الفصل السادسون

258 8 28
                                    

تنظر إيري للمرآة اليدوية تهندم شعرها و تتأكد أن كعكتها لم تخرب فهي يهمها أن تكون أنيقة و مهندمة كي تُري ذلك العجوز بإنها قوية وليست بضعيفة تحتاج إليه، يهمها أن تشعره بأنها قوية ولم تخسر رغم الهشاشة التي أصابت روحها وحنوها لذلك الزوج الذي انفصلت عنه وشوقها لضم ابنتها و ضمة منه، تنهدت وهي تضع المرآة في حقيبتها وهمت إن تنهض من مقعدها الجلدي الوثير من خلف المكتب، وبينما هي تدفع جسدها للخلف بقوة الدفع وهي تسند كفيها على حافة المكتب وتسحب جسدها للخلف مع دفع الوهمي للمكتب، تذكرت صوت زوجها الذي انفصلت عنه من سنين " إيري هل يمكن لي أن أدعوكي للعشاء"، زمت شفتيها واستقامت منتصبة القامة، تتسأل ما به موري، نبرة صوته ليس كالمعتاد، تلك النبرة التي تحتوي على التعالي ويزيلها ضحكة بلهاء مع التقليل منها، كونه أشهر محقق نائم معروف باليابان بل ذاع صيته خارج اليابان، لكن تلك النبرة يشوبها القلق والخوف.. استدارت ربع دورة وقفت حذو المكتب من الجهة الجانبيه وعلى يمينيها توجد أريكة و كرسيين لاستضافة ضيوفها من العملاء كي تشرب معهم فتجان قهوة وهي تستمع لقضياهم او شرب القهوة مع من مثلها من المحاميين لدراسة قضية و روؤية وجههات النظر، وأثناء تفكيرها في السبب الذي يريد موري لقاءها أخذت تضرب بإطراف أناملها سطح المكتب وهي تتسأل "ما به ذلك الرجل". نظرت لساعة معصمها الأيسر فوجدت الساعة تشير للعاشرة، بالتأكيد ابنتها مازالت في المدرسة، هل الأمر يتعلق بابنتها وبسفرها، أم ماذا. هل موري يحتاج لها لأجل ابنتها ام أنه اشتاق إليها، هزت رأسها بعنف نافية ذلك الأمر، يستحيل أن يحن إليها، عشر سنوات أنفصال، عشر سنوات كل منهما يخاطب الاخر بحجة ابنتهما، عشر سنوات كل منهما يحن للآخر ولكنهمت يعنادان، عشر سنوات يران سعي ابنتهما في لم شملهما لكنهما بكل غرور يحطمان حلمها.

ساعات الدراسة تمر بثقل الدقيقة لا تكون ستون ثانية بل تكاد تكون أكثر من ذلك حيث ان كل دقيقة تمضي ببطء، الحصص تبدو مملة، تجلس سونةوا وهي تسند رأسها على ذرعها الممدودة كأنها وسادة ومن حين لآخر تتأفأف من الملل ومن حين لاخر تلكز ران من ظهرها تتحدث لها خلسة كي لا ينتبه لها المعلم بينما ران فكانت شاردة الذهن في هل امها ستقنع والدتها بالسفر مع سينشي ام ستفشل ويحدث بين والديها شجارًا تكون هي السبب فيه، أما سيرا فكانت تجلس خلف سينشي بجوار سونكو، ممسكة بقلم تشخبط على ورقة بيضاء بشكل عشوائي، تفكر هل تذهب للقاء آمورو أم لمعمل جنائي تتفحص تلك الشعرة السوداء العالقة في قبعة أخيها أم تذهب للقاء آمورو، وسينشي يفكر هل خطة كايتو ستنجح حقًا في تضليله حيث يهم الناس ان كايتو هو سينشي، ويلقى نظرة على ران التي في تلك الاثناء تنظر للمعلم وهو يشرح و يحدث نفسه بألا ليس لها ذنب أن تكون في حياته البائسة، زهرة مثلها لا تستحق أن تكون مع شخص لا يمكن أن يأمن لها ملاذًا يحميها، هو نفسه لا يقدر على حمايته نفسه، فكيف يحميها، لكنه عليه المثابرة كجندي لا يملك سوى سلاح بدائي أمام رشاش ألي حديث، كطفل يمسك بحجارة أمام مدفعة عملاقة ليحمي أرضه وعرضه، وهو عليه يحمي الفتاة التي أحبته و وثقت به أحبها هو من أعماقها حتى وإن كان الثمن في حمايتها روحه.. الكل في واديه شارد.. لكزت سونكو ران قائلة بصوت ملول وهي تتثأب:
- ران كم الوقت
ترغب سونكو في سماع إعلان نهاية الحصة كي تقفز خارج ذلك الفصل الدراسي الممل
أمالت ران راسها للخلف وقالت بتذمر ضفيف فليس تلك المرة التي تسألها سونكو عن الوقت بل انها المرة الخمسون
- يبقى خمس دقائق
أملئت سونكو فمها بالهواء حتى أنتفخ وجنتيها ثم أفرغتهما وخذت تفرك بيدها اليمنى ساعدها الأيسر عساها تطرد ذلك الملل الذي تضغى عليها.. قررت سيرا أن تأجل أمر المعمل لوقت آخر وتلتقي آمورو، نهضت من مقعدها وحملت حقيبتها تحت أنظار الطلاب الذين كانو منتبهين لشرح المعلم، وعندما نهضت سيرا و حملت سيرا حقيبتهم مما اصدرت صوتًا إن كان طفيفًا قطعت حبل تركيزهم وجعلهم يلتفتون إلى ذلك القاتل الذي جذر حبل تركيزهم لذلك المعلم التي تراه سونكو ممل للغاية، وحدها سونكو ترى جل المعلمين مملين خاصة لمن لهم كرشًا و يرتدون نظاره، دهشت سيرا للألتفاف أنظار زملائه إليها.
- سيرا هل من خطب
كان ذاك السؤال نابع من ران التي كانت جلسه فنهضت وهي ترى صديقتها تعزم على الرحيل من تلك القصة، أومأت سيرا بالنفي، قائلة وهي توجه ردها لسؤال ران:
- لا لكني مللت لا أكثر
شبكت سونكو يديها و هي تمد ذراعيها للأمام و تتمطع قائلة وعينيها تنزان بدمعة من شدة التثأوب:
- لديك حق فالحصة مملة للغاية
فنهضت بدورها ممسكة بحقيبتها، قائلة:
- حسنًا أسحبيني معك
حركت سيرا رأسها في إشارة "هيا بنا"، ألتفتت سونكو لصديقتها قائلة :
- هل ستظلين هنا
لم ترد ران ولم تتحرك مليمتر من مقعدها كأنها متشبثة بها، متذرعة أن عليها تلتزم بالقوانين ولا يجوز لها ترك الأستاذ يشرح وتتركه، لتقول سيرا بنبره تشوبها السخرية :
- دعيها سونكو في ران لن تأتي فهي من طلبات النجيبات
لم تروق نبرة سيرا ران، شعرت ران بغصة، لكن عليها ضبط أعصابها سوف تعرفها إنها ألمتها بسخريتها، رأى كل من سينشي و سونكو تعبيران ران بينما سيرا تركت الفصل دون أدنى اعتبار لذلك المعلم و ألحقت بها سونكو.
لم تشعر سيرا بأنها تسببا في الإحراج بل إنعا ظنت أنه تمدح ران بوصفها أنها من الطلبات النجيبات لم تنتبه لنبرة صوتها، وحدها سونكو نبتهتا أنها تسببت في إلام ران و إحراجها، لقد غضبت سونكو منها وتركتها في منتصف الممر، لتعود هي وتقف عند الباب حتى تخرج لتعتذر منها ومما بدر منها من كلام أخرق.

آكاي وهيبارة ( أصحي يا ريكا) Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang