الفصل التاسع والثلاثون

343 10 29
                                    

جيوش الظلام شرعت في احتلال أراضي من السماء واخذت تبيد جيوش النهار و تقهرهم وتتقدمهم.. والشمس تنزف دمًا ودمائها خضبت السماء و سال على قمم الجبال وأخذت تتساقط خلف الغابة تودع ذلك العالم..
- لقد نزفت الشمس بعد مقتلها
قالتها هايبرا التي كانت شاردة في يوم سوف يأتي ستنزف مثل نزيف الشمس، لكن لم يكن أحد ينتبه لها سوى متسيكو الذي قال بأمل دون أن يعي ما ترمي إليه هايبرا :
- لكن مع رحيل الشمس يأتي القمر و من ثم تعاود الشمس المجئ لتنشر ضوءها.. أليس كذلك
رمشت هايبرا جفانيها مندهشة من فلسفة ميتسيكو وهزت كتفيها مع بسمة إعجاب وقالت بصوت رقيق :
- ميتسيكو كن أنت حقًا رائع
لتطبع على وجنته قبلة تجعله يخر ارضًا من شدة الخجل، لكن يلتقطه عين سوبارو الذي يشعر بغيرة طفيفة.. ليقول له سينشي بمكر كي يضايقه:
- أووو يالها من مشاعر رقيقة وجميلة يالحسن ميتسيكو
احدجه بنظره جعلته يتراجع.. وقال سوبارو :
- أنا لا آغار كما ليس هناك أي مشاعر من ناحيتي لها
زم سينشي شفتيه وهز رأسه وضيق عينيه بمكر وقال:
- حقًا.. اتعلم شيهو في الحقيقة فتاة جميلة تخيل معي ان انتهينا من تلك المنظمة و عادت لحجمها الطبيعي فبالتأكيد سيكون هناك الكثير من الشباب يوادون اخذها حبيبة له
كلام سينشي كالجمر على سوبارو يجعل دمائه يغلي، إذ به يغلق عينيه ويتخيل شيهو ترتدي ثوبًا مثيرًا يراقصها رجل آخر يرقصها على إيقاع موسيقى حالمة، يميل جسدها ويميل هو انامله تعزف بروية على جسدها الندي، يقاربها فينتسم عطرها فيسكر وينتشي، يهمس لها في اذنها فتبتسم لها ويصدو صوت ضحكاتها..
- لا لا يكفي هذا لن اسمح
صرخ بها سوبارو ليبدد خياله الذي كاد يرى فيه ذلك الرجل كاد يقبل شيهو.. ليلتفت الجميع له مندهشين ومذهلون.. لتعلق سيرا :
- ما به لماذا يصرخ كالملدوغ
ترد عليها ران:
- يبدو أنه كان يحلم بكابوسًا
اما هايبرا تمسك ذقنها بين أصبعي الأبهام والسبابة وتقول بتفكر:
- هل القرود تحلم هي واقفة
بدأ آمورو يرى أن سوبارو سار كالعلكة في فم الفتيات وكل منهم شرعن تلكؤها في فمها بينما سوباروا يشعر بأنه سينفجر من الغضب.. ليقترب منه ويهمس له بخبث وسماجة:
- اكاي سان عليك تتوخى الحذر ولا تجعل الأحلام تسيطر عليك.. رغم ودي أعرف بماذا كنت تحلم
اتسعت عيناي سوبارو وبرزت عيناي أكاي التي يملئها شرارة الغضب ليتراجع آمورو ويعتذر كاتمًا ضحكة تصارع أن تخرج من جوفه :
- أسف اسف
ابتعد آمورو ليأتي له سينشي الذي سكب عليه دلو من الماء المثلج:
- يبدو أن الحب سوف يشردك ويفعل بك الأفاعيل
ليكز سوبارو اسنانه ويقول:
- اخبرتك ليس هناك أي مشاعر لي ناحيتها
أخذ سينشي يهز رأسه في إشارة أنه سيحاول تصديق كلامه الكاذب
وبينما هم كذلك إذ بالأطفال يصرخون بعدم وجود الخيمة.

أخذ بعضهم يتلاومون وكل منهم يحمل الآخر ذنب عدم التخيم هنا.. إذ بأحد الأطفال يتهتفون في غضب من تصرف الكبار:
- توقفوا علينا إيجاد حل
لتقول ران:
- لا بد هناك مأوى نلجأ له
لمحت هايبرا التي تركتهم يتشاجرون بينما هي تتأمل السهل من فوق الوادي و وجود قصر على مرمى بصرها في الأفق يحيط بها الكثير من أشجار الصنوبر.. لتقول وهي تشير بيدها نحوه:
- هناك قصر على ما يبدو
ليتلألىء عيون الأطفال الذين يخيل لهم أن هذا القصر يعج بالكنوز فيركضن بشكل عشوائي و هم يهتفون بالكنز.. أطلق سوبارو ضحكة فألتفتت له سيرا التي ركزت عينيها على عنق سوبارو واردفت بصوت منخفض:
- أخبرني يا سيد سوبارو ألا تشعر بالحر
كانت تقول جملتها ويدها مسافرة لعنقه حتى ان أناملها تلامست مع حافة عنقه وكادت تزيحه لتكشف ما يقبع اسفله لكنه بحركة خاطفة أمسك يدها ولواه وراء ظهره لتحرر نفسها وتبتعد فتسقط على مقعدها، فيمد سوبارو يدها وعلى ثغره تلك الابتسامة الخاصة به ويقول :
- Fifty fifty
ضربت سيرا يده وبعدته عنها وشعرها يغضي عيونها التي تنذر بسقوط الدموع وهي تقول:
- لا تستخدم تلك إنها جملة أخي شو..
لوهلة جحظت عيني هايبرا وكأن مشاهدًا من الماضي قد داهمها.. حيث كانت برفقة اختها في أحدى المقاهي الإطمئنان عليها و لم تنسى شيهو أن تسخر من اختيار اختها لشاب له شعر اسود طويل
- أكيمي ما بال اختيارك هل أعدم جميع الرجال لتختاري رجل مربي شعر
لتقول اكيمي بغيظ مكتوم:
- شيهو
تعتذر شيهو وهي تقدم ضحكتها:
- أسفة اسفة.. لكن لا علم كيف وقعتي في حبه في شخص بارد وأيضًا ملامحه قاسية
تغير ملامح شيهو التي رسم عليه علامات الامتعاض وهي تتخيل راي شخص رومانسيًا فتضحك من تخيلها:
- أختي لا أعرف لماذا اضحك فأنا كلما اتخيل داي موروفوشي خاصك رومانسيًا أجدني افرط من الضحك
لتشاركها اكيمي في الضحك وهي تقول :
- يكفي شيهو لا تسخري من حبيبي
لتهز شيهو رأسها في إشارة نعم وهي مازالت تضحك.. وبعد وصلة من الضحك.. قالت لها اكيمي التي تناولت معلقة من الايس كريم :
- ألن تجدي شخصًا تحبينه.
صمتت شيهو وعلى ثغرها شبح ابتسامة اخذت تقلب في طبق الحلوى الخاصة بها وقالت:
- لا..
عادت لصمتها ثم اردفت متداعيًا انها قوية ولا تحتاج لشخص
- لا احتاج للحب او شخص يحميني لست ضعيفة ربما لا امارس ألعاب القتال ولكني اجيد استخدام الأسلحة.. كمان لست في وضع يسمح لي بالحب، لا أريد توريط الأخرين يكفيني انت اختي
لتقول أكيمي بتحد وإصرار:
- سوف أجد طريقة لخروجنا أعدك
دفعت شيهو الكرسي و استقامت وهي تقول :
- لا تتهوري أكيمي المنظمة لن تدعنا وشئننا
لتبتسم لها أكيمي وتغمز لها
- ثقي بي أختي
استدارت شيهو وهي تلوح لأختها بعد أن ولت لها ظهرها مودعة لها:
- إلى لقاء موعدنا الاسبوع القادم
لتهتف اكيمي صارخة كي تسمعها التي ابعتدت عنها مسافة جيدة:
- سوف انتظرك في المكان الذي تعرفينه
أخرجت شيهو جوالها الخاص وأخذت تبعث فيه وتنظر دون أن تنتبه لموضع قدمها إذ بها تنصدم بصدر شخص ما و ينسكب عليها بعض القهوة السوداء على شعرها..
- أسف
اتسعت عينيها من المفاجأة فصاحب ذلك الصوت تعرفه صوت راي حبيب أختها.. ابتعدت عنه بينما هو يمد لها بمنديل :
- نحن نتشارك الخطأ بنسبة fiffty-fiffty.
رفرفرت عيننها.. وفارغت فمها :
- ها
لم يخيل لها إنها تسخر منه مذ لحظات لتقابله والأدهى من ذلك أن القدر انتقم منها له.. رحب راي بها واعتذر عن سكب القهوة بينما التزمت الصمت ثم مضى كل منهما طريقه
افاقت هايبرا على صوت ران التي تهدأ من سيرا التي تبكي أخيها الراحل، تبكي أخًا لم تراه سوى مرة واحدة، تبكي أخًا تعلمت على يده بشكل غير مباشرة فنون الدفاع عن النفس.. تبكيه بحرقه وتنشب بأظافرها الصغر َهي تصرخ في سوبارو :
- لا تستخدم جملة اخي، لا تقلده
أحس سوبارو بغصة من حلقه لكنه مجبر على إكمال دور البيت
- ألا ترى أن توقف ذلك المسلسل
التفت سوبارو لمحدثه الذي كان آمورو الذي ألمه منظر سيرا وبكاءها.. ليقول :
- لا استطيع لا أريد ان اكون سببًا في وفاة شخص آخر
انتبه آمورو لآخر جملته فصوب عينا نحو هايبرا التي تقف بجوار سينشي وقال:
- تقصد كير أليس كذلك
- نعم، فأنا بموتي أحمي وكير وأيضًا أحمي شيهو
- إذن انت تحمل نفسك ذنب مقتل أكيمي أليس كذلك
لم يجيبه فقط يشعر بأنه يجترع مر العلقم
- أريد منك ساعة المخدر
التفت سينشي لهايبرا التي طلبت منه ساعة التخدير و فهم ما تنوي عليه :
- لا تحاولي هايبرا
انزعج ملامحها وصرخت بصوت منخفض :
- لماذا أليس من حقي
تمعنها سينشي بملامح جادة يتفحصها ثم قال :
- ليس من حقك ولن يفيدك ذلك
صمتت أو أطبق عليها الصمت، للمرة الأولى تريد أن تتفق بها وتتركها من كشف هواية ذلك السوبارو لكن صوت بداخلها يدفعها لذلك يدفعها ان تعرف حقيقة سوبارو خاصة أنه تشعر أنه مثل شخص تعرفه لكن صوت آخر بداخله ينهيها عن ذلك ويخبرها ان اذ كشفت عن حقيقة سوبارو سوف تتحطم..تشعر أنها ممزقة بين صوتين كلاهما من داخلها وإنها عاجزة بينهما
الأجواء سارت كئيبة والأطفال لا يتحملون تلك الأجواء و عيونهم تنذر بالبكاء.. ليحمحم الدكتور أغاسا ويقول :
- ما بكم لقد جئنا للاستمتاع وليس لنحزن ونبكي.. هل نسيتم الأطفال.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) Where stories live. Discover now