1...

131 6 0
                                    

بعض التفاصيل..

رواية *القناع*
مشهد أمام المرآة
أمرآة في كامل زينتها
وتعكس لنا المرآة بوجود أحدي العاملات خلفها تضبط حزام الثوب لتكتمل لوحتها الفنية بدايةً من شعرها شديد النعومة ومعصوم لأعلى كذيل الفرس ويتدلى بطوله حتى ظهرها لامعاً تشعر بأنه كشِعْر من الذهبـ في العادة ولكن الآن ذهب رونقه  أنهـ غير لامعاً الآن.
ثوبها الأبيض الطويل شفاف عند الأكمام ويشف تدريجياً بدايةً من ركبتيها لأسفل ، راحة يديها فوق الآخري والمرآة تشبه لوحة عصرية تبين لنا صورة لبطلتنا وكأنها خرجت من ايدي مصور مبدع لنبني عليها حكايتنا اليوم.
نقرب الرؤية عند وجهها . ناعم ومكتمل الزينة بشكل بسيط وهادئ لائق كثيراً بها اخفضت عينيها لأسفل خاضعة مستسلمة ليس لديها أي حيلة شفتيها اللامعة الوردية ليس مثل حالها الآن المنطفئ.
لم تعرف ماذا تفعل .. هي مجبورة
مجبورة أنها ترتدي كذلك
أن شعرها يعصم كذلك
أن يأتي فنان تجميل ويزين وجهها
وهي
هي شعورياً مــاتت
تنتهي العاملة من ضبط الثوب وتغادر الغرفة في هدوء
جلسـت بطريقة تخشبية وكأنها ليست موجودة على ذلك العالـــم.

فتاة ذات كعب عالي يصدر صوت خطوات كلما اقتربت منها ،
نظرت لها من أعلى لأسفل بتحقير
شعرها مرفوع لأعلى بتسريحة معقد ثوبها قصير بدون اكمام مظهرها متبرج مبالغ فيه .
قالت بأخساس:
-يارب نخلص من البوظ اللي على وشك ده .. خليكي جاهزة الحفلة قربت تبدأ
ورفعت يديها بتحذير:
-مش عايزين مشاكل وزي ما هنقولك اسمعي الكلام واي غلطة حسابها كبير وبوسي هانم زعلها كبير اوي اوي اديني حذرتك..
ألقت عليها نظرة من أعلى لأسفل بتقليل واتجهت نحو الباب وقبل أن تخرج أدارت وجهها وتهكمت:
-اه صح ؛ تحبي أسمك الجديد يبقى نوئـه ولا بــلبلة...

***نائمة في المقعد الخلفي من السيارة غير واعية....
في حين السائق ينظر لها وفي عينيه نظرة انتصار ويلتف رأسه ليتأكد بأنها نائمة من حين لأخر
ينظر بحماس ويفكر في كم المبلغ الذي سيناله بعدما يسلمها
التفت هاتفه وطلب رقم ودار حديث بينهما:
-معايا ليك هدية طازة لسة لقيطها حالاً
=وياتري شكلها ايه مانا عارف مجايبك
-لالا لالا المرة دي غير كل مرة .. المرة دي قطة مغمضة تشكل فيها زي مانت عايز هتاخدها وتدعيلي
سكت الطرف الآخر مفكراً ، أصرح مكملاً بحماس:
-وطبعاً دي هيكون ليها مبلغ مميز
=اشوفها الاول واقول تستاهل مبلغ مميز ولا لا
-انا جيبتها خلاص ولو مانفعتش .. اعضائها تنفع ولا ايه
=هشوف .. مستنيك
-سلام
أغلق هاتفه وعلى وجهه ملامح الانتصار وابتسامة ثقة .. زود في سرعة السيارة وشق طريقه متحمساً متجهاً في وجهته في وقت يسوده الظلام .

استيقظت بعد غيبوبتها لم تدرك كم الوقت مر عليها ولم تتذكر شئ
اخذت وقت  نظرت حولها رأت أنها في غرفة مهلكة جداً شديدة الظلام
ضمت ركبتيها لصدرها ثم تذكرت عندما طلبت سيارة أجرة متجهة إلي منزلها وقام السائق بشكها ولم تدرك شئ بعد ذلك
وقفت بصعوبة اتجهت للباب وظلت تطرق عليه
-انتوا ميين ؟؟ .. حد يرد عليا انا فييييين ؟؟
قالت ذلك و انهارت في البكاء
ثم ضربت الباب اخر ضربة بقوة وسقطت تضم ركبتيها أمام صدرها وتحاوطهم بذراعيها .. خائفة باكية
-يارب يارب خرجني من هنا يارب انا ماعملتش حاجة ، خليك معايا يارب ...
ظلت على هذا حال برهة وهي تتردد بكلمات الله وتناجي ربها ان يخرجها من هذا ....

القناع /ميرنا علي Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang