الفصل الخامس

4.1K 294 24
                                    


#الفصل_الخامس

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.

صلِ على النبي 3مرات

لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

ودققت النظر في وجهه القريب وشعره الاسود المشعث بفوضاوية ، ولكن عجبًا أن زاده ذلك وسامة وجاذبية!.. وشردت بعض الشيء في الأحداث التي مرت منذ ساعات مضت، فأرتسم على وجهها الحزن واليأس ...

وعندما قررت النهوض وجدت شيء على الأرض جعلها تحملق بذعر ....!!!

وما مرت دقيقة إلا وكانت فرحة تتشبث بالنائم بكلتا يديها المرتجفتان وتترجاه ليستيقظ، فأنتفض "زايد" من مكانه وقد كان أقرب الظن أن هناك كارثة ستحلّ أو حلّت بالفعل.

ولكن ما رآه كان فأرًا صغير ينحدر بسرعة خاطفة من أعلى الـدولاب الخشبي حتى سقط على الأرض وتسلق مقعد قصير أمام الهيكل الخشبي للمرآة، ثم طاح مبعثرًا أدوات تصفيف الشعر وأحدث ضجيج مزعج..

وانتفضت فرحة صارخة واختبأت خلف ظهر زايد وهي تحاوط كتفيه وتشير للفأر وتقول بهلع:

_ قوم اضربه قبل ما يجي علينــا ....!!

كان سيبعدها عنه، ليس نفورًا، ولكن حتى لا تشعر بمقاومته ومعركته النفسية، فأزاح يدها عن كتفيه بشيء من القسوة والجمود، ولكنها عادت وتمسكت بكتفيه مرةً أخرى، وكانت بذات الوقت تتوسله لكي ينهض ويبعد عنها ذلك الشيء المخيف، فصاح بها وهو يلتفت قليلًا للخلف وقال:

_ اقوم أزاي وأنتي كده ؟!

وببداية الأمر لم تفهم ما يقصده تمامًا، ولكنها ادركت عندما وعيت لمدى قربها منه وشدة تعلّقها بكتفيه ..!

ارتبكت فرحة وابتعدت عنه حتى نهض زايد متوجها نحو المرآة، ولكن قفز الفأر وركض نحو حمام الغرفة، وصرخت فرحة وركضت مختبأة داخل الدولاب وهي ترتجف وعلى وشك البكاء ..

ولكن كان الفأر قفز مبتعدًا من النافذة الصغيرة للحمام، فوقف زايد ناظرًا له للحظات، ثم اقترب وأغلق النافذة الصغيرة وقد أنتهى الأمر ببساطة ..!

وعندما عاد للغرفة وجدها فارغة ولم ينتبه لها أثناء تسللها واختبائها، فظن أنها لربما اختبأت بغرفةً أخرى، وكان سيقطع تلك الخطوات البسيطة إليها، ولكن تراجع وعادت همته أدراجها فور شروق غضبه منها من جديد، فتنهد بعمق شديد كأنه يحاول استنشاق مكثف للهواء ليصل بقوة لقلبه المختنق .. وتوجه لخزانة الملابس لأخذ منشفة حتى فوجئ بها جالسةً تضم ركبتيها لصدرها وتحاوطهما بذراعيها في حماية ... رفعت رأسها ذو الشعر الكثيف التي أكد عليها أن تتركه على لونه الأسود الفحمي دون تغيير، ونظرت له بتوجس وشفتيها ترتعشان من الخوف قائلة :

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang