الفصل الثالث والثامنون الجزء الأول

202 11 22
                                    

في غرفة شبه مضيئة، استائرها منسدلة على النوافذ تحجب ضوء الشمس كانت تجلس على كرسي أسود جلدي كبير، تجلس متربعة مولية ظهرها للمكتب الكبير ومعطية وجهها للمكتبة التي يملئ رفوفه الكتب، جامعة شعرها المموج البني في كعكة بدت فوضوية عدا غرتها وعدة خصلات لا يمكنها أن تخضعهم فأنهن خصلات متمردة تأبى الخضوع...تجلس وفي حجرها مجلد لروايات شيرلوك هولمز وبين خصلات شعرها الملموم  قلم رصاص، تستخدمه تم تضعه بين خصلات شعرها بين الفينة والأخرى وكذلك تتثاوب في ملل، فالسأم قد ارتفع لصفحة وجهها، كانت تقرأ بعنين منكسرتين من الملل، تلك المرة تحاول إجبار نفسها على حب روايات شيرلوك هولمز، ليس بحثًا عن إجابة لسؤال قد كان يراودها في السابق "هل كل قُراء شيرلوك هولمز طيبون" بل أرادت أن تكون مثله مثل ذاك الرجل الذي أحبته، فإذ كان هو يحب يقرأ روايات شيرلوك هولمز فلماذا لا تسير على خطاه ربما ذلك يجعلها قريبة منه، يمنحها قبسًا لتفهمه وتدركه، لكنها ما أحبت روايات شيرلوك هولمز تشعر انها ممله تميل للخيال العلمي، كتب العلوم ومجالات الموضة والأزياء ومتابعة جيدة لأخر الصيحات ولديها دراية عن كل جديد في الأسواق ما يخص المرأة.
كانت ران تسير برفقة صديقتيها سونكو وماسومي يثرثرن حول التشابه التي تجمع بين كايتو وكودو وكذلك التشابه بين أوكو وران.. قالت سونكو:
- هيه ران ألا تلاحظي أن ذلك المستجد صوته قريب من صوت زوجك
لم تجيبها ذلك لأنها في عالم أخر مازال التفكير فيما رأته مسيطر عليها، مازالت ترغب في معرفة المزيد حول ما رآته.. دهشت سيرا لشرودها، قد أخبرتها ران أنها تريدها في موضوع مهم، بدت جادة، جادة بشكل مريب حاولت أن تخمن ماذا تريد لكنها فشلت في عملية التخمين.. صرخت سونكو كي تنتبه ران لما تقول:
- هيه رااان ألا تسمعين ما أقول.
انتفضت على إثرها وألتفتت حولها بدهشة وقالت
- ماذا
صفعت سونكو جبينها بكفها وقالت بصوت مغمغم:
- يبدو أنني كنت أتحدث لنفسي
قالت وهي تعتذر بحرج:
- أسفة سونكو حقًا لم أسمعك
وضعت سونكو يديها في خصرها وقالت بلئم:
- هذا طبيعي يبدو أن عقلك منشغل مع زوجك
لم ترد عليها كما عاهدت بل عادت لشرودها وكأن لفظ زوجك مفتاح لبوابة الشرود، مازال صرخته المؤلمة ترن في أذنها، مازال اللحظة التي بدأت فيه عملية التقلص يترأى أمام عينيه.. حتى تحذرات والدته محفورة، عليها ألا تقترب، لكن لماذا ينبغي عليها الوقوف بعيدًا، كل ما تعرفه مجرد منظمة لكن من هم لا تدري، هل ستكون دومًا تجلس في مقاعد المتفرجين ألن يكون لها دور و ما دورها.. لاحظت سيرا أن ران تشرد كثيرًا مذ أن عادت من سفرها.. قليلة الكلام وإن تدربت تهلك نفسها بشكل عنيف فمنعت من التدريبات لفترة، ربما رغبت في انتشال عقلها من التفكير المرهق بالتمارين.. فقالت مقترحة:
- ألن تذهبي لتنظيف بيت خاطيبك
لتصحح لها سونكو:
- تقصدين زوجك
لا فرق لدى سيرا بين لفظين بل كل ما تريده هي إخراج ران من حالتها وجعلها تفرغ ما في جعبتها وأيضًا روؤية أخيها وحتى وأن تراه في هيئة أخرى، لم تعلم سيرا حتى آلان أن شيهو تسكن مع أخيها.. وافقت ران بل عزمت الأمر بالذهاب ليس لكي تنظف بيته بل لتفتش فيه عساها تحصل على شيء يخبرها بحقيقة ما رأته فلابد أن كودو يخفي عنها الكثير، قد قررت ترك مقاعد المشاهدين لتصعد على خشبة المسرح دون أن تعرف دورها.
تأفأفت شيهو ومازالت تتثاوب و ممسكة بورقة من أحد روايات شيرلوك هولمز وصلت لدى الجزء الذي يوضح فيه شيرلوك استناجاته تلك..تقرها بوتيرة بطيئة للغاية، يتسلل الملل القاتل لروحها، ويسقط رأسها بين الحين والأخر على صدرها يبدو أن هناك شيء في تلك الكتب يجبرها على النوم، كرهت شيرلوك هولمز أكثر ترى روايات أجاثا كريستي اكثر شوقًا من رواياته ومع ذلك ترغم نفسها على متابعة القرأة.. تذمرت وهي تهتف بحنق:
- يا ألهي من يقرأ تلك الروايات المملة
ثم اسندت خدها على باطن يدها وقالت بصوت متهكم منخفض:
- سوى ذلك الرجل و مجنون التحريات
قلبت الصفحة دون أن تقرأه بشكل كامل فقط اختطفت بعض السطور على عجالة... لتتسأل همسًا:
- هل يا ترى ران سان تقرأ تلك الكتب كي تعرف حبيبها
يخال لها أن الفتيات حين يقعن في حب شخص يقلدن من يحبونه ويهتمون بما يحب...هي لم تقع في الحب من قبل وأن حدث و وقعت في الحب لم يكن بذلك الشكل.. هنا مختلف،مختلف بشكل ما.
وصلوا الفتيات أمام باب منزل كودو، تلك المرة لم تبلغ ران وسينشي بأنها ستنظف منزله فقط رنت الجرس فهي لم تنسى بعد أن السيد سوبارو قد عاد لمنزل كودو بعد أن عاد كونان... لا أحد يفتح في ذلك الأثناء قد وضعت شيهو سماعات الأذن في أذنها وشغلت موسيقى للتتجنب الملل وما زالت جالسة على الكرسي ولكنها كانت تتحرك وتتمشى قليلًا حتى لا يتبس عضلاتها.. مازالت ران تكرار رن الجرس، نظرن ثلاثتهن لبعضهن لتقول سيرا:
- يبدو أنه ليس هنا
بدت محبطة فهي ترغب في الاطمئنان عليه، لكنها حاولت أن تكتم شعورها بداخلها.. أخرجت ران المفتاح من جيبها و ولجته في القفل وقالت وهي تديره في القفل:
- لا بأس هذا يسهل علينا عملية التنظيف
قالت سونكو مقترحه:
- ما رأيكن ان نعد له
بترت كلماتها فجأة حين فتحت ران، البيت دافئ بشكل ما وهناك رائحة عطرة لابد ان السيد سوبارو خرج لتوه.. لكن سيرا تشعر بشي غريب، هناك عطر أنثوي، هل أخيها يجلب نساء لينام معهن.. شعرت بالغيظ نحوه كيف يفعل ذلك ألا يفترض أنه يتجنب شيهو لأجل أختها المتوفية، أم أنه يريد إلامها، بشكل أو بأخر ترى شيهو مناسبة له بل لامست حبه لها، فلماذا يفعل بها وبنفسه هذا.. أليس هي فقط من لاحظت تلك الرائحة بل كذلك ران و سونكو التي قالت:
- ألا تلاحظان تلك الرائحة
لتقول ران بدهشة وحرج:
- لا بد أن السيد سوبارو كان لديه ضيفه
في تلك اللحظة خرجت شيهو من غرفة المكتب كي تتوجه للمطبخ لتصنع شكل تأكله فروايات شيرلوك هولمز بعد أن أصابها بالملل أنهكها وجعلها تجوع بسرعة.. وما أن فتحت الباب انصدمت برؤيتهم وانصدموا برؤيتها

(مستنية رأيكم في المشهد وكيف هو بالنسبه لكم كمان للمشهد بقية لكن بفكر اقطعه بمشهد لسوبارو و آمورو

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) Where stories live. Discover now