9...

21 2 0
                                    

"القناع"

9....

تقدمت إليها "منال" مقتربة منها .
لم تبعد عينيها من عينيه ولم تقطع تلك اللحظة الا هزة اصيبتها بقوة على كتفيها
لتلتفت منتفضة منتبه للشخص وعينيها اللامعة بالدموع ..أغروقت الآن وشوشت عليها الرؤية لتسمع ما يلقى في وجهها الآن:
-قومي معايا
كالألة اسقامت واقفة وذهبت معها اينما تريد
لم ترفع عينيها مرة أخرى على مكان وجوده ناظرة للأسفل بخضوع مبتعدة عنه ببطئ أمامها الأخرى.

ظل يتبع خطواتها حتى اختفت من أمامه
لم يخفى عن باله وقتما رأها تجلس مع أحدهم وتضحك معه!
بكامل إرادتها.
لم تمانع لم تظهر اعتراضها.
منظرها عندما وقفت عندما رأى ملابسها اشعله غضباً
ياربااااه وقع في من هو!!
وقع فمن!!!!
هكذا حدث نفسه
-مش معقول .. فؤاد بيه!
لم ينظر لها بقى شارداً
اتبعت نظراته وجدته ينظر للا شئ ثم التفتوا لبعض منتبهين.
-اتفضل اقعد ، انا اتشرفت جداً بوجودك
التفت لها بشبه ابتسامة دون نطق بإجابة معينة لكنه حاول الرد:
-شكراً
-تحب تشرب حاجة معينة
طلب مشروبه ثم إجابته مرحبة بسرعة طلبه وغادرت مبتسمة.

كانت تجلس على الأريكة في مكتب سيدة العمل حيث نبأتها "منال" بوجود شئ تريد أن تقوله لها السيدة.
انتظرت قليلاً شاردة حتى انقطع شرودها صوت فتح الباب
لم تنظر وجدت "منال" تخرج وتجلس "بوسي" علي كرسيها المخصص براحة قدم فوق الأخرى وتنظر لها تتعمن فيها بدقة.
-لحد ما قعدتي مع الراجل انتي ماشية كويس جداً ، واضح انك جاهلة تتعاملي ازاي معاهم
سكتت مكملة:
-بس متقلقيش هنعلمك!
كالألة وجهها لم تنظر لها ولم تبدي رد فقط تنظر للا شئ مستمعة لما تقوله الأخرى:
-المهم ده واحد غني جدا ومكانته كبيرة جاي من برا مصر مطلوب منك انك تكملي معاه القاعدة وتسايريه وتتعاملي معاه كويس .. لأن ده لو عجبتيه صدقيني هتتدلعي جدا مش بعيد يشتريكي ويرحمك مننا
كانت تستمع لها بذهول لم تعرف ماذا تقول ما هذا الجحود التي تتكلم به
نحن في أي عصر
لتتكلم بطريقة بيع وشراء فتــاة!
لكنها لم يكن عليها الحق في المعارضة فهي اختارت هذا الطريق وعليها تتحمل نتيجة خطأها للنهاية.

عندما خرجت من غرفة مكتبها سقطت دمعتها ومسحتها سريعاً
لم تخطي خطوة أخرى حيث وجدت من يسحبها بقوة مبعداً اياها عن الجميع
بالطبع لم نحتاج نقول من هو
لم يكن سواه.!
نظرت له في عينيه بقوة شعرت بضيق المكان التي فيه خافية عن أنظار الجميع
مدى قربه لها أوضح لها بعينيه مايخفيه ولم يقوله بعد
ترى نظرة لم ترغب نهائياً أن تراها وبعينيه هو .
عينيها تنتقل من عينيه اليمنى إلي اليسرى بقوة وكأنها تحاول أن تبلغه رسالة أو تجد بعينيه أي شىء لحمايتها ولتجد الرحمة بهم فهي تريد جداً أن تشعر بوجود أحد معها
يشعر بها
ويستمعها
ويفهمها ويصلح لها أفعالها ويضعها على الطريق الصواب
فهي فشلت في ذلك وتشعر بأن لم يكن لها السيطرة لتتحكم في شئ في حياتها التي انقلبت رأساً على عقب.
فقط لغة العيون تتحدث
حتى قطع الصمت صوته هو..
لم يخرج من عينيه التساؤل والغضب
عندما رأها جالسة مع ذلك الرجل وأنها أتت مرة أخرى للمكان بعدما أخبره الشخص المتولي بمراقبتها
نعم فكان يريد أن يعرف كل شئ عنها
يريد أن يكون معها ويحميها
ويعرف كل شئ عنها
عندما أخبره بوجود هذه السيدة معها في منزلها جن جنونه مفكراً بغرابة
ولكنه لم يمر الكثير وتم أخباره أيضاً بمجئها لذلك المكان مرة أخرى
برغبتها
وحدها.
وعندما جاء ورأها جالسة مستمتعه عقد حاجبيه في غضب محركاً أحدى عضلة فكه دليلاً على جز أسنانه بشدة.
وها هو الآن واقف أمامها يريدها أن تخبره سبب وجودها يريد أن يتعرف على وجهها الحقيقي .
هل هي ضحكت عليه!
هل هي تضع خطة لتستدرجه! ، مرتسمه على وجهها قناع البراءة والعفة!
حتى أن لم يكن بقصدها فهي للأسف نجحت في ذلك
ماذا فعلتِ يا "نبيلة"
ماذا آتى بك إلي هنا
فأنا أرى في عينيك طهارة لم تناسب هذا المكان مطلقاً
لم يليق عليك هذا القناع أبداً وتلك ثياب العاهـ..
حتى لم يرد أن يقول عنها ذلك داخله
لم يريد أن يراها ذلك أبداً.
-بتعملي ايه هنا يا"نبيلة"!
كان سؤاله واضح يريد إجابة معينة يريد أن يفيق من سوء تفكيره بها يريد يسمع إجابة ترضيه ولكنها جاءت غير ذلك .
-ممكن تبعد!
ماذا تتفوهي به إيتها المعتوهة.
هكذا قال ذلك في باله وهو ينظر لها
وقد عقدت حاجبيه مرة أخرى مستفهماً:
-أنتي مين بالظبط؟
ابتلعت ريقها اخفضت بصرها لم ترد مقابلته
هي في موقف لم تستطع أن تقف في مواجهه أصغر كائن حي على وجه الأرض لتقف بمقابلته هو!
وهو بالتأكيد يبلغها بكلام لم تريد سماعه.
لم تستطع تستمر في أي مواجهة في حالتها الآن.
هي ضعيفة لذلك.
بالتأكيد واضح من وجهه بأنه سوف يعاتبها
حقيقي لم ينقصها كلام أخر يُأنبها
فهي حتماً ستموت خوفاً ورعباً وضعفــاً.
أكمل وهو يحاول استكمال النظر لعينيها بينما هي تهرب منه:
-أنتي "نبيلة" اللي كنتي عايزة تخرجي من هنا وبتعافري أنك تهربي .. ايه اللي رجعك هنا تاني يا "نبيلة" ايه اللي رجعك تاني بإرادتك؟؟!!
-لأني عايزة ارجع!
تعجب لردها توسعت عينيه وهو يتعمق بها
لم يراها تلك أبداً
كيف انخدع بها
لم يراها ذلك في خياله أبداً .. ماذا داهه
أنه لم يعرف الشخص الذي أمامه شريف أم لا
هل هو انخدع فيها .
-عايزة ترجعي .. انتي سامعة نفسك بتقولي ايه .. انتي كده من البداية ؟؟؟؟؟
-مالكش دعوة
إجابته بحدة وهي تنظر لعينيه بقوة .. لم تستمر كثيراً حتى قالت  بصوت باكي وظهر الضعف عليها تكشفها دموعها مؤكدة ما بداخله:
-مكنش قدامي حل غير كده
قالت ذلك هي تهز رأسها بقوة باكية مهتزة متوترة
تحاول إبلاغه بعدم وجود إي شئ في حياتها غير هذا الشخص الذي ينبض بالحياة الحبيب لقلبها
لكنها غير قادرة تريد تنهى ذلك اللقاء!
لم تستطع التوضيح له إجابته بأسوء اجابه ممكن أن تأتي في بالها
يا ألهي هل هي تمثل دور البراءة مرة أخرى في أخر جملة قالتها!
تريد خداعه مرة أخرى؟
بينما هي لم ترد شئ في حياتها فقط سوى أن تحمي طفلها سواه فقط
ولكي تحميه ستضحي بأخر شئ لديها.
لم يكن لديها شئ
سوى الشئ التي ستضحى به اليوم .
من أجل فقط حماية أطيب الأشخاص.
راجع رأسه وهو ينظر لها وارتخى تعابير وجهه وكأنه أخذ إجابته
برغم كل ما قالته ولكنه فقط صدق أخر جملة
هي أُجبرت مرة أخرى وهذا واضح جداً.
أم هو لم يريد أن يصدق غير ذلك
عندما ابتعد قليلاً
انفرت هي هاربة وكأنها ترغب بشدة البعد عنه.
وكأنها لم تدرك ماذا قالت له.
ماذا فعلت لتشعل باقي نيرانه الملتهبة داخله.
فقط هي فاقدة للأحساس والقوة وكل شئ
جلست في غرفتها الأشبه بسجنها وتنعتها بالنار تذكرها بسوء نهايتها إذا استمرت في هذا الأفعال.. التي ستؤدي بها إلي الهلاك.
عندما أبتعدت عنه هو ظل واقف في مكانه ناظراً لأثرها
يهز رأسه بتفهم يفهم ما قالته الآن
هاهي انتِ ذلك!
ولكن لم يريد أن يصدق ذلك لم يريد
يريد فقط يصدق إحساسه بها
يريد فقط يصدق رغبته بها.
أقوى صدمة جاءت في حياته
فمن قبل لم يستطع أحد أن يخدعه بوجه غير وجهه
حتى في أكثر المواضيع الجدية في عمله
فدائما يكسب كل صفقاته بسبب تركيزه العالي وذكائه
ولكن معها هي شعر أنه ذهب كل ذلك هباءاً
وإحساسه فقط هو من يتحكم به!

القناع /ميرنا علي Where stories live. Discover now