الفصل الثاني والعشرون

313 11 11
                                    

مضى شوكيتشي وقتًا ممتعًا بين شوارع طوكيو ومحلاتها في يوم أجازتها ومن ثم أخذا يتمشيان معًا على نهر بيكا تحت ضوء القمر الساحر والنجوم التي تزين عباءة الليل وبينما هما يستمتعان بالوقت والأحاديث، إذ بهاتف شوكيتشي يرن ليظهر على الشاشة المضاءة اسم (آكاي شويتشي)، مطت يومي شفتيها دلالة تعجب وسألت:
- تشو من الذي يرن في ذلك الوقت
أخفى هانيدا الهاتف خلفه واستكفى ببسمة وقال لها مراوغًا أيها :
- إنها اتصال من أحد الذين أدربهم ويبدو انه في ورطة
لم يدع هانيدا ايومي تنطق بحرف إذ اختفى بسرعه وابتعد ليتوارى في احد الأمكنة القريبة، تركها مع غيرتها يتصرعان ويتآكلان... أجاب هانيدا اتصال أخيه بصوت مهموس:
- نعم اخي
أستغرب آكاي من نبرة أخاه المنخفضة، لكن سرعان أدرك أن اخاه قد يكون برفقة تلك الشرطية الذي ألتقى بها في مقاطعه تشيوبا او ناغويا أثناء الاحتفال بقطار الرصاصة الفضية وقد حماها في قضية مقتل الشرطيات بعد طلب منه أخاه الصغير ذلك.. ليطلق منه ضحك ترن صداها بين حوائط الحمام المكان الوحيد في ذلك القطار ياخذ راحته فيه بعيد عن تلك المتقلصة.. ليقول له :
- أريدك أن تأتيني لمحطة طوكيو
تفاجأ هانيدا من طلب أخيه، فألقى نظرة على يومي التي تبحث عنه وآمارات الغضب مرتسمة على صفحة وجهها.. فأحس إنه في ورطة لا محالة، لكن نبرة أخيه بدت أنه يحتاج إليه.. أزدرد ريقه وقال:
-حسنًا أخي أمرك، متى تريدني.
- بعد نصف ساعة.
قالها آكاي بصوت سوبارو بنبرة جادة ورغم حاديتها إلا أن لمس هانيدا فيها مسحة من الحزن والقلق، "ما الذي حدث له؟!" هذا ما جال في خاطره... كاد يغلق الهاتف، لكن أتاه صوت سوبارو :
- هانيدا، أخبر يومي سان أن كنت تتحدث معي.
أصعق هانيدا من طلب أخيه ليقل بنبرة صوت عاليًا أفلتت منه عنوة:
- ماذا؟! كيف ذلك؟!
- أخبرها أنك تتحدث معي بصفتي سوبارو.
- حسنًا سأتدبر الأمر
قام هانيدا بتغير اسم آكاي شويتشي إلى سوبارو أوكيا.
رجعت ليومي وأنا أعلم انها ستصب جام غضبها علي، فسحبت كم من الهواء وحبسته في رئتين ثم زفرتها دفعة واحدة، توجهت إليها، لأجدها تحدثني ببرود تام:
- تشوكيتشي أعدني إلى البيت
كان البرود يحوي بداخله أعاصير من الغضب الذي استشفها هانيدا الذي قال لها:
- يومي سان، الأمر ليس كما ظننتي؟!
ضحكت ايومي وطفرت منها دمعة.. ثم قالت بغضب:
- أعدني للبيت شوكيتشي
تنهد هانيدا واقترب منها بضعة خطوات وأمسك يديها.. وقال بحنو:
- يومي سان
ارتبكت يومي من مسكة هانيدا ليدها ونبرة صوته.. رمش هانيدا عيناه عدة مرات محاولًا إخراج الكلمات من داخله.. ليسترسل:
- الأمر ليس كما تظني
صمت لبرهة ثم تابع وما كان منها إلا ان تتابعه بعدما تفرست صدق ملامحه:
- أنا انتمي لعائـ
قبل أن يتم جملته بغتته بعناق وهي تتمتم قائلة:
- أنا أغاز تشوكيتشي حقًا أغار.
ابعدها هانيدا عنه واخذ ينظر لعينيها اللتان تتراقص فيهما الدموع.. ليقترب من شفتيها ويطبع عليهما قبله.. وقال:
- ليس هناك امرأة سواكِ، لكن ثقي في، و ثقي أن من المحال أخون امرأة اختارها قلبي.
انفرجت أسارير يومي سان لتتعلق بذراع هانيدا وتجذبه لها وتطبع على وجنته قبله ثم تركض بمرح.. أخذت تتقافز في بهجة غامرة وهو يتهادى في خطواته خلفها.. قال لها:
- علي أن اعيدك للبيت
ألتفتت له ومطت شفتيه معترطة.. ليكمل:
- أعذريني أعدك أني سوف أعوضك عن ذلك
قالت ايومي وهي تحك مؤخرة رأسها:
- تشوكيتشي
قالتها بنية غيظة لا أكثر وقد فلحت حيث قال وهو يشعر بالانزعاج:
- اسمي شوكيتشي وليس تشوكيتشي
لترد عليها وهي تهز كتفيها وتحرك يديها وفي عينيها نظرات تنمر:
- ليس ذنبي انك تحب الجبن
___________________________________

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) Donde viven las historias. Descúbrelo ahora