10...

19 2 0
                                    

"القناع"

10...

-يعني ايه الكلام ده!
قال ذلك شخص يثور في أحدهما ، بينما هي حاولت أن تمتص غضبه قائلة:
-معلش ياباشا ، اصل البنت كانت مش جاهزة يعني وحد تاني خدها وبعدين انت عندك كزا واحدة شوف اللي تعجبك
-انا وقت مكلمتك عنها قلتيلي ساعتها أنها جاهزة جاية دلوقتى تغيري كلامك ، وانا قلتلك كنت هديكي الرقم اللي طلبتيه.
-انت متعرفش "فؤاد منصور" هو اللي أشتراها وكانت عينه عليها من فترة طويلة .. وجه خلص معايا بعد مانت كلمتني بالظبط وأنا مكنش ينفع أرجعله كلمة خصوصاً يعني
قالت ذلك كاذبة لتخرج من موقفها هذا ، ثم سكتت مكملة بضعف:
-انه دفع تلات أضعاف المبلغ اللي كنت هتدفعه .. معلش حقك عليا وأنا مستعدة أعوضك بواحدة أحسن منها
قالت ذلك لتهدئته ولتصلح الأمر التي وضعت نفسها به فلم تستطع أن ترفض له بعدما طلبها
هنا تأكدت شكوكها من البداية بأن يوجد شئ بينهما
لكن لم تهتم... أخذت ما تريد
عندما تكلم معها بخصوصها وقتها هي أخبرته بوجود أخر يريدها .. هنا كأنها لدغته عقرب وقال دون تفكير بأنه سيدفع مبلغ ضخم جداً
ولكن لم تفكر كثيراً بل تم أغرائها بالمبلغ الذي تم دفعه لها وبالتأكيد سريعاً تخلت عنها بكل رحب...

ظلت واقفة ناظرة له بدهشة وتعجب
لم تخفيهما وأيضاً لم تخفي ارتياحها التي ظهر تدريجياً محتل شعورها لينشره في جميع حواسها ظاهراً عليها.
عند استيعاب للوضع...
لم تنكر فرحتها بوجوده فمهما كان هو لم يأذيها...
بل هي واثقة من ذلك ..
وتهز رأسها متأكدة .. في حين يتابع رد فعلها بعينيه.. التي يصوبها عليها جيداً
مازال هو يستكشف مافيها .. بالأمس شعر بتوترها من قربه لها ، ليست شخصية كما أظهرت .. داخله متأكد من براءتها ..
ولكن عليـه أن يتأكـد..!
تجردت من كل تحفظها ..
لتتحكم بها مشاعرها فقـط و ... قلبـها.!
أرادت هذا للغاية
لم تدرك نفسها وهي تتقدم رامية رأسها على كتفه .. ذراعيها تحاوطه بقوة..!
مستشعرة أحساس ذراعيها حوله..
لم تندم لفعل ذلك ، هي شعرت بأحساس رائع الآن .
شعورها بالأمان في كل وقت هو موجود فيه ..
أصبح متضاعف الآن...
فهو بنظراته فقط قادر أن يعطي لها الأمـان الشديد ..
فماذا بوضعها الآن بداخل حضنه .!!؟
لتشعر برائحته المميزة التي أصابتها بشغف كبير أعجبها..
بعض الثواني .. لم تنسي لحظه منهما..
ولم تعرف لماذا تخلت عن أخر تحفظ لديها وكأنها عبرت عن كل شئ...!
تترك نفسها لأحساسها وشعورها..
حتى لم تفكر أن ذلك يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية نحوها..
وكأنها تركت له زمام التحكم بها ليحركها كما يشـاء..
لم تفكر وأيضاً لما تريد أن تفكر..
لتستشعر هذا لبعض الثوانـي.
لطالما هي شعرت به ...
قام بحمايتها .. وأعطاها الأمان ..
فهو بالتأكيد سيكمل في ذلـك.!
القادم ليحل اينمَ كان
لتقول مستشعرة كل كلمة .
لم تريده يأخذ فكرة سيئة عنها لتقول محاولة صلح أي شئ حدث بالأمس أو خرج من فوهه غير مدركة أياه..
لتجيب على تساؤلاته متأملة أن يصدقها.
-انا عايزاك تسمعني ..
قالت ذلك مقتربة فاهة أمام أذنه ، وتجيب وهي لازالت مقتربه منه:
-اكيد انت مش عارف انا ايه اللي حصلي .. ! أنا مكنتش بمزاجي أبدا ..؟
لتكمل بأمل:
- ارجوك أفهمني....
أتريد أخباره بالمزيد لكنها صمتت تريد أن تسمع رده أولاً...
ففي داخلها أشياء كثيرة لتقولها له..
ارتخت يديها على ظهره لكنها مازالت على مقربة مرتخية..
حتى شعرت بيديه تمتد ترتفع قليلاً دون أن يلمسهـا.
لتكمل في أمل وتحاول تختصر ما تشعر به
قائلة مسرعـة:
-انا واثـــقة فيك!
من يراهم يرى أنهم ثنائي رائع.. متبادلين المشاعر.. مدركين شعورهم لبعض...
وكأنهما متفاهمين.... كشخصاً واحــداً
ولكن الوضع مازال مبكراً......
متمسكاً بها .. مع ذلك لم يلمسها
يستشعرها فقط..بأستمتاع شديد.
يستمع لما قالته ، وما لم تقوله بعد..
حتى النهاية .. إلا أنه اختلفت معها في النهاية..
أبتعدت بعدما شعرت بيديه تلمس كتفها..
متعجبة يديه لم تضمها بل تبعـدها..!!!!
أصابتها البرودة ورهفة هواء أصابتها للحظة عند افتراقها واقفة أمامه على مقربة..
قال بأسف نوعاً ما ، شعرت هي بالأستهزاء وسقطت مشاعرها أمام عينيها بعينيه وهو يقول:
-لكن انا مش واثق فيكـي!.
عندما أستشعرت بعينيه أبتلعت ريقها..
ابتلعت كلامه بصعوبة داخلها .. تحاول ترضى بـ رده..
فهي لم تفعل شئ طالما هذه رغبته
تركها مبتعداً.
قليلاً....
دون أن تبعد عينيه عن عينيها.
رجع خطوة أخرى ومازال على وضعه ..
حتى بصعوبة أبتعد بعينيه ذاهباً.
مختفياً خلف غرفته التي توجد على مقربة وهي غرفة مكتبه
توتر أراد أن يستجمع قواه قبل مواجهتها مرة أخرى.
نظرها مازال ثابتاً كأنها تنظر لأثره في مكانه واقفاً قبل قليل.
جلست على مقعد ووجهها لم يبدي ردت فعل....!!

القناع /ميرنا علي Where stories live. Discover now