زواج مدبر[الفصل السابع عشر]

659 43 14
                                    

تقلبت تيشا على بطنها ودفنت رأسها في نعومة الوسادة وهي تقاوم نداء وعيها الداعي الى الاستيقاظ، كان يلفها شعور دافئ، ولذيذ بالقناعة والهناء فلم تشأ أن تحرم نفسها من التنعم به وقتاً اطول.

وفي الأخير انفتح جفناها تلقائياً وركزت عينيها الخضراوين على القماش الحريري التوتي الذي يغطي ذراعها تسللت من تحت الاغطية بشيء من التردد و مشت الى الحمام حافية القدمين، وجدت ثياب الأمس المبللة قد جفت تماماً فارتدتها على عجل.

اما شعرها الذي تشعث في اثناء النوم فقد أمضت عدة دقائق في تسريحه، غمغمت لحناً طروباً وهي تخرج من غرفة النوم واصاحت السمع وهي تتجول باحثة عن مكان رورك واخيراً رات ضوءاً ينبعث من باب غرفة مكتبه المفتوح فتمهلت في سيرها لدى اقترابها منه .

وحين القت نظرة إلى داخل الغرفة رأت رورك منحنياً على طاولة الرسم محتضناً رأسه بين ذراعيه وقد طرح على كتفيه حراماً من الصوف، ومات اللحن في حلقها لما حملتها قدماها إلى داخل الغرفة.

احست برغبة جامحة في الاقتراب منه لتزيح خصلة شعر ذهبية شردت على جبينه الساكن ... بدا في نومه اقل ارهابا واكثر جاذبية.

و هي تتمسك بحافة الدرابزين لتصعد الدرجات القليلة رأته يحرك رأسه.

لقد كتمت السجادة الوثيرة صوت خطواتها ولا يعقل ان يكون سمعها وهي تدخل ومع ذلك استيقظ من غفوته وطفق بمسد وجهه بيديه المتعبتين.

توقعت ان ينتبه لوجودها في أية لحظة فاستبقت ذلك وقالت تحييه بمرح:

اسعدت صباحاً.

بقيت واقفة حيث هي لأن ساقيها المصطكتين عجزتا عن حملها لتصعد الدرج واستدار اليها بوجه متجهم وتمتم بنكد وهو يحرك كتفيه ليلين عضلاتها المتقلصة:

هل هو حقاً صباح سعيد؟

فأضافت بتردد

انه على الأقل ليس ماطراً.

لكن لم يبد عليه انه سمعها، وعاد يفرك فمه وذقته بكفه العريض وسألها

لا احسبك قد صنعت شيئاً من القهوة؟.

فقالت مدافعة عن نفسها:

ما استيقظت الا قبل دقائق.

اذن ماذا تنتظرين؟ اذهبي واصنعيها.

فأحست بامل السعادة الوهمي ينفجر في وجهها كفقاعة الصابون، فما عدا تلك اللفتة السريعة المتجهمة لم ينظر اليها بتاتاً.

ولذا أعلنت بصوت جليدي:

- سأصنع القهوة لأني ارغب شخصياً في فنجان منها، وإذا كنت تريد واحداً فاذهب إلى المطبخ لتحصل عليه !

لم تعرف كيف خرجت من الغرفة لشدة خيبتها واستيائها، وفي المطبخ فتحت واغلقت عدة خزائن حتى وجدت البن التي وضعت المقدار المطلوب منه مع الماء في ابريق قهوة كهربائي واشعلته ثم جلست بجمود على احد الكراسي تصغي إلى فقفقة الماء المغلية وهي تمتزج مع البن داخل المصفاة الخاصة به حتى تنضج القهوة تماماً.

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now