الفصل الرابع

3.9K 276 21
                                    


#الفصل_الرابع

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.

صلِ على النبي 3مرات

لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

انتبهت فرحة لما قاله "زايد" بكل بقعةً وعي فيها، كان رده بتلك اللحظة كوقع انفجار قنبلةً موقوتة، لم تشعر كيف هرعت إليه ولكن عاكس سرعة حركتها وقوف الكلمات بحلقها ..!

أحيانًا تضعنا بعض المواقف بموضع المتهم والضحية في كفةً واحدة، ولم تخلو براءتنا من عكِرة الذنب ..!

فباتت لا تعرف اتسأله الصفح والغفران، أم تسرد عتابها ولومها ثم تفتح صفحةً جديدة تسرد فيها قصتهما وابجدية الصمت ا ؟! ... فلما بلغت الحيرة أبرحت سفن الحديث واستقرت على قارب الصمت.

وكأن لعينيه صوتٍ يتحدث، كانت تقاتل ضعفا يخفيه، وعشقا يواليه، وقوةً يملكها، ولكنها تعادل ضعفاً محفوف بجروح الماض الذي يأبى الرحيلا.

وهنا كان لوالد زايد اعتراض ورفض وقال:

_ ماينفعش يا زايد، دي مافيهاش مناقشة، هتروح المستشفى لحد ما أعصابك تهدى وترجع حالتك أفضل من كده.

كانت نظرته لأبيه مختلفة، ودائمًا كان ينظر له كذلك، حتى في لحظات الود كانت عينيه لا تنسى الجراح القديمة وتقابله بشرارات التهم، ولكن اليوم اصبحت النظرة أكثر حدة وعدائية، كأنها تصرخ وتشير اليه بالإدانة..!

ولاحظت فرحة حركة عصبية في فكيه، تشير أنه يضغط على نواجذه ويكظم غيظه بكل قوته، ثم أجاب بصوتٍ يخرج كأنه يسير على أوتارًا مرتخية :

_ لأ ، لو .. دخلت المستشفى ... هكون سيرة كل الناس ، أنا هفضل هنا في بيتي ... وفرحة ..

تاهت الدماء من وجهها وهي تنظر له بدموع عاتبة، سيتسبب طلاقها اليوم فضيحة سترافقها طيلة عمرها، عدى عن حرقة قلبها للفراق، واعتقدت أنه سينهي ارتباطهما الآن، ولكنه صدمها وصدم الجميع قائلًا وهو يغمض عينيه كأنه مرغمًا على شيء:

_ فرحة .. هتفضل معايا.

سوّمه "فادي" بنظرة توافق هذا القرار، وتشاركا الشقيقان نظرات تدل أنهما اتفقا على شيء ما، ورغم رفض والد زايد بهذا القرار ولكنه وافق مجبورا وتوجه بالحديث لفرحة وقال بعصبية :

_ لو عايزة تعرفي أي تفاصيل تعالي اسأليني أنا، وهقولك على كل حاجة، أنما اياكِ تتكلمي مع زايد في الموضوع ده تاني .. وللأسف بعد ما كنت بحبك زي بنتي وبحترمك دلوقتي مابقتش طايق حتى اتكلم معاكِ.

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu