الفصل الثامن و العشرون

1 1 0
                                    

عند مخيم آل حرب بقرب جمرة ، ذهب ذو القناع الذهبي و مجموعة من الجنود ، و فرقة خاصة لتطهير الطعام الذي في جمرة ليتمكنوا من الاستفادة منه ، فلما وصلوا إلى هناك بدأوا عملية فصل السم عن الطعام واخذوا ما بقي من المعدات للاستفادة منها في التجارة و غيرها ، استغرقت عملية التطهيير عدة ايام حتى انتهوا منها ، و عادوا بالمغانم التي وجدوها.
في طريقهم للعودة قال احد الجنود : هذا حقاً محبط ، مع أن اعداد الجيشين كبيرة إلا أنُ ٥٠٠ رجل استطاعوا حمل كل شيء هناك.
قال صاحبه : لا تتذمر ، من الجيد اننا استطعنا اخذ شيء أصلاً ، لو اننا لم نعرف ان الضباب مسموم لكانت هذه كارثة عظيمة.
قال : انت محق ، وايضاً الخمسين ناقة التي جاءتنا من آل فرعان ستفيد كثيراً ، لكن نحن حقا مديدين لك يا ذو القناع الذهبي.
ذهبي : لا شكر على واجب يا صديقي ، انا فقط كنت اعرف طريقة صنع الترياق من احدهم لان هذا قد حصل له من قبل كان يبحث عن ترياق للسم حتى وجده قبل مماته ولم يرد من احد ان يموت بسبب هذا السم .
قال الجندي : يا ذا القناع الذهبي انا حقاً اشكرك كثيراً ، لولاك لما نجحت هذه المهمة ، وقد لا استطيع اعالة زوجتي و ابنتي الصغيرة هن لا يملكن شيء يأكلنه ، كنت اخاف ان اعود وانا خالي الوفاض.

قال ذهبي مبتسماً : ارجو ان تعيش انت و عائلتك بشكل جيد فموتكم اخر شيء اريده.
قال ذهبي في نفسه : صحيح اني اعطيتكم وصفة الترياق لكن لم اكن اعرف النسب لكل مكون ، هذا الرجل القصير مدهش حقاً ، ماذا كانوا يسمونه؟ اخصائي غذائي؟ لا يهم هو حقا مفيد لهذه القبيلة كثيراً ، سيكون ذلك مؤسفاً اذا لم يعد موجوداً.
ذهبي : متى سوف نصل؟
الجندي : مسيرة يوم تقريباً.

بعد أن وصل الركب الى مكان تخييم قبيلة حرب ، أخذ عسار كل المؤن ، وعيّن رجالاً كي يوزعوها على ما امكن من اهل القبيلة ، وكان عسار يذهب الى البيوت التي لم تأخذ شيءً و يعتذر منهم  وليث يتبعه ، فكان بعض البيوت بسبب نقص الطعام يموت بعض افراده فكان نساء هذه البيوت يضربون عسار حسرةً على وفاة ابنائهم وحزناً عليهم ، وعسار يتلقى الضرب حتى يُذهِب ولو شيءً بسيطاً من احزانهم ، بعض الازواج يوقفون نساءهم من ضربه والبعض يكتفي بالنظر متحسراً.

قال ليث : عسار ليس عليك أن تفعل هذا كل مرة ، انت كبيرهم عليهم ان يحترموك ، لا تجعل نفسك عرضة للضرب.
عسار : وهل انا استحق احترامهم؟ يتضور اطفالهم جوعاً امام اعينهم ، وليس في ايديهم حيلة ينظرون لابنائهم وعظامهم تبرز يوماً بعد يوم ، حتى توفاهم المنية بسبب المنادى قائد القبيلة غير الكفؤ ، مع كل هذا استحق احترامهم؟
قال ليث : لكن يا عسار انت تقوم بمجهود كبير جداً ، و تتعب نفسك كثيراً كل يوم ، ومع كل هذا الجهد يضلوا يلوموك؟
قال عسار : ليث ، قد تراني اعمل كثيراً ، لكن هل ترى احوالهم تتحسن؟ هل ترى بطونهم تتوقف عن اكل نفسها جوعاً؟ ما اقوم بفعله ليس كافياً يجب علي ان اضاعف جهودي ، واذا نسيت شعور الضرب هذا وصوت النياح و البؤس من رعيتي بسبب نقص مني فسأتخاذل في اداء مهمتي.
قال ليث : اعلم انت تخبرني بهذا كل مرة ، لكن انت تجهد نفسك فوق طاقتها يجب أن ترتاح كي تستعيد نشاطك.
قال عسار : قد يكون هذا هو المنطقي بالنسبة لك وانا ايضاً اريد ان ارتاح ، لكن هذه الراحة ليست مجانية ، انا اشتري هذه الراحة مقابل حيوات بني قبيلتي ، فحتى لو حاولت الراحة كيف سيرتاح ذهني وجل ما يجول فيه هو ان هذه الراحة سعرها كبير.

بعد انتهاء عسار من كلامه مباشرةً ، جاء رجل يركض مستعجلاً الى عسار و ليث و صرخ قائلاً : عساااار!! يا سيد عسااارر!!..
عسار : اهدء و خذ نفسك ، ماذا حصل؟
قال الرجل : في خيمتك يا عسار هنالك رأس معلقة على رمح!!
قال عسار منصدماً : ماذا؟!
انطلق عسار و ليث والرجل مسرعين الى الخيمة وسأل عسار الرجل عن التفاصيل فقال الرجل : لست اعرف فقد رأى احدهم الدم يخرج من خيمتك فتفقدها ، ثم رأى رأس احدهم معلقة فانطلقت لاناديك باقصى سرعة.
قال عسار : احسنت فعلاً ، هيا علينا ان نسرع!.

وصل عسار ومن معه للخيمة ووجدوا رأساً معلقة على رمح في اخر الخيمة وعلى الرمح رسالة وكان صاحب هذه الرأس هو الاخصائي العذائي.
غضب عسار غضباً شديداً حتى بدأت دماؤه تغلي وقال في نفسه : اللعنة! ، كيف حدث هذا؟! لقد وضعت عدة حراس ومنهم عمر لكي يحرسوا العم جيداً.

دخل الغرفة فتى عمره في الخامسة عشرة وهو مصاب ثم رأى الرأس المعلق و جثى على ركبتيه قائلاً : انا اسف يا عمي فقدت حياتك بسببي! وتركت قاتلك يهرب اقسم اني ساجده و ساقتله مهماً حدث اقسم اقسم اني ساقتله!!
صرخ عسار قائلاً : يا عمر!! سنتحدث عن تقصيرك هذا لاحقاً ، اخبرني من فعل هذا؟
قال عمر : انه ذو القناع الذهبي.
عضب عسار و قال : كيف استطاع فعل هذا وانت موجود؟
عمر : يا عم عسار لقد استغفلني وقذفي بي بعيداً في الهواء ، ثم فعل فعلته ، وعندما نزلت للارض حاولت اللحاق به لكني لم استطع لقد كان سريعاً ، و كان يستخدم عتاداً اسطورياً.
قال ليث : ماذا؟ عتاد اسطوري؟ لم الحظ ان لديه واحداً.
قال عسار : ماذا كان هذا العتاد الاسطوري؟
عمر : لست متأكداً ، لقد استخدمه للهرب.
قال ليث : عسار انظر هناك رسالة على الرمح!
ذهب عسار و امسك الرسالة وقرأ محتواها : "مرحباً انا ذهبييي ذو القناع الذهبي ، هاهاها اعتذر اني غادرت الحفلة مبكراً ولم اشكركم على الضيافة لهذا تركت لكم هذا كهدية جميلة مني ، ارجو ان تعجبكم ، وداعاااااااً."
مزق عسار الورقة بيده و حرقها وهو يقول غاضباً : ذلك اللعيينن!! ليث عمر اليكما اوامري اجمعا فرقة من النخبة ، وقسماها لفريقين ليقد كل واحد منكما فريقاً ، ولتذهبوا جميعاً في رحلة صيد ، ولتصيدوا كل ما يمكن اكله ، هذه حالة طارئة اكرر كلامي صيدوا كل ما يمكن اكله ، بعد اربعة اشهر هو موعد ذكرى تأسيس ام العرب ، ستذهب كل حرب لهناك حينها هذا امر.
قال ليث و عمر : حاضر يا قائد!

في مكان يبعد عن مخيم آل حرب عدة كيلومترات كان المتسبب بهذه الازمة يمشي مرتاح البال وهو يقول : كان ذلك سهلاً ، لكن ذلك العجوز المسكين لم اعرف حتى اسمه وها قد مات ، هاهاهاهاها ليس وكأني اهتم قد اتممت مهمتي ، لكن كان العثور على اخصائي غذائي متعب حقاً ، ان باقي المهام اسهل من هذه والآن لم يتبقى الا القليل منهم ، قد يأخذ هذا بضعة اشهر لكن هدف المهام واضح ، وبعد ان انتهي من المهام الوجهة ستكون ام العرب ، هاهاهاهاها اتشوق حقاً لما سيحدث.

مُبْهَمWhere stories live. Discover now