وجهه في الذاكرة![الفصل الثاني عشر]

757 37 4
                                    


تنهدت بلانش وأحاطت كتفيها بذراع حانية وهي تجيبها

- ليتني اعرف ما يجب ان اقول يا تيشا فهذا امر منوط بك وعليك ان تتدبريه بما ترينه مناسبا لمصلحتك .... ما رأيك ان نرجع الآن الى البيت؟ يمكننا العروج على احد المطاعم لنرتاح من تحضير العشاء اعرف مطعما صغيرا رائعا يقدم وجبة لذيذة من سمك السلور وفطائر الدرة المقلية.

-ذلك يبدو مغريا .

وافقتها تيشا محاولة مجاراة المرح والحماسة الظاهرين في صوت عمتها وهما تعودان جنبا الى جنب لعبور الممر المؤدي الى المراب و رفعت بلانش بصرها تجوله في السماء الضبابية وقد تحولت الآن إلى لون
رمادي داكن يهدد بالاضطراب، وقالت

- يبدو ان تلك الغيوم قررت اتحافنا بمطر غزير لا ادري ايهما اكره اكثر قيادة السيارة بعد حلول الظلام أو تحت وابل المطر!

فاقترحت تيشا قائلة :

-لسنا مضطرتين لتناول العشاء على الطريق اذ يمكننا طهو شيء بسيط في البيت.

-اننا بحاجة إلى تغيير الرتابة .

وفي اثناء العودة بدا وكأن رصدها الجوي سيكون صحيحا ولكن حين خرجا من المطعم كان المطر ينهمر بغزارة، فتقبلت بلانش بكل ممنونية عرض تيشا بأن تنوب عنها في قيادة السيارة والمسافة إلى البيت مجرد اميال قليلة.

وبالرغم من أن موعد غياب الشمس لم يكن قد حان بعد الا ان الغيوم المكفهرة جعلتها تبدو سوداء كما الليل.

ومع ان مساحتي زجاج السيارة الأمامي كانتا تتحركان بسرععة قصوى جيئة وذهابا لكن انهمار الماء كان اسرع منها ولذا تنفست تيشا الصعداء لما وصلنا الدرب المؤدي إلى البيت.

وسألتها بلانش

- هل نتشجع قليلا ونتوقف عند صندوق البريد لنأخذ ما فيه من رسائل؟

فاجابت تيشا

- لا ارى ما يمنع ذلك، فالطريق ليست موحلة كثيرا لنخشى الغرار الدواليب فيها، سأتوقف بمحاذاة الصندوق تماما وحيث ما عليك الا ان تنزيلي زجاج نافذة و تمدي يدك الي صندوق.

فغمفمت بلونش:

-اني انتظر بعض رسائل المهمة.

- لن يزعجني التوقف.

كشفت اضواء السيارة صف الصناديق على جانب الطريق فخففت تيشا سرعتها وتوقفت بمحاذاة الصندوق الأول وحالما نزلت بلانش زجاج النافذة ومدت يدها لتجمع محتوياته هجمت الريح حاملة المطر الى الداخل فسارعت المرأة الى اقفالها قبل ان يبللها المطر كليا، وهتفت وهي تهز قطرات الماء عن ذراعها المكشوفة :

- يا لهذا الحمام البارد هيا الى البيت حيث الدفء والجفاف.

قصف الرعد منذرا بليلة ليلاء حين ادخلت تيشا السيارة بحذر الى المرآب وقد حمدت الله على انها تركتا بابه مفتوحا وبالرغم من ان ذلك يشكل تشجيعا للصوص على دخول المنزل.

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now