7..

24 4 0
                                    

"القناع"


7

ترتقي سريعاً خلال عملها لتبقى هي رئيسة الممرضين برغم سنها الصغير ووقتها القصير لكنها استطاعت إثبات نفسها.
وأردت ان تحصل على المزيد ... داخلها من الطموح والعزم لذلك
دلفت داخل منزلها وهي ممسكة في ايديها بحقائب بلاستيكية سريعة وهي تنادي على أحمد :
-احمد .. حمــودي
استرد احمد خارجاً من غرفته قابلاً لها ،
-يلا ساعدني في تحضير السفرة بسرعة عشان جيبت الأكل.
كانوا يفعلون بحب وبعدما انتهوا جلست معه تذاكر له فهذه طبيعة يومها الروتيني من فترة
ولم يخلوا من مزاحهم الذي يهون عليهم كثيراً
لكننا نستطيع نقول انها اعتادت على هذا واستطاعت أن تندمج

انتهت من اليوم جالسة على الفراش ، تكره ذلك الوقت الوقت الذي تشعر فيه بمفردها
دائماً انشغالها بالأشياء والاحتياجات التي تقوم بها يخفف عنها ويبعدها عن التفكير.
لكنها في الغالب تنتصر نائمة مبكراً قبل أن تغرق  في جلد الذات والتفكير المستمر المؤذي.

كانت مستاءة لما حصل لها من اخر فترة .. منذ هروبها أثناء الحفل وهي تتوعد لها وتنتظر ان تأتي لها فرصة لتشفي غليلها الموضوع خرج خارج أنها تريدها للعمل فقط بل لكي تستطع اثبات لنفسها ان كل ما تريده يحدث مهماً كان.

أخبرت الاربعيني ان يأتي بها مرة أخرى وان يعلم عنوانها.. هي غاضبة منذ ذلك وميزاجها ليس في محله تريد إثبات عدم تفوقها عليها وخداعها.
ممسكة بالنارجيله ، منتظرة خبراً ما وبالفعل آتى الاربعيني قابلها قائلاً:
-وصلت للسواق ومن خلاله عرفت هي كانت قايلاله عن عنوان قبل ما يخدرها يوم ماخطفها وجبهالي ، المهم وصلتله وقالي العنوان.
رافعة حاجبها منتظرة خبراً آخر بحزم :
-وبعدين !
=وصلت للمكان عرفت ان ده بيت اخوها ومراته.. وهما لسة متوفيين في حادثة من قريب ، وحالياً هي عايشة لوحدها مع ابنهم في شقتها .
نفخت الدخان من وجهها مبتسمة بانتصار ، تأخذ الأمور باستمتاع شديد .
همست داخلها أن ذلك الموضوع ميسر كثير وجاءت لها فكرة فوراً.

-ياعم هو فؤاد ده مابيتعبش انا بس قعدت اسبوعين بس في الشركة وزهقت .. تخيل أن حياته على طول كده
أجاب له الشخص الذى يتحدث معه:
-اديك قلت تخيل انه شايل الحمل كله لوحده من زمان ، كويس والله انك اخدت قرارك انك تيجي تساعده
مفكراً بأن ذلك قرار يبسطه بشئ ولكن هو تعود على الحياة الترفيهية ..
-ماشي ياعم هقوم انا بقى هطلب من فؤ طلب ويارب مايرفضهولي
طرقاً على الباب سمح "فؤاد" بالدخول.
رفع نظره له قائلاً بجدية:
-اتمنى تكون مبسوط في الشغل
=مبسوط ده انا هموت من الانبساط انت مش شايف أنه باين عليا ولا ايه .
حرك عينيه لأعلى لينظر له ضاحكاً نصف ابتسامة .
-انا خلصت كل اللي اطلب مني .
اشار "فؤاد" برأسه برضا دون رفعها عن الاوراق أمامه:
-برافو
-كنت عايز بقى اطلب طلب بمناسبة اني خلصت
أكمل متحمساً:
-انا بقالي فترة من ساعة ما اشتغلت وانا ملتزم اهو ، تعالي نسهر النهاردة شوية نخرج من جو الشغل والملفات دي
-مانت طول عمرك بتخرج وبتعمل اللي انت عايزه لوحدك اشمعنا المرة دي عايزني معاك
-يافؤ انا عايزك برضو تفصل شوية عشان ماتتعبش
-ياعم انا تمام ، انت ناوي تبقى لازقة بجد معايا في كل حتة
ضحك "حمزة" مؤاكداً:
-والله نفسي
أجاب أخيه بهدوء :
-لا ياعم روح انت واتبسط كده كده انا ماليش في السهر ولسة قدامي شغل
-خلاص مرة تانية تكون مخلص بدري وتيجي معايا .. موافق
- موافق ..
أكمل بتحذير مشيراً بيديه :
-بس بحذرك تتأخر عن الشغل بكره .. طول مانت خارج ساعات عملك اعمل اللي انت عايزه لكن مش عايز اي تقصير منك
-انت تعرف عني كده برضو يا فؤ عيب عليك.
ضيق عينيه عليه ينفي كلامه ذلك بداخله دون رد خارجياً.

القناع /ميرنا علي Where stories live. Discover now