مالذي يفعله؟

29 4 1
                                    

بعد طلوع الشمس ذهب بارين الى السوق واتجه الى الحداد وقال له ان يعطيه اقوى زجاج يملكه فاخذ منه القليل ثم صهره ثم انزل الصهارة قطرة قطرة داخل الماء.
فقال له الحداد: ما تفعل ايها الشاب ان لم تعي ما تفعل فدعني افعل لن ازيدك في سعره شيء.
بارين: لا انا اريده هكذا.

    فخرج الزجاج كانه ابو ذنيبة صغير الضفضع ذو رأس سميك و كبير و ذيل طويل و نحيف فاخذ الثلاث قطرات التي سقطت و ذهب.

    بعد غروب الشمس بساعة اجتمع بارين بسجى و بدا خطته.
بارين: كم حنضلة جمعتي؟
اجابت سجى وهي منزعجة من تصرفاته: عشر منهم و خمسون ورقة كما قلت لي،  لكن ماذا ستفعل بهم؟
بارين: هل تعلمين لماذا هذا الحنضل لونه ازرق؟
سجى: لا اعرف، ربمى بسبب السم الذي فيه؟
بارين: صحيح و هذا السم يدعى الاوزون
سجى: ما تريد بهذا الاوزون؟
بارين: الاوزون هو غاز سام يتكون في الغلاف الجوي بسبب تفكك جزيئات الاكسجين، وعودتها مع بعضها البعض بطريقة معينة، والسائل منه لونه ازرق،
سجى: رويدك رويدك ما عقلت مما تقول شيء.
بارين: لا تقاطعيني، ما وجدته جميلا ان الحنضل الازرق يأخذ الاوزون ويطرح الاكسجين ويذيب الاوزون في عصارته وهذه العملية تكون في الصباح فتبدأ هذه العملية من ملامسته ضوء الشمس وتتوقف عند مغيب الشمس وبعد عدة دقائق يبدا ينتج العكس يطرح الاوزون بشكل بسيط و يأخذ الاكسجين.
سجى: ما اخذته لاجله اذا؟
بارين: الاوزون هو الحاجز الذي يحجب الاشعة فوق البنفسجية عن الارض وهي اشعة مضرة للمخلوقات بشكل كبير وهو ايضا قادر على حجب الكريّات الضوئية من الخروج في الفضاء،  فهو رادع لها.
سجى: اذا انت تريده لتحجب الكريات الضوئية؟
بارين: صحيح
سجى: كيف؟
بارين: وضعت محلولا على الجلد الذي اعطيتنيه فاصبح متمدد وينكمش، سادهن داخل الجلد بعصارة الحنضل واضع الدمعة الزجاجية في الداخل هكذا
سجى: لا ادري من ستقتل لكن هذا حقا سلاح فخيف
بارين: لن اقتل به احد، لكن ساستخدمه على نفسي..
سجى: هاه؟ ماذا؟ انتظر دعني افهم، اذا انت صنعت سما قويا، و يحجب كريات الضوء عن المخلوقات بمعرفتك التي لا اعرف من اين اتيت بها ثم تستخدمه على نفسك؟
قال: باختصار شديد ساستخدمه لاخرج كرة ضوئي مني لكي اجلها اقوى وآتي بعذر لكي اغادر بني واحة.
اندهشت سجى ثم قالت: الى اين تريد الذهاب؟
بارين: ستعرفين قريباً
انزعجت سجى و قالت: لماذا لا تخبرني اولست بذاهبة معك ذا علي...
بارين: اخرسي سابدأ، خذي مسافة مني
غضبت سجى محتارة من تصرفاته الباردة واخذت مسافة منه فرأته يضعه الجلد المدهون بالحنضل على صدره و فلما بدا سحب الجلد صار الهواء يأتي من فوقه على رأسه ثم يضرب بالارض و ينتشر على سطحها كما لو انه ماء ثم اصبحت السماء مظلمة من حولهم شيءً فشيءً، وبعد عشر دقائق اقترب بارين من الانتهاء واشتدت الريح وظَلُمَت السماء اكثر فاكثر، حتى عندما انتهى سحب الكثيير من الهواء تُجاهه لعدة ثواني ثم افجر الهواء متبعثراً.

    بعد النفجار الصوتي الذي حدث هرعت سجى مسرعة نحو بارين فرأت قطعة الجلد اصبحت كرة في يده وقالت في نفسها: هذا كان مذهلا.. انا حقة مندهشة لكني خائفة من افعاله التي يستحيل التنبؤ بها.

    قدم اليها بارين بكل هدوء، وكأن شيءً لم يكن وقال: انتهيت من اول خطة بقيت واحدة غدا، فردت سجى منذهلة: اهناك المزيد؟
وقالت في نفسها: هذا الشخص هل اتباعه حقا سيجلب لي المنفعة؟ لا استطيع حتى تخمين ما يفكر به، لا يا فتاة مالَكِ؟ هذه هي اعظم فرصة، لو لم تكن انا من تقف بجانبه سينتفع شخص اخر، لا، يجب ان تكون انا، ومن اخبرني عنه هو جدي.
وبعد عقد سجى على المضي قدماً بقلب حازم يعتريه الخوف من المجهول قررت الذهاب معه اينما رحل.

مُبْهَمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن