13...

19 2 0
                                    

"القناع"

13...

في هدوء الليل...
حيث يجلس على الأرجوحة الاريكية.. مهتزه بهما ببطئ
فكانت هي بجانبه ، ملاصقين ببعض..
ساندة رأسها على كتفيه
لم يوجد أحد حولهما.
تكاد تسمع عواء إحدي الطيور التي تظهر في الليل فقط. غير ذلك هدوء تام
اذنيها تستمع لدقات قلبه القريبة منها .. كالعـادة.
مصدر أمانها .. سعادتها
-تعرف أن انا بحب الجو ده جداً
ضحك بخفوت وقال :
-واضح
ثم أكمل:
-حاسك مش عايزة تقومي
لم ترد وأنما فقط أصدرت ضحكة خافته...!
في ذلك الوقت البارد بنسمات هواء باردة تضرب وجههما فقط فباقي جسدهما ملتف حول ثياب ثقيله لتعطي لهما الدفء المطلوب عكس الجو التي يدل عن البرودة الآن وهو فصل الشتاء .
لكنها تشعر أيضاً بدفء أخر يغمرها
سكتت قليلاً ثم اردفت :
-فاكر لما اتكلمت معاك.
لم يرد فاوضحت أكثر:
-قدام النيل.
-أكيد...
بالتأكيد لم ينسي
لم ينسى أيضاً مشاعره التي بدأت حينها
لتدله على الطريق الصواب والطريق التي يجد فيه شغفه ومشاعرة اللاهفة معها.
كان بداية كلامها معه اليوم ذات جعله يفكر في حياتها شعر أنها مسؤولة منه
شعر بالثقة المتبادلة بينهما
لترتاح في الكلام ويخرج ما بداخلها.
واوصلته لأحاسيس كثيرة شعر بها معها
وايضا تفكير ملازمه طوال الوقت في غيابها.
-انا كنت اول مرة اتكلم وأخرج اللي جوايا ، حسيت فعلا اني ارتحت لما اتكلمت معاك ..
هزت رأسها مجيبة:
-مفكرتش كتير .. تعبت من كتر تفكيري ماكان تعبني وقتها ومكنتش بخرجه ..
تقول يتعمق مفكرة:
-وصمتي طول الوقت مكنش شبه اللي جوايا ابداً أفكاري مارحمتنيش .
رفعت طرف شفتيها بسخرية واكملت:
-حتى فكرة أن يكون ليا صديقة تسمعني وتواسيني انا اتحرمت من ده .. طول حياتي كنت لوحدي
استقامت من جلستها قبل أن تغرق في الحزن مرة أخرى قائلة بنوع من المزاح:
-لا انا مش عايزة ابوظ اللحظة دي ، انا مبسوطة معاك ومش هسمح لحزني يجي دلوقتي
امسك يديها بقوة وقال وهو ينظر لعينيها:
-كملي قولي كل اللي جواكي.. لازم تبقى عارفة أن الكتمان صعب جداً.. ولازم يخرج عشان ماتتعبيش ولو انا ماسمعتكيش مين هيسمعك .. وانا اللي مش هسمح للحزن يسكن جواكي ، بس عايز اسمعك دايما طول مانتي عايزة تتكلمي ..
ابتسمت بلطافة وهي تنظر له وتشرد بعد ذلك مخفضة رأسها تسترجع الذكريات ثم ترفعها مرة أخرى وتقول:
-حبيت وجودك ..
مكملة:
-من أول لحظة..!
لم تدرك أنها تصفه الآن أيضاً..
قالت ذلك وهي تضغط على يديه حول كفيها
- برغم أننا ماتكلمناش كتير بس كأن بينا احساس بيتكلم من اول لحظة ..
ابتسمت بحب مكملة:
-لحظة اليوم الأخير كنت خايفة ماشوفكش تاني ، بس رضيت اني هفضل لوحدي...
لم يرد عليها فقط ضمها لحضنه متمتماً لها ببعض الكلمات وأنه لم يتركها.. ابـــــداً!!.
ابتعدت عنه بابتسامة ثم قالت وهي ترفع هاتفها :
-يلا ناخد صورة!
قال برحب:
-يلا
وننهى محادثتهم مع الصورة التي التقطت بهاتفها .. صورة جميلة.

القناع /ميرنا علي Where stories live. Discover now