خدعوك يا عروس! [الفصل الخامس و عشرون]

602 38 8
                                    




والمشوبة بجدية خفيفة. وحين وصلا مكانه وتسلم يدها المرتجفة من يد ابيها لمحت في عمق عينيه الداكنتين ما يشبه الاعتذار

وسرعان ما احاط خصرها بذراعه ليساعدها على الوقوف بثبات، وكأنه احس مثلها بان ساقيها المرتعدين ما عادنا تقويان على حملها.

 انفرجت شفتاها استعدادا للكلام ولكي توقف هذا الاحتفال باية وسيلة لكن رجل الدين كان قد شرع في اداء المراسم بقوله :

 ايها الأحباء نحن...

 لقد فات الوقت . 

استقرت هذه الحقيقة في قلب تيشا وهي تصغي الى الكلمات التي كانت تربطها الى الرجل الواقف الى جانبها برباط الزواج المقدس.

 وبرأس منحن وجفنين مسدلين أعلنت تعهداتها الزوجية وكان صوتها خافتا بالكاد يسمع.

 وفقط عندما نطقت الكلمتين الأخيرتين رفعت رأسها لتنظر الى وجه رورك كان زجاج النوافذ الملون يعكس اشعة الشمس على رأسه فتزيد خصلات شعره الذهبية توهجا ولمعانا وكانت عيناه تتابعان تحركات شفتيها وهي تعاهده بخشوع على الحب والاخلاص كزوجة . 

ثم جاء دوره ليعلن تعهداته المقدسة فاحست بوقع صوته الواضح الرنان بتماوج في داخلها ويزيح العصابة السابقة عن عينيها ويتيح لها ان ترى تدفق الشمس الذي انطلق دافئا متوهجا من حنايا قلبها . 

وفي تلك اللحظة ادركت تيشا وبثقة مرعبة تقريبا انها تحب رورك بكل كيانها وبكل خفقة صاخبة من خفقات قلبها الموله به وحده.

 لم تكن تنتمي اليه فقط من خلال ارتباطها الشرعي بل من خلال رغبتها العارمة في ان تكون له بكليتها وان تشاركه كل مرافق حياته وتنجب له اولادا، وان تبقى بين ذراعيه حتى تدركها الشيخوخة معا.

 ولبرهة قصيرة كادت تيشا تعتقد ان رورك يشاطرها رغباتها هذه نفسها حتى تذكرت تصريحه السابق بعدم رغبته في الزواج منها وذلك حين قال بانه لا يريد زوجة شرسة تكبل عنقه لسائر ايام حياته ... اذن، ابوها هو الذي ساقها معا الى هذا الاحتفال، ورورك اضطر الى الاقتران بها ليحول دون حدوث فضيحة .

 كيف يمكن لأي زواج ان ينجح ويستمر في ظروف كهذه؟ لا يمكنه ان ينجح. اجابت على السؤال بنفسها.

صحيح انهما سيعيشان كزوجين بحكم الشرع لكن حياتهما لن تكون طبيعية ولا بد ان يسعى رورك الى تغييرها في اقرب وقت ممكن.

وجاء صوت رجل الدين يختتم المراسم وكأنه يتكلم عبر مسافة شاسعة :

 من خلال السلطة المنوطة بي اعلن الأن انكما اصبحتها زوجين شرعيين. ايها العريس يمكنك الآن ان تقبل العروس اسدلت تيشا اهدابها لتغمض عينيها، لان الالم في داخلها كان حادا جدا والى درجة لم تستطع معها ان تتحمل رؤية الاستسلام الذي لا بد ان يكون مرتسما على وجه رورك وهو يستدير اليها كانت قبلته خالية تماما من الحماسة ولم تجد فيها شيئا من الدفء الذي اعتادت ان تستشعره. 

[مكتملة ☑] متيم بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن