14...

19 2 0
                                    

"القناع"

14....

كان يرى من شاشة الحاسوب تسجيل من كاميرا خارجية خلف الأبواب
بوجود شخص يقف يتأمل المنزل
ثم يقترب من البوابة الخلفية.
كان يمسك القلم بيديه يعبث فيه بتفكير وهو يرى ذلك الشخص الغريب عنه
لكن بعد حديثها معه وأخبارها له ساعده كثيراً ليعرف من هذا
وشعر بنواياه الغير جيدة.
مردفاً لنفسه زيادة الحرص الفترة المقبلة
وخصوصاً شعر بالقلق لظهوره اليوم أمامها.

اليوم التالي كان في شركته
جالساً خلف مكتبه على كرسيه
يشعر بدوار خفيف يصيبه
في البداية كان الدوار بالنسبة له مجرد إجهاد بسبب العمل
او شئ لم ينتبه له كثيراً.
لكن بعد وعكته الأخيرة
أصبح يقلقه الآن.
لكن تجاهل ذلك بطرق الباب عليه
ليردف قائلاً:
-أدخل.
دلفت "نبيلة" وهي ممسكة ببعض الملفات ثم وضعتها أمامه مقتربة منه بعض الأوراق وتخبره بعض المعلومات التي طُلبت منها في عملها .
امسك الورق ليرى ماذا فعلت...
هز رأسه بيأس وهو يرى عملها
بينما هي جلست مقابله وقالت ببراءة:
-انا قلتلك انا بعيدة عن الملفات وكده شغلى بيكون كله مع المرضى
لكنه ضحك على محاولتها في إصلاح عملها السابق التي كلفها به وافسدته للمرة الثانية .
-ولا يهمك .. كويس انك حاولتي .. وواحدة واحدة هتتعلمي!
بخبرتها شعرت انه يوجد دوار قوي يصيبه لكنه يحاول التماسك لم تتمالك نفسها وتقف مستقيمة وتستدير له وهي تمسكه بذراعيها:
-"فؤاد" انت كويس .. "فـــؤاد".
صاحت أخر كلمة بفزع عندما رأته مرتخياً بثقله داخل حضنها.
-فــؤادد

-متقلقيش هو كويس الحمدلله مجرد أجهاد بس
قال ذلك الطبيب بعدما خرج من غرفته كان بابها مفتوح لينظر له
حيث أكد على الطبيب ألا يقول لها سبب مرضه الحقيقي الذي عاد له من جديد.
أنه سيأتي لها بالموضوع بطريقة أخرى حتى لا تقلق
تم كتابة له على بعض العلاج الذي سيمشي عليه لفترة.
-شفتي ياستي .. اهو الدكتور بنفسه بيقول أن انا كويس اهو
تريد تسمع ذلك .. هي لم تريد أن تصدق غير ذلك.
مقتربة له وهو ساند على السرير الطبي
لتضمه بقوة مرة أخرى وهي تكتم شهقاتها وبكائها الخفي التي لم تستطع اخفاؤه كاملاً.
-الحمدلله ، انا اتخضيت اوي .. انا مش متعودة اشوفك كده .. ارجوك خلي بالك من نفســك.
-متقلقيش طول ما انتي معايا انا كويس
قال ذلك وهو يشتد باحتضانه بها
ولكن عينيه شردت قليلاً يشعر بحزن خفي
ومستقبل شبه معلوم بنسبة له
لكن صعب
صعب بالنسبة له
سيتركها ، سيتخلى عنها
ولكن ليس بإرادته
لو بيده ليفضل معها طوال العمر
ولكنها رغبة الله تفوقه .. أذن فلتحميها يا الله
سأتركها في أمانتك يا الله .. "نبيلة" في أمانتك يا كريم
أحفظها يا الله ولتصبرها في حياتها ونتلاقي في جنتك يارحيم!.
ودفن وجهه في رقبتها مستشعراً كل ثانية حب معها.

كانت تهتم به وبأن يأخذ الدواء في ميعاده وأجبرته ليرتاح فترة في المنزل قبل العودة للعمل مرة أخرى.
كان يختبئ منها نوع دواء معين لم يريدها أن تراه حتى لا تعرفه فعلاً.
وهي تعبث في أحدي الإدراج وجدته
تعلم ذلك الدواء جيداً
تعلم هو مخصص لمن!
مسكته بيديها غير مصدقة
تهز رأسها بقوة .
انتظرته حتى يخرج من المرحاض.
وجدها جالسة كالتمثال لم تبدي رد فقط دموعها تسقط في صمت بالغ
تعجب واقترب منها بفزع من تعبيرها :
-مالك يا "نبيلة"
أخرجت الدواء من جانبها والقت به أمامه
لم يستطع أن يرى العلاج بجانبها
خبط على رأسه وربت خلف رأسه بغباء مفكراً
نظرت له بتمعن:
-ايه مكنتش عايزني أعرف ؟

القناع /ميرنا علي Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin