الجبل الاخضر

21 4 0
                                    

قال ابن الحفياء: ما اسمك؟ قال: اسمي بارين
قال ابن الخفياء في نفسه: ماذا؟ هل غير اسمه؟ لكن ماذا يقصد بذلك ولماذا اسم اجنبي ولم لم يقل حتى اسم ابيه؟ اظنه بذلك عاقد على ترك بني واحة وترك اسم ابيه و قبيلته لكي يحمينا من ذلك الشخص ان صدق في ما قاله، اجابني بسرعة بلا تردد بوجهٍ خالٍ من المشاعر، وهو كما قال عازم على ترك بني واحة، اذاً كونه من بني واحة ليس في مصلحته، لا اعرف ما السبب.
قال ابن الحفياء: أتارك اهلك وقبيلتك؟
قال بارين: لا اهل لي هنا
قال في نفسه: لقد قطع علاقته بنا تماما، كل ما يأتي في رأسي انه يريد الهرب بسبب افعاله الطائشة و خسارته قلبه، لكن نظرته هذه تقول عكس ذلك.
قال: أضارٌ بني واحة؟
قال: لا
قال: فاذهب ولا تعد لا مأوى لك هنا ولا مطهم ولا مشرب.

    قام بارين من الارض و ذهب حيث زوجه وذهب بها لكي يخرج من بني واحة.
قالت سجى وهما في منزلهما يحزمان امتعتهما: كان بكاؤك صداما لي، بكل صراحة لم اظن انك تملك دموعاً.
قال: هذا كان احد الخيارين الذي املك.
قالت: وما خيارك الثاني؟
قال: ان لا اترك شاهدا علي كالعادة.
سكتت سجى مصدومة ولم تقل شيء بعدها.

    حزم الزوجين امتعتهما و ذهبا الى احد القوافل المسافرة الى جمرة، ذهبا مع القافلة والتفت سجى ناظرة نحو الجبل الاخضر مسكن بني واحة، قال لها رجل عجوز بجانبهم يركب على حمار: يا فتاة ان الجبل الاخضر هو من جعل بني واحة من هم عليه اليوم كان جبلا صخريا املس قبل سبعين عاما لكن بدا يخضر وتنبعث فيه الحياة وهذا معروف لكن ما لا يعرفه اكثر الناس ان هذا الجبل حي.
نظرت سجى لبارين قليلا ثم التفتت اليه و قالت: كيف للجبل ان يكون حيا يا شيخ؟ قال: اتيت لبني واحة قبل سعبين عاما للتجارة فهذا كان جل ما يفعلونه وقتها ورحلت وانا اتذكر الجبل مثل تذكري شكل يدي وانشغلت بالحياة حتى عاد بي الزمن للجبل وقد صار اخضرا و اطول مما كان عليه.

قال شخص بجانبهم باستهزاء: اصابته الهلوسة ماهو الا بعجوز يقول لكم اساطير القول ليذهب مشقة الطريق، فصرخ العجوز غاضبا: وما ادراك انت اقسم اني صداق ايها الشاب الوقح هذا العجوز لو كان في شبابه لقتلك خمسين قتله، ابتعد الشاب عن العجوز وهو يتذمر وذهب صوب بارين واتكأ على كتفه و قال: يا صاحبي لا تصدق هذا العجوز انا رأيته وهو يقول ما قال في بني واحة وانه لخرف كذاب، قال بارين: حسنا.. .
قال: انا اسمي عتيق بن حسن اعظم شاعر خرج من رحم امرأة وما اسم يا صاحبي؟
قال: بارين.
قال: اعجمي؟ وجهك عربي لا ريب لماذا اسمك اعجمي. قال: امي اعجمية واختارت لي اسماً، قال: حسنا ليكن ما يكون مسيرنا ثلاث ليال لنذهب مشقة الطريق بالحديث، قال: افضل السكوت.
قال: ماااذااااا انا الشاعر عتيق بن حسن الاصمعي اعظم الشعراء و اعرفهم باللغة واشرفهم مكانة لقد فوت فرصة عظيمة لنفسك لكني معروف بالكرم متى ما اردتني لن امنعك الكلام معي الى ملتقى قريب يا صاحبي.
قالت سجى: ماذا يريد هذا المعتوه؟
قال بارين: سيأتي معنا لاحقا.
سكتت قليلا و هي تنظر اليه مستغربة ثم قالت: حسنا
قال عتيق: ذلك الشاب لا بأس به بنيته الجسدية قوية ويبدو هادئً جدا، لكن لماذا لم يرد الحديث معي هل انا ثرثر كثيراً؟ لااا هذا محال.

مُبْهَمWhere stories live. Discover now