الفصل الخامس عشر

3.5K 217 26
                                    


#الفصل_الخامس_عشر

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.

صلِ على النبي 3مرات

لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

وصمت بعدها ، ولكن دموع الصغار لم تصمت، وارتفعت الأصوات بالبكاء ، فخرج أكرم من الغرفة ولم يعد يحتمل الموقف أكثر من ذلك .. وعاد لغرفته، ولكن في طريقه للعودة لاحظ أن بكاء الصغار وأصواتهم انقطعت فجأة .. فما الذي حدث ؟!

وقف هذا السؤال بمقدمة أفكاره وشعر بالغرابة في الأمر، ولكنه تابع طريقة حيث سيعود لعزلته كالأسد الجريح الذي دفن نفسه كي لا أحد يرى أنينه.

*********

بينما قد همست جيهان للصغار أن يقتربوا لتخبرهم شيء، شيء اعتبرته سرًا الفرصة الأخيرة لهما .. بينما قالت متحججة :

_ خلاص مش همشي ما تعيطوش .. هفضل عشانكم.

تهللت أساريرهم وملأت الفرحة صفحات وجوههم البريئة، ولم يكن هذا الاعتراف قيل بمحمل التبرير والكذب، ولكن السبب الأقوى كان يعود لرغبة قلبها بالبقاء ... بعدما شعرت أنها بدأت تتعرف على شخصيته الحقيقية، الذي يخفيها بكل ما أوتى من قوة، ولكن قلبه ينتصر عند سماع دفوف الفراق.

والرغبة التالية كانت لشدة تعلّقها بهؤلاء الصغار بتلك الفترة القصيرة.

وتابعت جيهان بابتسامة ماكرة وهي تهمس لهم:

_ هتقولوله أن رجلي اتلوت تاني ومش عارفة أمشي عليها كويس.

قفز عصفور بحماس وقال:

_ هروح أقوله أنا.

اوقفته جيهان معترضة بقوة:

_ لأ .. محدش يكلمه، هو هيسألكم من نفسه.

وشددت جيهان على الصغار بالتعليمات الهامة حتى لا ينكشف أمرها، وعندما اصبحت بمفردها بالغرفة تمددت ونامت على ظهرها وهي تنظر للأعلى بابتسامة نابعة من القلب.. شعور ممتع للمراة عندما يقع في حبها رجل ما كان يعترف بالحب قبلها .. رجل يبدو أنه لم يقول للحب نعم مرةً واحدة!!.

شعورها بهذه الفترة لم تكن حتى تتخيل أنه سيطرف قلبها يوما، شعور نادر كـ رؤية خيوط الشمس الساطعة مع هطول المطر .. برودة دافئة، كأن حبات المطر ترافق النسمات الدافئة وتستفيها بمحبة اللقاء.

واطلقت تنهيدة طويلة لفظت فيها الوحدة واليأس والحزن، كأن مُرًا مر من القلب وذهب بلا عودة.

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now