الفصل السابع و العشرون

4 1 0
                                    

تثناء سير بارين قال له المجنون : إذاً مالذي ستصنعه بهذه؟
بارين : مِجهر.
قال المجنون بدهشة : مجهر؟!... ااا... ما هذا؟
بارين : آلة تكبر ما لا يمكن رؤيته.
قال المجنون مستغرباً : اوه ، وماذا سيفيدنا ذلك؟
بارين : نبحث عن ماهية قلب الضوء الحقيقية.
المجنون : حسناً.

في المكان الذي كان به بارين و صاحبه عاد المخلوق الذي دفن الحفرة وعلم انه كان هنا أناس قبل برهة من الزمن.

بارين : أتذكُر عندما قلتُ للعجوز أن قلب الضوء ليس طاقة؟
قال المجنون بحيرة : نعم اتذكر ، لكن ما الذي كنت تقصده بذلك؟
بارين : بإختصار قلب الضوء ليس طاقة بنفسه بل هو ما ينتج الطاقة ، وجسم الإنسان لا يحتاجه حقاً ليبقى على قيد الحياة ، نظريتي عن ماهية هذا الشيء هو انه مجموعة من المخلوقات متناهية الصغر تتطفل على اجسام المخلوقات الاخرى.

المجنون في تفسه : اللعنة ، بدأ يتحدث بلغة العلم مجدداً.
قال المجنون بشكل سخيف : هاهاها ، نعم اعتقد انك محق.

بارين : المختصر المفيد أن هذه المخلوقات يمكنها ان تنتج طاقة ، والمهم في ذلك انه يمكنها ان تنتج اي شكل من اشكال الطاقة.
المجنون : إذاً؟
بارين : أحتاج لصنع زجاج صافٍ إلى صهر المقادير على درجة حرارة معينة.
قال المجنون باستغراب : أي... تريدني أن اكون قدراً؟
بارين : صحيح.
المجنون : حسناً حسناً ، اللعنة على حياتي البائسة.
بارين : انتبه لتوجيهاتي جيداً.
المجنون : إذاً ، كيف انتج حرارة؟
بارين : ضع يدك بجانب القدر و تخيل انك تجمع كل طاقتك هناك.
المجنون : اوه ، هذا بالفعل ينجح.
بارين : هممم ، هناك شيء ما خاطئ لكن هذا يفي بالغرض ، قلل الحرارة قليلاً.. زدها الآن قليلاً.. جيد ، الآن علينا فقط ان ننتظر.
المجنون : الى متى ننتظر؟
بارين : ساخبرك عندما يكون الزجاج جاهزاً ، لا تفكر في أي شي فقط لا تتوقف انا سوف اجهز باقي المعدات.
المجنون : هذا مملللل ، بارين.
بارين : ماذا؟
المجنون : بأي فرصة هل انت انسان معاد بعثه جئت من عالم آخر؟
بارين : نعم ، ويبدو انك ايضاً كذلك.
المجنون : هاهاها ، هل كنت واضحاً لهذه الدرجة؟
بارين : لأمثالك نعم.
قال بارين في نفسه : يبدو انه سيخبرني بما يعرفه عن اعادة البعث ، لا اتوقع منه الكثير لكن ابسط المعلومات قد تكون مفيدة ، من الجيد اني لا احتاج ان اجبره على الحديث ارجو ان يكون مفيداً.

المجنون : بارين ، هل تعرف كيف مت انا؟
بارين : دعني اخمن ، صدمتك شاحنة وانت على طريق المشاة بينما كنت تحاول ان تنقذ فتاة صغيرة.
المجنون : مالـ..؟ ، كيف عرفت ذلك؟ حسناً لم يكن هنالك فتاة صغيرة.
بارين : كلاسيك.
المجنون : يا صاح انا حرفياً مت وقتها كيف لك ان تقول هذا؟ اغهه لا يهم ، وانت؟ اخبرني كيف مت؟
بارين : انفجار قنبلة نويية ، هل لاحظت اي شيء غريب في اللحظة التي مت فيها؟
المجنون : لست متأكداً ، فقد مرت بسرعة ، لكني اتذكر أن السائق كان ميتاً ، و ايضاً ما هي القنبلة النويية؟
بارين : في اي عام مت؟ هل التقنية عندكم غير متطورة؟
المجنون : ٢٠٣٥ م ، لا اعرف ما هو مقياسك للتطور لكن كان لدينا اجهزة تدخلك لعالم افتراضي.
بارين في نفسه : غريب اكثر تطوراً لكن لا يعرفون الطاقة النووية.
بارين : انتم اكثر تطوراً ربما بخمسة عشر او عشرين سنة ، حسناً كم المدة الذي استغرقتها لتنتقل من جسدك القديم لهذا الجسد؟
المجنون : ما هذا السؤال؟ وكيف لي ان اعرف؟
بارين : اذا هل حصل شيء اثناء الانتقال؟
المجنون : ... لا اعرف ، لا اتذكر شيء.
بارين : اذا مالذي حصل اول ما انتقلت لهذا الجسد؟
المجنون : همم.. ليس بشيء مميز ، استيقضت في مكان لا احد فيه ، و جسدي مغطى بالدماء اظن صاحب الجسد الاساسي مات قبل انتقالي اليه ، إذاً ماذا عنك انت؟ مالذي كنت تفعله في حياتك السابقة وماذا حدث؟
بارين : يمكنك القول اني كنت قاتلاً مأجوراً اقتل اشخاص معينين.
المجنون : حقاً؟! هذا مذهل! هل كنت تختبئ في مكان عالي و تقنص ضحاياك من بعيد؟
بارين : ما افعله عادة اني ادعو مجموعة من الناس الى مكان معين ثم اقتلهم جميعاً ثم ادمر المكان واغطي على انها حادثة عارضة.
المجنون ضاحكاً : اللعنة!! انت مجنون اكثر مني.

المجنون : *تنهد* اذا نحن الآن في عالم آخر لا نعرف عنه شيء ، حقيقةً لا اعرف ماذا اريد ان افعل بعد ، لكن هدفي الحالي ان اصبح اقوى و اقوى ثم سأنظر ما ينتظرني ، التفكير بعالم لا اعرف عنه شيء يشعل قلبي للمغامرة ، وانت بارين ماذا عنك؟
بارين : تريد أن تصبح اقوى؟ يبدو انك كنت اوتاكو سمين قبلاً.
المجنون : مستحيييلل!! انا كنت رياضياً مُجِداً اذهب الى النادي الرياضي يومياً ، لم اتقاعص يوماً واحداً حتى!
بارين : حسناً ، حين ما اتيت الى هنا لم احظى بوقت كافٍ للتفكير فالطريقة التي مت بها غير منطقية ، إذ الطائرة التي تحمل القنبلة النووية والتي هي باختصار قنبلة تستطيع تدمير مدينة كاملة تلك الطائرة ظهرت من العدم ، انا متأكد انني لم اهفو وقتهاً.
المجنون : ربما كانت وراء سحب او شيء كهذا ، لماذا تضن ان هذا شيء غريب اساساً؟
بارين : انا استطيع الحساب بسرعة كبيرة جداً.
المجنون : .... واو هذا رائع.. انت مذهل.
بارين : استطيع حساب مسار طلقات جيش كامل بسهولة مع كل المتغيرات التضاريسية و غيرها ، شيء كرصد حديدة عملاقة في السماء لا شيء بالنسبة لي .
المجنون : ... يا صاح انت مخيف جداً هل انت انسان حتى انك جهاز حاسوب؟ ، وماذا ستفعل الآن؟ ليس وكأنك تستطيع العودة.
بارين : نظرياً العودة ليست مستحيلة ، لكن هذا ليس هدفي فبما انني مت من قنبلة نووية فهذه بداية حرب نووية ، غالباً في هذا الوقت مات ٩٠٪ من البشر و اغلب الاراضي غير قابلة لإعادة التأهيل بسبب الاشعاع.
المجنون في نفسه : قنبلة ذات انفجار عملاق و تترك اشعاعات ياويلي ما هذا.
بارين : لنترك ذاك جانباً ، عندما اتيت لهنا اخبرني احدهم ان قدومي كان نبوؤة وكان يشار اليه بـ(استيقاض) انا لا يعجبني ذلك ، هدفي حالياً هو تحقيق نبوؤة ذلك الشخص لاستدراجه ثم انظر ما سأفعل حينها.
المجنون : إذاً انت تقصد أن ظهور الطائرة تلك و النبوؤة مرتبطان؟ هذا حقاً يبدو مريباً ، إذاً ما هي النبوؤة؟
بارين : أن احكم هذا العالم.
المجنون : إذاً ستحكم العالم؟
بارين : نعم ، سأحكم العالم.
المجنون : خذ لقبي يا صاح ، انا لا استحق ان يطلق علي المجنون بحظرتك ، لكن اظن ان هذا يعتبر سهل بالنسبة لك.
بارين : تقصد بسبب معرفتي؟
المجنون : نعم ، كل ما تحتاحه هو النفط يا صاح ، وحكم العالم لن يكون الا مسألة وقت.
بارين : قد يكون كلامك صحيحاً ، لكن لا اريد ذلك ، ايقاض ثورة صناعية يتطلب وقت طويلاً ، وايضاً انت تقلل من قلب الضوء كثيراً ، هذا الشيء يستطيع ان يمد بيتاً بدورين وخمس غرف لكلٍ مستخدماً الطعام الذي تأكله فقط وبدون اي ضغط عليك.
المجنون : ماذا؟! إذا هذا الشيء قوي حقاً.
بارين : هذا إذا استخدمته بطريقة مثالية ، انت الآن تنتج طاقة حرارية بطريقة سيئة جداً ٤٠٪ من الطاقة المستخدمة لا تفيد انتاج الطاقة الحرارية.
المجنون : هذا لانك كلامك معقد جداً ، احتاج الى تركيز عالي لافهم ما تقول ، إذا كم تبقى و انتهي من تسخين الزجاج؟ لقد ذاب بالفعل انظر.
بارين : جيد ، الآن فقط علينا فقط ان نصنع العدسات ، هذا سيأخذ وقتاً لا يزال امامنا عمل.
المجنون : اليس الزجاج الصافي صعب الصنع؟ اقصد من ناحية الموارد التي يحتاجها ، كيف استطعت ان تجد كل ما تحتاجه في الخارج؟
بارين : ضباب الهالكين يعتبر مقبرة بشر ، تستطيع ان تجد بعض الاشياء هنا و هناك ، مما وجدته وانا في طريقي لهنا يبدو ان ضباب الهالكين يأكل القرى في طريقه.

مُبْهَمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن