الأخيرة...

27 2 0
                                    

"القناع"

الأخيـــــرة..!!
15..

عندما اعادها للحياة مرة أخرى وشعرت بسعادة كبيرة أنها تخلصت من كابوسها
وكان السبب فيه هـو.
برغم توترها منه في البداية .. في بداية الأمر
لم تنكر خوفها منه عند اللقاء الاول خوفاً أن يستغلها
لان ذلك كان يخبرها به العقل والمنطق.
وإصراره بداخله على الوقوف معها
أطلقت عليه لقب "منقذها"
لأنها اطمئنت كثيراً بوجوده....
تفهمه لها...
لم تجد السند بعد أخيها سـواه.
حتى أخيها ذات مرة تخلى عنها ، لكنه هو لم يفعل.
قال لي اخي ذات مرة أنني انسرقت منه بعدما تم اختطافي..
والوحيد الذي قام بإسترجاعي هو أنـت.
جاءت في مخيلتها الآن صورة اخيها وزوجته
قبل تلك الحادثة بلحظات
يبلغونها أن تأتي بشخص يعطي لها الحب والأمان
وكأنهم يودعونها قبل أن يرحلوا...

لقد وجدته
أخـي! .. لقد وجدت ذلك الشخص
لكني فقدته مرة أخرى
فقــدته.
كنت اريد كثيراً أن تبقى على قيد الحياة يا أخى حتى تراه وتطمئن عليّ..
لكن هو من سيأتي لـك..!!

لقد أخبرتك بأن أصعب شئ يحدث لي الفقـد
ومع ذلك انت تأبي اكتمل حياتي بدونه.!!

عادت مرة أخرى للأرض الواقع
تسقط على الأرض وهو ساقط جانبها
اخذت رأسه تضعه على حجرها.
ناظرة له وهي تربت على شعره..
عندما رفعت يديها الأخرى لحظت وجود شئ لزج لونه أحمر يملئ يديها..
قوة الضربة التي أتت بقوة على رأسه..
عندما فعل الاحمق ذلك
ممسكاً بشئ صلباً من الأرض ...
ويبدو أن مرضه لم يتحمل تلك الضربه كثيراً..
ليتحمله فقط بعض لحظات واقفاً على قدميه لكي يودعها بنظراته واحتضانه ...
قبل سقوطـه
اصعب موقف هي فيه الآن
عينيها التي سادها سواد الكحل حول عينيها.
وجهها المبتل بدموعها
شفايفها التي تهتز وترتعش خوفاً
تحتمى به للمرة الأخيرة.
تشعر بوجوده بجانبها للمرة الأخيرة
وكانت النهايــة صعبة جداً بنسبة لها
فقدان شخص تحبه
ولكنه كان مخلصاً معها حتى أخر وقت
حتى اخر نفس تنفسه.!
تحضتنه بقوة داخل حضنها.
ترفع رأسها للسماء باكية وكأن هذا أنهى آخر لحظة صبر لديها
كأن أنهينا بأصعب شئ أصابها.
لطالما مرت بأشياء صعب ، وتتخيلها كذلك.
لكنها لم تجد أصعب من موقفها الآن.
بداخل حضنها .. ذهبت روحـه!!.

تكاد تلمح وجهه مبتسماً
انتهت حياته بأخر شئ محبب لعينيه ويلتمس به.
بجوارهـا.
ليتركها في أمانة الله.
ومرحباً لذهابه للعالم الأخر
ذاهباً من دار الفناء ، إلي دار البقاء
ليبكيها هي حزناً
وهي ناظرة له  تمسك وجهه براحتى كفيها صارخة ..:
-مشيت! .. انا مش قادرة اصدق مش قادرة اصدق اني مش هشوفك تاني ... طب ليه مشيت
قالت ذلك وهي تنخرط في البكاء الشديد وتكمل:
-ليه سبتني!
أخرجت شهقة قوية:
-صعب اوي عليا يا "فؤاد"  .. صعب اوي .. لالالالا 
انتقلت بصرها لأعلى مكملة بأمل:
-يارب مش انت قادر على كل شئ ؟ .. رجعـه ليا ..
أكملت بأمل وكأنها تحاول توظب كلماتها لتُجاب لها :
-يارب رجع روحه .. بث الروح فيه من تاني .. انت قادر على كل شئ ...
قالت أخر شئ بتوسل ولكن عينيها وتعابير وجهها تدل على اليأس الشديد:
- ماتخدهوش مني
وانخرطت في بكاء عنيف.
بهستيرية وهي تصرخ باكية
وجهها المتألم بشدة...

غارقة في عالم سواد مليئ بالألم والحزن والسوء
اخر شئ فعلته ضمته بقوة أكثر إليها وأقتربت برأسها نائمة على صدره...
تنذف دمعها بهدوء علـيه
اخر شئ لتفعلـه .. متألمة لحظات الـوداع بقربهـا منه للمرة الأخيـرة.!
صارخة ..
لكن .... هدأت والألم يحفر داخلها.. ليجعلها ذكرى لا تُنسى..
تستقبل أيامهـا الباكية ... والمتألمة..
هذه المرة وهي تضع رأسها على صدره .. لم تستمع لدقات قلبه!
ليشعرها بقسـوة اللحظة....
توقفت حياتها وليس حياته.... شعور بالفقد والألم يصيبهــــا!
هدأت بآلم ..توقفها القليل عن الصـراخ جعلها تشعـر بشـــيئاً أخــر..
دقــات قلــب ...يوجد شئ ينبـض ....
أنتفضت بعدما تأكد لها شعورها .... متألمة متأملة.
أخفضت بصرها ببطئ... بآلم واضح على وجهها وحالة وجهها المزرية..
يوجد شئ خلف كفيها التي تلتمس به الآن ..
ناظرة بأمل متألمة.
باكية..
تبكي بحزن وتظهر ابتسامة حزينة نابضة كاتمة لشهقاتها بصعوبة..
مشاعر مختلطة..
لتظهر كفيها المرتعشة و وهي تمسك بطنها بهدوء .. بطنها اليافعة مازالت.. لكنها تبرز قليلاً تدل على شهورها الأولى....
و كالمعجزة ظهـر نبضــه الآن... الخافـت
تنتقل نظرها نحو الأخر ... فاقد وجهه للحياة والــروح...
لتقسو عليها اللحظة أكثـر...
روحـه فُقـدت ... لكن يوجد روح أخــرى تكتمل ببطئ داخلـها..
.
.

برغم مرور الشهور التي تكتمل لأربعة أشهر ونصف
ولكن مازال الوضع كئيباً
فعلت ماطلب منها واكتملت بحياتها في شركته
لتتذكر أخر أيامه ، عندما أكتشف مرضه ظل معها ليحثها على العمل..
اكتشفت أن ذلك لكي تمسك عمله بعده .. كان يخطط لذلك
وبالفعل تفهمت سريعاً وأصبحت ناجحة.
مسدت على بطنها التي ظهر انتفاخها بوضوح الآن.
اجمل ذكرى على الاطلاق
اجمل شئ أكمل صبرها وجعلها تحافظ على مشاعرها نوعاً ما

صورة يوم زفافهم لتتذكر تفاصيل المحزنة لها الآن...
صورتهم الرباعي .. عائلتها السعيدة  الباكية الآن لفقدان عنصر رئيسي منهما...
صورة وجودها معه بحديقة المنزل ....
تتذكر كل لحظة مرت بها ......
لتنهي برسالته التي تركها لها قبل مغادرته.
غيابه التي تنبأ به الجميع مؤخراً.
"جمليتي .. الغالية
أحبك كثيراً
تأكدي بأنك قوية ، وأقوي من أي شئ في العالم
أراكِ في الجنة يا حبيبتي
انا معك .. وفخور بكِ
فقط تحملي بالصبر حبيبتي
أنا أثق بك
وأثق بأيمانك
انا ليس في مكان سئ الآن .. لا تجعليني غير مرتاحاً في مكاني ، أنا واثق كثيراً بك .. واثقاً بكِ
اعتذر لكِ عن جعلك تشعرين بالآلم مـرة آخـرى
لكن لا أريد أن اراكِ هكذا حبيبتي.
أحبك كثيراً يا جمليتي الذهبية.!"
وكانت تلتمس ذات الورقة الذهبية بنسبة لها .
تقرأها دون رد فعل .. بوجه بارد
لطالما قرأتها مراراً وتكراراً
كل يوم
وكأن هذا الشئ المؤقت التي يصبرها على الحياة.
وسيظل مصبرها حتى تحقق مطلبه وتلقاه في مكانه في الجنــة .. بأذن الله
ومطلبها التي تريده بشــدة.
اقتربت لتلتمس به
ذاك الشئ المزخرف.
التي تركه لها
فظل محتفظاً به منذ لقاءهما الأول .
أبتسمت وهي تتذكر
تربعت في قلبه منذ اول لحظة
تلتمسه بيديها
ذات "القناع"
أحبته كثيراً
وتشكره لأنه كان سبب ؛ أن تتعرف على أجمل شخص في العالم
وضعته في مكان محتفظة به
مكان مخصص جداً ليكون غالي على قدر ما يحتفظ بداخله...
وضعت الورقة التي غلفتها جيداً لتحتفظ بها مهما مر الزمــن عليهــا.
حتى تبقى على رونقها..

ووضعته
فوقه القناع ...
.
.

الحمد لله لأنه يستحقُ الحمد ولأنه يستحق حمدًا جديدًا على تعليم الحمد.
.
.
أراكم في لقاءً قريباً....
إلي اللقـاء!..........
.
.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 18, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

القناع /ميرنا علي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن