هل تثقين بي؟ (الفصل الثاني و العشرون)

567 45 6
                                    


في الايام القليلة التالية بدأت تيشا تراجع افكارها وتتساءل عما اذا كانت قد اخطات في الوثوق برورك ليجد طريقة تنقذهما من الزواج الذي قرره ابوها .. لقد اتبعت تعليمات رورك بدقة فانصاعت لطلبات ابيها جميعا دون اي اعتراض ،الان يوم الخميس، وحتى هذه اللحظة لم يطرأ اي  تغيير على موقف والدها سوى مضيه قدما في اتجاه تنفيذ الزواج.

لقد استعان بما لديه من نفوذ حتى اجريت فحوصات الدم بسرعة قياسية، وهذا الصباح حصل ايضا على رخصة الزواج. 

وهكذا بدأ الذعر يدب فيها وقد ادركت انها باتت على بعد خطوة واحدة من اجراء المراسم الفعلية. 

ثم ان كل محاولاتها للتحدث الى رورك على انفراد باءت بالفشل ومعظمها افشلها ابوها .

 وحتى بلانش التي كانت تعتبرها حليفة لها بدت وكأنها تتخلى عن مساعدتها. 

وفي المرات القليلة التي استطاعنا التحدث اليها على انفراد، امطرتها عمتها بوابل من الاسئلة في ما يتعلق بمشاعرها تجاه رورك، هل هي متأكدة من انها لا تحبه بتانا؟ هل ان انجذابها اليه لا يخفي تحته عاطفة حب قوية؟ وكان واضحا من نوع هذه الاسئلة ان بلانش تعتبر الزواج تحصيل حاصل.

وبدأت نيشا تتساءل بدورها .. اذا كان رورك ينوي حقا ان يتخذ اجراء ما، فمن المفروض ان يكون انجزه قبل اليوم ... لماذا هذا التأخير وماذا ينتظر وقد اتم ابوها الترتيبات وعين يوم السبت موعدا للزواج. 

وهكذا سارت مثقلة القلب على الدرب الخاصة بالدواب عبر التل المشجر.

 وكان ابوها قد غادر البيت بعد الظهر في مهمة غامضة واملت تيشا في ان تجد رورك في بيته.

 لقد اختارت الذهاب عبر الغابة كي لا تفطن بلانش الى وجهتها الحقيقة.

 لكن هذه الدرب كانت اطول مما لو اتبعت الطريق العادية المختصرة، وهكذا عندما وصلت اخيرا الى بيت رورك لم تجده هناك. 

لقد تجسمت هذه المشقة بلا فائدة وفشلها زادها تعبا وضيقا وكآبة .

ولما رجعت ودخلت الفناء تحت بيت عمتها رفع العنز رأسه، وبعد ان القى عليها نظرة عابرة، خفض رأسه ثانية واكب على قضم العشب وقد إعتاد الآن على وجودها وما عاد يعترض على روحاتها وغدواتها.

 وبدلا من ان تدخل البيت من بابه الامامي اتجهت الى باب المطبخ و هي تتساءل بوجوم عما اذا كان سيتاح لها ان ترى رورك هذه الليلة .

 ولدى بلوغها المدخل الجانبي ، نظرت من زجاج الباب فرات رورك جالسا مع بلانش إلى طاولة المطبخ. 

امتدت يدها إلى المقبض، لكن الانزعاج البادي على وجه رورك جعلها تعدل عن الدخول وتقرر االإصغاء إلى حديثهما.

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now