسدس من جيب سترته وتبدلت ملامحه التي كانت تتدفق عذوبة وشاعرية إلى ملامح حادة ثعلبية تراقب فريستها حتى لحظة الأنقضاض، ولكنه فجأة ضيّق عينيه بذهول ويديه ترتخيان وتهبط بالسلاح الأسود المخيف، وعينيه كانت موجهة مباشرةً بدهشة نحو الفاتنة التي خرجت من تلك السيارة المجهولة.

نظرت جيهان للمرأة التي تسير بثقة على رمال الطريق وكأن ذلك الفراغ المخيف حولها لا يطرف لها جفن !! .. والعجيب أن تلك نظرت لبوابة القصر ودفعتها بمحاولة عنيدة أن تفتحها بكل قوة!.
حتى لحق بها رجل للتو خرج من السيارة ويبدو أنه لم يكن يريد المجيء معها من الأساس .. ورأتهما جيهان وهما يتحدثان بعصبية والمرأة تشير له بتهديد، حتى أخرجها من رؤية هذا المشهد الغير مفهوم صوت أكرم وهو يردد ببطء ويقول بنظرة عميقة موجهة مباشرةً نحو الفاتنة:
_ رانــدا !!

نظرت له جيهان بدهشة، فمنذ لحظة كانت على ثقة أن هذان غريبان واخطأ الطريق، ولكن يبدو أن الأمر ليس كما تعتقد، وقبل أن تستفسر منه تركها أكرم وركض هابطا الدرج بسرعة عالية .. وظلت جيهان متيبسة الحركة لثوانً وهي تشعر بشعور غامض من الكآبة والوحدة .. وظلت على حالها حتى لمحته وهو يتوجه نحو البوابة ويفتحها على مصراعيها بذراعيه المفرودتان، كأنه استعد للعناق العنيف التي استقبلته به تلك الفاتنة .. شحب وجه جيهان وجف ريقها وهي ترى ذراعي تلك المراة تلتف حول عنقه بجرأة!، كأنها اعتادت على ذلك .. والعجيب أنه تركها تفعل ما تشاء!!
تعانقه بتلك الطريقة الفاضحة وتقبّله من كتفيه وبجانب أذنه بلهفة، وهو يقف مستجيبًا تمامًا، أو أنها ظنت ذلك من صمته واستسلامه لعناقها، فأمتلأ صدرها بالضيق وركضت ذاهبة لغرفتها لتتحكم بنفسها وتهدأ حتى تعرف منه من هي تلك المرأة ؟!

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن