12:...

20 2 0
                                    

"القناع"

12

-اتجوزت!
قال ذلك شخصاً ما وهو يرى الخبر عند موقع التواصل الاجتماعي
حيث تمت الإعلان بنفسها عن أقامة الزواج في صفحتها الشخصية وكان هو بجانبها
صورة.. شخصين متحضريين لائقين كثيراً ببعضهما.
وأسفلها جملة "الحمدلله التي تتم بنعمته الصالحات"
جن جنونه وهو يترك الهاتف من يديه ليسقط على الأريكة.. بينما قالت الأخرى الجالسة أمامه:
-ماخلاص بقى يا "إمام" انت مش سيبتها من قبل ما تسافر
كانت توضع في الردهة بجانب بعض الحقائب الكبيرة المخصصة للمسافرين التي تدل عودته من الخارج.
فعندما عاد وكان كله اشتياق كبير لها .. كان يريدها بشدة
قال لنفسه أن أول شئ سيفعله عند عودته هو العودة لها
خطيبته السابقة .. المحببة لقلبه
والتي تركها بسبب خلاف بسيط بينهما أدى إلي عدم معرفة قيمتها معه واستسهال الفراق عنها
وتركها قبل سفره بأسبوع ..
مصبر نفسه بأنه عندما يسافر بالتأكيد سينساها
ولكن لم يأتي غير العكس تماماً...
فمر عليه أيام عذاب كالجحيم ، وكلما مر عليه الوقت كلما تعمقت هي أكثر بباله
سنة كاملة يتعذب ببعدها عنه..
كان يمكن أن تكون سنتين ولكن بإرادته هو قلص الفرق في وقت إجازة قبل عودته مرة أخرى للخارج
مجيباً على نفسه بأنها ستأتي معه.
واخذ وعد بينه وبين نفسه عند عودته ليصلح علاقتهم سريعاً ويتزوجها بأسرع وقت .. وسفره الثاني سيكون بصحبتها.
ولكن قد فات الآوان.
مجهزاً كل شئ بباله
ولكن لم يفكر أذا كانت ستكون جاهزة هي أم لا.....

اغتسلت بعدما استقيظت من النوم .. لقد مر بهم كل شئ بشكل طبيعي
كان هو أول من تسلم له جسدها
لم تندم نهائياً .. بل شعرت بالحب
والأمان معه
وهو لم يبخل عليها معطاءً لها كل المشاعر المفقودة لديها.
تتمنى لو يكون كل أيامها معه بها اللطف والجمال تكاد تقول إنها شعرت معه بالحب أيضاً ولكن لم تريد أن تعشم نفسها بشئ لم يمكن أن يحدث.
فهو كما قال لها قبل ذلك أنه يريدها كما جلبها عليه .
عند تذكيرها لذلك بكت وهي في المرحاض.
بأنه سيتركها مرة أخرى.
ستكون وحيدة مرة أخرى.
لم تريد ذلك
ليس ما أن جربت الحب والاهتمام والحنان
لقد مر أسبوع على زواجهما لم ترى أو تشعر بسعادة مثل هذا الوقت.
هل هو يعاقبها بذلك!
هل هو يمتعها بالحب والعطاء ثم يتركها مرة أخرى أنثى ضائعة!!!.
هل هو شخصاً كذلك!
كلما قرأت في الروايات بأن دائما البطل يحب أن يعذب البطلة بداعي الانتقام ثم يتركها.
ورأتها في الواقع عندما استمعت لبعض المشكلات على مواقع التواصل الاجتماعي وهما يحكون عن وجع الفراق بعد الحب الكاذب.
هي لن تتحمل ذلك مرة أخرى . لم..!
تريد أن تعرف ما وضعها معه بعد الأن .
ارتدت بيچامتها الحريرية وشعرها المبتل الذهبي يسقط بعض القطرات منه .
وضعت يديها على فمها تحاول أن تكتم بها شهقاتها عندما شعرت بأنها ممكن أن تعود وحيدة مرة أخرى...!
كان ينام على الفراش مقابل لاريكتها عند استيقاظه شعر بشهقات كاتمه تصدر عن يمينه فالتفت بظهره وعندها رأها اعتدل مستفيقاً من غيبوبته.
وترك الفراش مغادراً اياه متجهاً صوبها.
-مالك .. في حاجة زعلتك؟
نظرت له .. وجهه غير واعي تماماً مازال يفيق من نومته
شعره الغير منتظم يظهر بشكل عشوائي هيئته طبيعية جميلة ولم تخلو من الوسامة أيضا فهو دائما الشخص متألق جذاب دائماً
لم تعرف ماذا تقول مسحت دموعها وهي تقول بصوت حاولت فيه الهدوء:
-أسفة لو صحيتك من النوم
هنا أمسك يديها في راحة كفيه العميق محتوى يديها بين يديه يحاول أن يبث فيهما الطمأنينة ونظر لها واعياً يحاول التهدئة من روعها.
-اهدى بس كل حاجة هتبقى تمام
ثم أدار رأسها ناحيته وهو يقول :
-كل حاجة هتبقى بخير .. وانا معاكي
قال ذلك وهو يسحب خصلة شعرها الذهبي التي سقطت عن عيناها حاجبة اياه من النظر لها بعمق..
نظرت له تحاول أن تأخذ اكبر قدر من هذه النظرة الحنونة الرائعة في حين اقترب منها ناظراً لها بشدة موضحاً بثبات:
-كل حاجة هتبقى تمام .. كل حاجة هتبقى كويسة .. انتي معايا متخافيش من اي حاجة انا مش ممكن أسيبك أبداً
-بجد!
وكأنه فهم ما يوجد داخلها من أفكار
وكأنه يعرف الضجة التي تحدث بداخلها من حيرة وتساؤلاتها
كيف يشعر بها لهذه الدرجة
يفهمها كذلك ويوضح لها ما لم تستطع هي توضيحه لنفسها
لم تنكر ابدا بأن كلامه يبث فيها الطمأنينة والراحة كلامه قادراً أن يعيد ثقتها بنفسها
كيف يجيد فعل هذا .
هل انا محظوظة بوجوده معي في تلك الوقت والفترة التي شعرت فيها أنني بخير حقاً
عندما أخرج من فمه بأنه لم يتركها أرادت أن تتأكد
فهاهو أكثر شئ هي تخشاه
الآن
ينظر لها ويترك العنان لتنظر في عينيه براحة حتى تشعر بالأمان والراحة قدرما تحب
أجاب بعمق وهو يرسل الاشارت من خلال عينيه أيضاً صارحاً بقوة:
-بجــد.
مؤكداً لها ويوجد نبرة تأكدية عاجبة ..
وكأنه كيف سيتركها مرة أخرى...؟
فهو معها حتى النهاية .. هكذا أخبر به نفسه ..
لم تستطع منع ابتسامتها التي تزايدت ..
كان أجمل شئ ممكن أن يراه بعد استيقاظه
ابتسامتها الجميلة .. فهو أدرك طاهرتها وأدرك براءتها الواضحة
لم يمنع نفسه بأن يعيش معها بعض لحظات المحببة لقلبه التي لم يستطع أخفاء ما يشعر به معها
ولم يرد اخفائه .. مستمتعاً بهذه المشاعر التي تحدث له للمرة الأولى ، ومستمتعاً معها.

كان يقف أمام بوابة البيت .. البيت الكبير التابع لأحدى رجال الأعمال المشهورين.
المعروف عنه بصغر سنه رغم ذلك تفوقه شطارته وذكائه سناً.
يشعر بالنقص الآن.
تركته وذهبت.
تعيش حياة سعيدة معه وهو يتألم قلبه لأجلها
ألم لم يجربه في حياته
فطوال حياته لم يمنع شئ عنه فكل طلباته تأتي له.
كان ابن أحد اقربائها التي بالكاد تصل بينهما صلة قرابة من بعيد.
كان يتمناها منذ صغره وبالفعل
كم تمنى حدث.
عندما كانت معه شعر تدريجياً بدأ يقل اهتمامه واعجابه بها
لذلك تركها في أول مشكلة بسيطة وقع فيها.
لم ينكر بأنه كان أناني لذلك وهو يتلاعب من حوله حيث يرضي رغباته الأنانية بينما هي كانت من النوع اللطيف المحبب لأي شخص وقامت بدورها بأحسان
تطمئن عليه وتهتم لأمره وتهون عليه كل شئ صعب.
لكنها كانت معه .. يريد أن يشعر بنفس الاحساس حالاً
مرة أخرى
ندم أنه تركها .. ولكن لم يعترف بذلك أيضا ، يرى من السهولة أن يعيدها مرة أخرى حبيبته ...!
لطالما شعر بانجذاب لشئ فعليه أن يفعله مهما كانت النتيجة.!

غطست رأسها إلي أسفل المياه الزرقاء الصافية.
لتترك شعرها العنان يبقى مترنحاً أسفل المياة ويأتي عند وجهها اثر دفاعتها بيديها.. تخطي خطوة وهي تدفع بيديها نحو الماء
تقوم بهذا التمرين المستقيم المتقن بيديها حتى وصلت عوماً إلي الطرف الآخر .
لترفع رأسها شاهقة بقوة فارغة فمها لتأخذ أكبر قدر من الهواء تستنشقه.
بعد منعها إياه لبعض الثواني.
عدلت من شعرها ليبقى نائماً خلف رأسها مبتلاً.
شعرت بانتعاش المياة الباردة على جسدها .. التي شعرت بها مرتدية الثياب المخصصة للسباحة المغلقة على جسدها من أعلاها لأسفلها. "ثياب سباحة شرعي".

جالسة أمام السباحة وهي ترى ابن اخيها يتعلم العوم على يد اخ زوجها في استمتاع شديد.
تراقبهما وهي جالسة على الأريكة البلاستيكية جالسة مخلوطة حولها منشفة كبيرة.
تتابعهم وتارة تضحك معهم لمزحهم سوياً مع بعضهم
حتى جاء الشخص المفضل لديها في الوقت الحاضر وجلس بمقابلتها.
ثم يقوم بمزح الاثنين التي في الماء ويضحكون جميعاً.
ثم يلتفت لها .. أدارت رأسها له وهي تعبر بعينيها عند مدى سعادتها وهي ترى عائلة كهذه حولها .
فهم هو ذلك وشعر أيضاً بامتنان لوجود المرح التي غلف هذا البيت التي كان يغلفه الحزن والكآبة قبل وجودهما.
وكأن كل شخص منهما كان ناقص شئ وجاء الأخر ليكمله.
هو بالتأكيد كل شئ اكتمل الآن
كانت بينهم نظرة محببة ابتسمت على أثرها..
ولكــن
كانت توجد أعين تراقب هذه العائلة السعيدة ..
من على بعد خلف إحدى الأبواب الخلفية التي مزخرفة لم تكن كبيرة كالبوابة الرئيسية.
بحيث ترى الداخل عندما تضع عينيك وتركز مابين الخطوط الحديدية لدي البوابة.
وكانت أعين مشتعلة تراقب بغضب شديد ..
وهو يتوعد بداخله .. بأن هذه العائلة لم تكتمل...!

....

القناع /ميرنا علي Where stories live. Discover now