درس في الضيافة (الفصل الرابع عشر )

635 32 14
                                    

كانت بركات الماء أكثر اتساعا وعمقا والمطر ما يزال ينهمر بغزارة.

اما العاصفة فقد ازدادت حدة وتيشا تغوص في المياه المتدفقة في طريقها الى حيث أوقفت السيارة وحين فتحت بابها و لاذت بداخلها، انتبهت الى ان الضوئين الأماميين كانا ينيران السيول امامها تأوهت بصوت عال والقت الشمسية على ارض  ثم أدارت مفتاح السيارة .. لم تسمع شيئا سوي طقطقة المفتاح وهي تكرر المحاولة عبثا.

لقد فرغت البطارية، وهذا يعني انها مضطرة للعودة الى رورك لتطلب منه المساعدة، وهذه الفكرة لا تحبذها على الاطلاق.

احتمت بالشمسية مجددا وعادت تقطع المسافة الموحلة الى بيته وحيث راحت تطرق الباب السندياني بالمقبض النحاسي، وهذه المرة لم تنتظر في البرد طويلا حتى اجابها رورك على طرقاتها.

وأعلنت حالما فتح الباب ووقف على عتبته متسائلا:
- تركت الاضواء مشتعلة ففرغت شحنة البطارية. هل لك ان تساعدني في إدارة محركها ؟

فحدق اليها للحظة قصيرة وقال:

-سأخرج سيارتي من المرآب.

فأومأنت موافقة وهمت بالعودة لكن رورك ناداها هاتفا:
- انتظري من السخف ان نعرض نفسينا للغرق من اجل محاولة قد تفشل في النهاية. سأوصلك الى البيت بسيارتي وغدا صباحا أعيد لك سيارتك بعد شحن البطارية.

فبدأت تيشا تعارضه لكنها عدلت عن ذلك واعطته اشارة بالقبول.

ثم قالت لتتحاشى سماع الاقتراح الذي رأته يرتسم على شفتيه :

- لقد تبللت فردتا حذائي وسألاقيك عند باب المرآب.

وصلت بوابة المرآب المزدوجة في اللحظة التي كان رورك قد بدأ يرفع دفتيها من الداخل، وفي بضع لحظات كانت تطوي شمسيتها وتصعد سيارته البيضاء ثم تجلس على المقعد الأمامي الى جواره شعرت بالحرج من ابتلالها ومن وجودها معه فقبعت في الزاوية فيما قاد هو السيارة إلى الوراء خارجا بها من المرآب وانعطف على الدرب نزولا ... التمع البرق في الفضاء وتبعه رعد قاصف تردد صداه في عدة اتجاهات.

فركزت تيشا بصرها على كم سترته الجلدي وتمتمت تسأله :

- والآن أليست لديك أية تعليقات حول قيادة النساء للسيارات؟

- ليس ثمة حاجة للتعليق فانت لم تتركي الاضواء عمدا وكانت غلطة عفوية. لكنها غلطة غبية .

شعرت نحوه بكره لكونه اختصر الموضوع بتسامح ورحابة صبر

وتابع يقول:

- كلنا نقترف اخطاء كهذه وهذا ما يجعلنا بشرا وغير معصومين عن الخطأ.

ما كاد ينهي عبارته حتى هتف بصوت مبهم

- اللعنة

فاستقامت تيشا في جلستها وقد اخذت استعداداتها لخوض معركة بسبب الشتيمة التي حسبته قد وجهها اليها ثم احست بفعل المكابح القوي على الارض فنظرت عبر الزجاج الأمامي لتستطلع الدافع الى توقفهما الفجائي، ومن خلال المطر المنهمر استطاعت ان ترى . الحائق والمتمثل في شجرة صنوبر كبيرة، قد سقطت أرضا في عرض الطريق وجرفت معها شجرتين صغيرتين.

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now