4...

31 6 0
                                    

"القناع"
4..

يرتفع رنين جرس الباب بشكل متكرر....
كان منزل "معتز" ...
وفتحت "سارة" الباب
مستقبلة طفل صغير قصيراً بالكاد يصل إلي نص طولها
دلف مسرعاً يلقى نظرة حول المنزل بلهفة
يتمنى أن يرى بشوق شخصاً ما..
ألتفت لوالدته وقال متسائلاً ، ويتمنى إجابة معينة..:
-ماما هي فين ..!
أكمل بخيبة أمل ، ولكن حاول يأمل ..:
-هي مجتش!؟
لم ترد عليه ، تقدم منها ورفع وجهها وقال بصوت باكي متسائلاً:
- ماما أدم صاحبي قالي أنه شافها هنـــا
ارتسمت ابتسامة كئيبة وقالت:
-متقلقش عليها هتبقى كويسة
=آأنــا بس عايز اشوفها هي لية ما استنش لما أجي .. وحشتني اوي
قال بدموع ابتسمت له سارة بحزن موضحة له:
-هتيجي تاني أن شاء الله...متقلقش يا "أحمد".

بعد قليل يجلس "أحمد" في غرفته ويرسم شئ باكياً
يدلف والده الغرفة ويراه ، لا يريد سؤاله لأنه بالتأكيد يعلم ما به ..
حالته الحزينة كل يوم ...
منذ أختفاءها..
لكنه واثق في رجوعها ...
كما كان يثق مثله بالضبط ....
تذكر أن قال له ذات مرة .. وهو يرى له إحدى رسوماته....
-انا مابعرفش أرسم كويس بس هي على طول بتشجعني وبتحسسني أن رسمــــى جميـــل..
افاق على نحاب صوت طفله في الوقت الحاضر تقدم منه رابتاً عليه:
-أنا عايز اشوفهــا..!
ضمه والده ، بتوتر شديد يشاركه حزنــه..!
أبعده عنه بعد فترة .. قائلاً بعقـل:
-أسمع يا أحمد ، أنا مش عايز أشوفك بتعيط تاني .. هي جت طمنتنا عليها ومشيت
أكمل :
-هتسافر فترة برا وراجعة تاني ، متعيطش .. هي مبسوطة في حياتها ...
أستمع "احمد" ما يقوله غير معقباً واومأ رأسه بتفهم ماسحاً دموعه.

يقود سيارته يسند ذراعيه عند النافذة والأخرى ماسكاً المقود
في طريقه لعودته ، بعدما أوصلها..
وصعدت لبيتهـا...
فَكر قبل أن تنزل من السيارة قدمت له الشكر على ما فعله..
لكنه شكر مقتضباً
ضحك بسخرية على أقتضابها معه وخوفها منه برغم أن نيته ليست سيئة وهي فقط مساعدتها..
وكأنها لم تريد حتى أن  تشكـره .. كان يشعر أن عليه فعل كل ذلك إجبارياً ، ... 
لكنه مقدر كل ما حدث لها...
ولكن لم يفهم .. مكالمة لأخيه صباحاً أدركته ذلك .
بأن غريباً يهربها متخفياً عن الجميع... وفعلها بطريقة لا تليق به نهائـي..
فعلياً هي طلبت منه ذلك أن تخرج دون ملاحظة الجميع ..
وفعل هو ما أرادت..
لكنه لم يهتم هو لم يعرفها ....!
فقط مجرد سماعه لكلامها وهي تنتحب جعله يفعل ذلك .
لنقول أن أشفق داخله على حالها لم يريدها أن تتعذب أكثر..
إذا كانت تتعذب فعلاً....!!
فداخله أيضاً شـك..!
مكان مثل هذا لم تتوقع منه ما يحدث فيه ..
لكنه قال داخله أنها فعلاً فتاة بريئــة ...
قطع تفكيره صوت رنين هاتفه .... مجيباً..
- أيوة يا حمزة
أكمل بعدما أستمع له :
-لا خبر إيه
أجاب "حمزة":
-ثواني هبعتهولك في مسچ
أبعد الهاتف عن أذنه وأنتظر أستقبال الرسالة التى بمحتواها الخـبر.

*اجتمع اليوم رجل الأعمال المشهور "فؤاد منصور" بإحدى الفتيات اللي تعمل في إحدى النوادي الليلية ..ويقال  أنها اختفت معه تحت الأنظار بعد وقوعه في وعكة صحية بسيطة.*
تدعى الفتاة "نبيلة" هاربة من أهلها منذ ثلاثة أشهر واليوم تم إيجادها بجانبه...... هل هذا له معنى ؟!
تعود على الاخبار الغير صحيحة من بعض الجرائد الراغبة بتشويه صورته لكن أثار غضبــه رغم ذلك..
وجود صورتها بالقناع معه التقطت في وقت عندما رأها وممسك بذراعها ،
ترك الجريدة على المنضدة .. لم يكفوا من الاخبار السيئة الغير صحيحة .. عليه أن يتجاوز هذه الاشاعات أيضاً
فمنذ فترة يحاولون تشويه صورتـه ..
حاول الوقوف لكنه لم يستطع تخطى خطوة...
وقفاً مكانه ،
أتى له الدوران مرة أخـرى
ظل لثواني ، حتى أختفى
ثم لم يهتم مدركاً أن ذلك مجرد أرهاق من العمل ...
جالساً على الفراش
ثم أفترش عليه 
ذهباً في سبات عميـق.

القناع /ميرنا علي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن