الفصل العشرون

5 1 0
                                    

عند جدار الجليد كان صباح آل فرعان عند مدخل المعبر السحيق وكان يضع يده على جدار المدخل وهو يقول : مر اسبوع منذ بدأنا استكشاف المعبر ووجدنا ثلاث خوام جليد لكن المشاكل التي واجهتنا تحتاج الى عتاد كل ما تعمقنا كثرت الوحوش و والظلام يصبح احلك واكبر مشكلة هي ان الهواء يقل بشكل كبير بالكاد يبقى نفس لعدد قليل واذا اشعلنا نارا لم يبقى هواء للتنفس نحتاج الى عتاد رياح لكن لا يوجد عتاد رياح في ام العرب ويصعب جدا ايجاد واحد.

اقترب شخص من صباح ولم يحس باقترابه حتى وصل عند كتف صباح وقال : مالذي تحتاج عتاد الرياح لاجله؟
تفاجأ صباح وقال في نفسه : متى استطاع هذا الوحش ان يتسلل خلفي هكذا؟
ثم التفت اليه ونظر في عينيه المليئة بالشك ثم قال في نفسه ثانية : اهدأ لا داعي للقلق هو لا يعرف عن المعبر بعد استطيع الخروج من الموقف الحرج هذا.
قال صباح : انظر لهذا المدخل الصغير كل داخله من الجليد مع هذا عندما دخلته كان ادفأ من الخارج لهذا فكرت إن صددنا الريح عنكم في سيركم يا درغام يسكون التخزين اسهل لكم بكثير.
قال درغام بصوت هادئ :هااه؟ ماذا حقا؟ "ثم دخل"
قال في نفسه : انا لا اشعر بالبرودة اطلاقا لكن لا ريح هنا ورجالي يشتكون منها كثيرا .
قال :هممم  لا احس بفرق كبير لكن يبدوا ان كلامك صحيح لا رياح هنا.
قال صباح : اذا ما رأيك بهذه الفكرة؟ ستساعدك كثيرا.
قال درغام : في نفسه هذا اللعين لا يمكن انه جاء الى هنا من دون اخبار احد فقط ليقول هذا لابد انه يخفي شيء عندما يذهب سآمر بعض الرجال يتفقدون المنطقة التي كان فيها.
قال صباح في نفسه : هذا الوحش يمشي في الثلج شبه عاري بلا رداء ويسحب معه الاطنان بجسمه الهزيل انه ايضا انه لا يثق بي اطلاقا مهما قلت له وجودي هنا مثير للشكوك بالنسبة له خلال يوم او يومين تقريبا سيكتشف المعبر لكن هذا كان سيحدث عاجلا ام آجلا المهم ان لدينا افضلية المعلومات سأذهب الى ابي واخبره بالمستجدات.

ذهب صباح من جدار الجليد متجها الى منزل ابيه.

قال صباح وهو واضع يديه على كتفيه يفركهما : اخيرا خرجت من المنطقة الباردة جدار الجليد هذا حقا مهيب سرت لمسافة عشر كيلو مترات ولا تزال الثلوج تغطي المكان من حولي ما اجمل ديفأ ضوء الشمس.
دخل صباح المدينة وسلم على اهلها وذهب الى الجدة خديجة كما يفعل عادة وسلم عليها و حلب لها الاغناء.
قال صباح : حسنا يا عمة خديجة ها انا ذاهب.
قالت : انتظر اشرب كأسا من اللبن جزاء لعملك.
صبت له الجدة كأسا من اللبن فأخذ يشربه فقالت له : كيف حال ابيك.
قال : انه بخير واتم الصحة.
قالت : ايكفيه الطعام؟
ضحك صباح مبتسما و قال : بالكاد.
قالت : الا يزعجك انه لا يسأله سائل الا اعطاه فانت ابن سيدنا وهو سيدنا تستحقون طعاما اكثر.
قال : كلا مطلقا بل كرم ابي و انفاقه على كل سائل هو اعظم ما افتخر به امام الناس غناه و فقره ليس ما يشغل تفكيره بل حرصه على رعيته ، حسنا يا عمة انا ذاهب.
قالت : لكن لم تأكل شيء بعد عندي تمر و طحين.
قال : كلا اللبن يكفيني وانا على عجالة.
قالت : في المرة القادمة ليس لك ان تذهب دون الاكل من التمر.
نهض و قال متبسما: حسنا يا عمة في المرة القادمة.

ذهب صباح الى دار فارس آل فرعان فدخل والناس جلوس فيه وذهب الى حيث يجلس والده عادة في الزاوية اليمنى الخلفية فانحنى عند اذنه وهمس له : يا ابتي لدي مستجدات عن جدار الجليد.
فقام فارس على قدميه فقام جميع من في الدار فقال لهم : اجلسوا انما هي حاجة لابني يريد ان يقضيها باب داري لن يغلق الليلة.

خجر فارس و صباح من الدار واتجها الى دار صباح فلما دخلا و اغلق الباب قال : هات ما عندك
قال صباح : لقد قابلت درغام عند مدخل المعبر استطعت الخروج من الموقف لكن تملكه الشك بعد يومين على اكبر تقدير وسيكتشفه.
قال : هممم هذا توقيت سيء.
قال : لماذا ؟ ماذا حدث؟
قال : حدث امر طارئ.
قال : ما هو؟
قال : قبيلتي شرارة و مزن كانتا ستخوضان اكبر معركة لهما منذ مئة عام ينهون بها الصراع بينهم.
قال : شيء جيد سيتهي الصراع بينهم لكن سيكلفهم ذلك الكثير.
قال : كل من كان قادرا على القتال ذهب للمعركة من كلتا القبيلتين لكن للاسف حدثت لهم حادثة شنيعة عند اصطفاف الجيشين امام بعضهما اتاهم ضباب الهالكين بغتة ولم يذر عليها احد.
قال صباح وهو مرعوب : هذه مصيبة بل مصيبتين الآن لا تستطيع القبيلتين حماية نفسيهما سيقتلهم قطاع الطرق و يستعبدونهم.
قال : بل اظن ان قبيلة حرب ستتحرق لاجل هذا المال المجاني.
قال : ماذا؟؟.. صحيح من صفاتهم فعل امور كهذه وهم اقرب لهم منا يبدوا ان الاوان قد فات بالفعل.
قال فارس : لا اول من اكتشف اختفاء الجيشين بسبب ضباب الهالكين كانوا رحالة من ام العرب فنحن اسبق منهم بالخبر لكن يجب ان نسرع.
قال : حسنا ما امرك يا والدي.
قال : اريدك ان تسبق قبيلة حرب وتجلب ما تبقى من شرارة و مزن الى ام العرب.
قال : امرك يا ابتي.
قال : وحاول قدر المستطاع ان تتجنب مواجهة مع قبيلة حرب امام اعدادهم بالكاد تستطيع فعل شيء.
قال : لا تقلق يا ابي ثق بي.
قال : اما بمناسبة المعبر السحيق فساكفل اخيك الاكبر ضياء به الى حين عودتك.
قال : حسنا ساجلب لك الاخبار الطيبة حين عودتي.

مُبْهَمWhere stories live. Discover now