زواج مدبر [ الفصل التاسع عشر]

620 38 13
                                    

وسألها بصوت مرح :

-هل تركتها لي بعض القهوة؟

لقد توقعت تيشا اي شيء الا هذا الحبور البادي في صوته وتصرفاته.

تغضن جبينها بعبسة حائرة واخذت تراقبه وهو يسكب قهوة في فنجانه و يحمله إلى الطاولة حيث تجلس مع بلانش اتخذ مجلسه على الكرسي وكأنه يستوي على صهوة جواد ولامست اشعة الشمس حاجبيه الشائبين فالتمعا كالفضة اوماً برأسه لتيشا وقال:

- انت شابة محظوظة جداً.

- ماذا تعني؟

فأعلن باعتزاز وهو يرشف القهوة الكاوية :

-صديقك السيد ماديسون وافق على تنفيذ الاجراء اللائق بحقك.

تقلص ظهرها لدى سماعها كلماته واستوضحته مذهولة:

-ماذا تقصد بالاجراء اللائق؟

-لقد وافق على الزواج منك بالطبع

اوه يا الهي! كانت لا تصدق اذنيها، واشتد بها الذهول الى حد الشلل ثم اردفت بصعوبة :

- لا يعقل ان تكون جاداً في كلامك!

-بل انت مصيبة تماماً، فانا اتكلم بمنتهى الجدية سنجري فحوص الدم و نخصل على رخصة الزواج هذا الاسبوع.

فهتفت تيشا وهي تقفز من مكانها مرعوبة:

- لا لا والف لام لن اتزوجه.

-بل ستتزوجينه بكل تأكيد.

فاعترضت بصرخة يائسة :

-لكني بالكاد اعرف هذا الرجل وفي الواقع، لا اميل اليه بتاتاً!

-كان يجب ان تدركي هذه الحقيقة قبل ان تقضي الليلة معه ! .

- لقد امضيت ليلة في بيته وليس معه انه بالطبع شرح لك ذلك الم يفعل ؟

احست بالخوف يتكوم في حلقها  فأجاب بليونة وبساطة :

-في الواقع لم اجد داعياً لنبحث بدقة تفاصيل ما حدث في الليلة الماضية. فحالما اكتشفت ان نواياه شريفة تجاهك لم تعد هناك اي حاجة الى بحث علاقته الحميمة بك.

فكررت تيشا مستغربة :

-نواياه شريفة تجاهي ؟ هل تعني ! ان رورك يريد الزواج مني بكامل رضاه؟

- اقنعته بأنه بات ملزماً بذلك، وبأقصى سرعة ممكنة.

فتدخلت بلانش لتسأله غاضبة :

-ريتشارد هل هددته باقامة دعوى عليه؟

شعر بحرج فتململ في جلسته واجاب:

لم اقل له ذلك بكلمات واضحة، لكنه رجل ذكي فأدرك من تلقاء نفسه أني مضطر إلى ان احمي سمعة ابنتي وبالطبع، كان عليه بالمقابل ان يحمي سمعته من فضيحة محتملة.

فهتفت تيشا ثائرة :

في الواقع انت سرتغمني على الزواج منه انا لا احبه !

فأكد لها والدها قائلا:

انه شاب قوي الشخصية ولديه مهنة ممتازة، كذلك هو واسع الثراء نظراً إلى ما استطعت استنتاجه من واقع بيته كان من الممكن ان ترتبطي برجل أقل ملاءمة لك بدرجات ،مثلا ما كان ليستطيع ابدا ان يضعك عند حدك لكن اظن ان ماديسون سيكون قادراً على ضبطك .

وهنا التمعت عيناه بشرارة غضب واردف:

- لما دخلت عليكما في ذلك المطبخ كنت تعانقينه برضی تام ربما انت لست مغرمة به الآن، لكن بوجودك مع رجل مثله، لا بد ان تحبيه مع مرور الوقت.

- لا لن اتزوجه

الموضوع بات منتهياً واخذ كفايته من البحث والجدل.

وضع فنجانه على الطاولة ونهض عن مقعده قائلاً:

-الآن، استأذنكها اذ ينبغي ان اجري بعض الاتصالات الهاتفية.

وحالما انصرف ابوها انطرحت نيشا على كرسيها وتتمت:

- لا اصدق كل هذا ما الذي جعل رورك يوافق على الزواج؟

فاعترفت عمتها بقولها:

وانا لا اقل عنك استغراباً.

-ما زلت احس باني اعيش كابوساً واني لن افيق منه الا اذا قرصت نفسي كم انا شاكرة لكل تلك الاجراءات العصرية التي ينبغي علي المره تباعها قبل اتمام الزواج، فلولاها لسارع ابي الى تزويجي منه فورا.

-أنت اعلم دائما انه صارم التربية الى حد رهيب انما لم اتصور حتى في الحلم ن يلجأ إلى مثل هذا التصرف.

فقالت عمتها بتردد :

-من الواضح ان رورك وافق على هذا الزواج اعرف انك تجذبينه كنت اتساءل ... هل وقعت في حبه يا ترى؟

-انا؟ اقع في حب رورك؟

وعلى الرغم من كل الغضب الذي حشدته في صوتها بدت هزة رأسها النافية خالية من حرارة الانكار واضافت تقول بحزم وكأنها خائفة الى حد ما من فحص عواطفها.

-لن اقع ابداً في حبه.

ثم قفزت واقفة وصرخت بتحد :

-يجب ان اكلم أبي يجب ان اقنعه بشكل ما بأني لا اريد الزواج من رورك .

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now