الفصل الرابع عشر ج٢

5K 282 38
                                    

#الفصل_الرابع_عشر2

_ أفتكرتك مشيتي وبعدتي.

قال ذلك عندما استدارت وابتعدت خطوات، فتوقفت جيهان وابتسمت مرة أخرى برقة ثم قالت دون أن تنظر له :
_ كنت هتعمل إيه يعني  ؟ ... كان زمانك مرتاح مني.

استفزته بقصد ، وتقبّل المصيدة بقبولا حسن وقال بنفس ابتسامته بعدما تحرك ووقف أمامها مباشرةً :
_ أنا مبقتش ارتاح غير بيكي !

فغرت جيهان فاها من الصدمة وسقط ما بيدها ...!
رغم جمودها مما قاله فجأةً، كانت عينيها تحترق بالاسئلة المُلحة، وثغرها يتمتم بكلمات متقطعة من الارتباك، راقب ردة فعلها بابتسامة دافئة وانسجام، واستمتع بذلك الخيط الخفي بينهما، فما ادركت شيء الحين غير أنها تريد الاختبـاء ..!
وركضت من أمامه برمقة عين، ليس هروبا منه أبدًا .. أنما لجمع شتات نفسها وأفكارها، فهو ما كاد يُلقيها بطريق حتى يدفعها بالضفة الأخرى المضادة له!.. فتتشتت ويتجمد عقلها، أما قلبها تحلّق فيه الفراشات فقط من النظرة بعينيه !
وجلست على مقعد بالمطبخ تلملم ما تبقى من تركيزها، ونهضت وهي تعزم على أن تُعد حلوى للصغار، حلواهم المُفضلة، ولكن تذكرت نظراته المتلاعبة المتسلية وهو يراقب ارتباكها منذ دقائق، فأغتاظت بعض الشيء وقررت تحديه، حبًا ومشاكسة، وأحبت رفقته وخاصةً تلك اللحظات التي يعلو فيها ظاهريا التحدي، بينما تواري عشقا عظيم، فذهبت وبدلت ملابسها لملابس ذكورية من الچينز، مثلما كانت تتخفى سابقا !، فسألتها احدى الفتيات وقالت :
_ بتلبسي كده ليه تاني يا ماما جيهان؟!

أجابت جيهان بنظرة ماكرة ، مكر أنثى تريد مجابهة رجل تحبه  في التحدي:
_ لا ابدًا ، عشان بس الهوا كله تراب ، اللبس ده افضل.

وقد ارتدت "سالوبيت" من الچينز المرقع، واسفله "بلوزة سوداء أنثوية ، مزيج عجيب بين الضدين ! .. القسوة والرقة يمتزجان!، ورفعت خصلات شعرها بلافته الجدية والبدء ، بينما خصلاتها تشع أنوثة ورقة تحاوط جانبي وجهها ذو البشرة الناعمة الصافية، التي لوّحتها الشمس بعض الشيء، واثمرت لون عذب زادها أنوثة صارخة
وعادت للمطبخ وتلهفت لرؤية ردة فعله عندما يرها، ويعرف أنها لا ترغب بلفت أنتباهه .. سيجن بالتأكيد !
اتسعت ابتسامتها وهي تدخل المطبخ ، وللدهشة وجدته يعد طبق من البيض المخفوق ويضع عليه قطع البسطرمة.. وقال وهو يواليها ظهره وتعجبت كيف ادرك أنها القادمة:
_ كنت لسه هندهلك ، تعالي نجهز الفطار للولاد

ابتسمت للدفء والألفة المليئة بصوته، والتي توضح أنه بالاصل رجلًا مهذبا حنون غير متعجرف مثلما يتظاهر ... وبدأت تُعد الحلوى بخطوات سريعة وقالت وهي تبتسم :
_ عرفتني من خطواتي !

وشعرت بالابتسامة على وجهه وهو يتحدث وقال وما زال يواليها ظهره نحو الموقد :
_ من ريحة الفانيليا اللي في شعرك ، شعرك ريحته مميزة ..

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now