دار بني واحة

27 3 0
                                    

    بعد اسبوع في صباح اليوم الموعود في دار بني واحة حيث اجتمع اكابر القوم من بني مكنون و بني حاتم و بني جندب و بني هشام و بني حسام وبني سعد وهم افخاذ بني واحة وكل فخذ منهم لهم عمل عُرفوا به من قتال و تجارة و حراثة و غيره وهم متفقين على هذا الاساس حيث كان جدهم الاكبر بذل قصار جهده في العمل على قومه حتى بدى منهم ما لم يكونوا قادرين على القيام به.

    فوكل كل من ابنائه على مهمة يتخذها مدى حياته وينميها و يعلم ابناءه عليها حتى صار هذا ما يفتخرون به و يتشرفون به عند العرب لمّا ظهروا للناس لكن بعد القليل من الوقت بدا التسابق الى الشرف على الاشياء الاخرى يشعل بينهم فتيل الغيرة و الحسد لكن كبار قومهم كانوا لا يختلفون على وصية جدهم الاكبر.

    لكن بدما جاء ابراهيم بن حكمة بن علي من فخذ بني مكنون وكان يأتي بالمصائب  واحدة تلو الاخرى على قومه لكن لم يستطيعوا ان يفعلوا له الكثير لوجود سجى بنت فارس بجانبه وهي من بني فرعان من اشرف العرب و اكثرهم قوةً و بأساً وكان بعض الكبار على عقابه والاخر على تركه فما يزال فتى شاباً وسيكون ذا شأن لكن مع كل مصيبة يفعلها يميل كبار قومه على عقابه شيء فشيء وابراهيم بن حكمة هو من تجسد بارين به.

في دار بني واحة:
    حيث كان اكابر القوم يتناقشون امر قومهم فاتى خبر ابراهيم عليهم فقال ثامر بن عدي: مالكم يا قوم وابراهيم؟ اما انتم تركتموه يسرح و يمرح ليسمي عار بني واحة عند العرب، فقال ابن الحفياء: صدقت، قال ثامر بن عدي: ما انتم بفاعلين؟ قال عامر بن عدي: نحبسه حتى يخضع، قال خالد بن علي: ما تركناه الا لابيه وابنت فارس قبلا فلو حبسناه اخرجوه، قال ثامر بن عدي: فما الرأي؟ قال ابن الحفياء حمزة بن قحافة: الرأي عندي، فقالوا: تحدث.
قال: نبعث احدا من مقاتلينا فيتحداه وهو ليس بجبان فيصيبه بشيء من سيف مسموم ويهزمه هزيمة نكراء يفحك خُيَلاءه بها فنمدح من ارسلناه ونكرمه و نقيم له الولائم و الاشعار بقدوم شاب واعد ذي قوة و بأس لبني واحة.
قالوا: وان هزم من ارسلناه؟ قال: ما ضرنا شيء،
قالوا: نعم الرأي.
بعد اتفاقهم بعدة دقائق دخلت عليه سجى بنت فارس الدار فرحبوا بها بالبسمات و الضحكات و الطعام والشراب لكنها كانت متوترة على غير العادة فكانت تدخل بثقة عالية و شخصية قوية فقالوا: ما لكي يا ابنت فارس؟ قالت: لا تقلقوا ليس بالشيء الكبير فقط زوجي اصابه اذى.
فذهل جميع من في الدار وقالوا: ابراهيم بن حكمة هو عينه ؟ قالت: ليس اصابة مميتة هذا ما قاله لكني اظنه يكذب كي لا يحزن قلبي.
فقال ابن الحفياء: اهو بداره؟ وجب علي عيادة ابن اخي
قالت سجى بصوت مضطرب: لست بحاجة للذهاب هو سيكون بخير. قال: قلت وجب علي عيادته لو نكثت لسمتني العرب قاطع الرحم الكذّاب.  فقام احد الحضور من البادية فهجرب بالقول:

عاش ابن الحفياء عاش.........صدقه وصلة رحمه وما فاتا
أَكرم ضيفه بكل شيء ولو.........كان ما عنده سوى الفتاتا
ورَكْبُ الخيل اعلاه سيف......يقطع امامه الحديد والماسا
اين تلوذ منه من رعب..........الا عندهم بني واحة الصحاح

فضحك ابن الخفياء بصوت عالي وقال: احسنت القول اعطوه ما يسأل وعند بيتي نخلة مثمرة فيأخذ منها من يشاء. فهرع من في الدار من العامة لبيت ابن الحفياء ولم يبقى منهم احد.
قال ابن الحفياء:  يا ابنت فارس اني ذاهب اليه اهو في بيته؟ 
فدخل بارين الى دار بني واحة وهو يتكئ على عصاة وقال: انا هنا يا عم لست بحاجة للذهاب الى اي مكان

مُبْهَمWhere stories live. Discover now