وجهه في الذاكرة![الفصل الحادى عشر]

725 34 2
                                    


نقلت تيشا فرشاتها الى يدها الأخرى وثنت اصابعها المنفصلة لطول ما قبضت عليها.

تفحصت الرسم غير المكتمل وتهدلت كتفاها أسى وخيبة ..

يهرب اليوم منها، فأي شيء تفعله لا يتكلل بالنجاح الذي تريده له.

اطلقت تنهيدة ثقيلة استرعت انتباه بلانش التي كانت ترسم بدورها

فسألتها:

-أتواجهين صعوبات معينة؟

-أجل انعدام الموهبة!

فوضعت بلانش فرشاتها جانبا ومسحت يديها بقطعة قماش وصارت إلى جهة الاستديو الثانية المخصصة لابنة اخيها اخرجت سيجارة من جيب ردائها الواقي واشعلتها ثم القت يدها على كتف تيشا وسألتها:

-اين المشكلة ؟

فتطلعت الفتاة اليها واجابت وعلامة استنكار تعلو وجهها :

- هذه الباقة كلها غلط في غلط وتبدو وكأني الصقت البنفسج بخط مستقيم فعلت الشيء نفسه لما  رسمت باقة النرجس أي شيء أفعله اليوم اجدني عاجزة عن إتقانه أعلم أني ارسم بطريقة مغلوطة انما لا أقدر أن أصحح خطئي.

فقالت عمتها ترشدها

-لا يمكنك ان تحصري اهتمامك باخطائك وحدها والا اعتدت فقط على تعلم الاغلاط وارتكابها اكتشفي الاشياء الصحيحة التي تفعلينها لتتمكني من تكرارها.

- وماذا تقترحين؟

فنظرت تيشا بدورها إلى النوافذ ورأت عبر زجاجها تجمع الغيوك الرمادية يحجب شمس العصر الباكر.

-خطر لي ان نذهب اليها هذا العصر بالسيارة.

فاختفى العبوس من وجه تيشا وقالت مبتسمة :

- بلانش انت جوهرة لا ادري من اين تأتين بكل هذه اللآليء الحكيمة !

فابتسمت بلانش بدورها وربتت على الخصلة البيضاء التي رافقت شعرها منذ الولادة وبدت الآن متناقضة مع الحاجب الاسود القريب منها.

واجابت:

- انها تأتي من الفطرة السليمة ومن التجربة التي تخبرني الآن انك متقلصة الاعصاب كوتر مشدود ان التوتر قد يبعث احيانا على الابداع لكنه بالنسبة الى وضعك الحاضر لا يزيدك الا خيبة وشعورا بالتقصير٫ أقترح ان نأخذ اجازة في ما تبقى من العصر.

ثم رفعت بصرها الى منور السقف وهبطت به الى النوافذ وقالت :

- الضوء خف في أي حال.

تنهدت تيشا وهي نظف فراشي الرسم ، فكل جهودها ذهبت سدى وما استطاعت ان تنتج نوعية رسم صالحة للمبيع ... وكل هذا الفشل بسبب الوجه الذي بقي يتراقص امام عينيها الوجه ذو الشعر البني الذهبي والعينين الداكنتين المخمليتين.

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now