"القناع"
6
إضاءة ظالمة في مكان قلب منطقة غير حية .. تكاد ترى كل فترة سيارة تمر ، سيارة صاحبنا تقع في جانب الطريق
على حاله منذ اغماءه عن الوعي ماراً عليه القليل من الوقت نرى إلحاح يصدر من هاتفه رنين متواصل وحالما ينتهي يعاود الاتصال مرة آخرى دون الاجابـه بآي رد.
عدم إفاقة بسيطة تصاحبها تغمض عينيها بقوة تشعر بوجودها بين اشياء معلقة عليها ، خرجت منها تأوه بصعوبة عندما حاولت الحراك .. وشهقاتها تعلو برعب
ظلت مكانها تحاول تأخذ نفسها لكي تستطيع الخروج من هنا.
غير مدركة كيف حدث .. جسدها لم يستجيب لها عندما خاطبت عقلها ان تتحرك .. تحاول أن تتحرك بصعوبة فاقت قوتها المنتهية الآن
تشعر بوجود قوة خارجية تمنعها من الحراك .. تحاول الصراخ حتى ،
أيضاً صوتها غير مستجيب لها ، غير شهقات تعلو
لم يستجيب لندائها أي شئ مما تريد .
تركت نفسها حبيسة عدم استطاعتها على النواح برغم وجود طاقة قوية داخلها لفعله.
تنهدت بقوة ظلت تخرج اصوات باكية مصاحبها تأوهات ، يديها معلقة بين شيئين لكنها استطاعت ان ترى أسفل ذراعيها محاوطاه منقذاه قليلاً من آلم الاصطدام.
أسقطت يديها بوجع بالغها ، ناظرة إياه
جاءتها الآن القوة الداخلية لفعلها..
بعدما رأت وضعه ، وأدركت ما يحدث
وجهه الطفولي الكريمي تشعر أنه نائم بسلام .. وجهه المسالم البريئ
جعلها تصحو من غيبوبتها لتخرج
فكت حزام الأمان بصعوبة شديدة تحاول ببطئ حتى نجحت
بقدميها وذراعيها الآخرين فتحت الباب بجوارها
بيد متألمة مرتعشة ، تماسكت به
وخرجت واقعة على الأرض ساحبة اياه بيديها ، زاحفة بجسمها بعيداً....
توقفت سيارة بجانب الآخرى الوحيدة .
ترجل إحداهما واقترب من السيارة مسرعاً .. زادت ضربات قلبه عندما استطاع الرؤية صارخاً بفزع:
-فـــؤاد.!
ساعده الآخر ان يبعده عن مقعد القيادة وسريعاً انسحبوا به لأقرب مشفي ..
وصلت للمشفي بعدما جائت سيارة الإسعاف ، استطاعت ان تتحرك على قدميها .. غير آبه بأي ألم .. فقط تريد ان تطمئن عليهم خصوصاً بعد سماعها بوجود حالات خطرة استطاعت الحراك حتى وقفت أمام غرفة العمليات تنتظرهم وهي تبكي..
سيل من الدماء يسقط على وجهها يديها الملطخة بالدماء بعدما حاولت افاقة اخيها وزوجته ..
وجههم الغير نابض بالحياة ارعبها ظلت تحرك كل شئ بهم غير مستجيبين لها
تتمنى ان يتم إنقاذهم ، واستطاعت ان تعرف بأن ابن اخيها حالته ليست خطيرة فقط اغماء من الصدمة
واردف لها الطبيب بان الحزام الامان ساعدهم في الحماية بأقل الاصابات
كل شئ يمر بها سريعاً ظلت تضرب نفسها لتتأكد بأن هذا حدث غير مستوعبة بأن موقف كذلك مر عليهم.
لم تعلم ماذا تفعل تتصل بمن ، ليس لديها احد ليكون معها ويطمئنها سوى نفسها التي فشلت في محاولة بث الطمأنينة لها.
