خدعوك يا عروس! [الفصل الرابع والعشرون]

590 45 16
                                    



وهكذا اقسمنا مرة ثانية على تبادل الوفاء والمحبة لمدى العمر امام رجل دين مهيب الوجه ،هادىء النبرات وحيث كان الليل الساكن يردد صدى تلك الكلمات الخاشعة الوقورة ... لن انسى ما حييت وجه امك المتهلل آنذاك كما لن انسى ابدا عصر تلك الليلة العابقة بالفرح الحقيقي العميق . . . لقد احببنا بعضنا حبا عظيما لا تستطيع الكلمات ان تعبر عنه يا تيشا تقصف صوته حين اخذ وجهها بين يديه محدقا اليه وفي عينيه حزن بالغ الحدة. ثم غمغم بصوت متهدج

- ولهذا السبب يا ابنتي الحبيبة الغالية، سيكون الاحتفال بزواجكما انت ورورك في غاية البساطة. ليس لاني اريد اخفاء شيء او لاني اتعمد تزويجكما بسرعة، بل لان المرة الثانية التي تعاهدت فيها وامك على الحب كان الاحتفال الحقيقي بالنسبة الينا والذي حافظنا على ذكراه ككنز ثمين. ولذا اريد لك الاحتفال نفسه وبدون اية ذكريات تافهة اخرى تقلل من قیمته.

ادارت وجهها المحاط بيديه المتأثرتين بالذكرى وطبعت قبلة احترام على كفه وقد عصف بها تيار من العواطف المتناقضة المتشابكة . كيف يمكنها الآن ان تعترف له بالحقيقة؟ كيف يمكنها اخباره انها لا تستطيع المضي في الاحتفال الذي خطط له؟ وقالت بصوت بدا مختنقا لان محياها لم يفارق يديه :

هذه اول مرة اعي فيها تماما مدى حبك العظيم لامي.

 فضمها الى صدره وهمس مجيبا:

 كانت تبادلني ذلك الحب نفسه. تيشا، في خلال هذا الاسبوع رأيتك عدة مرات مع رورك وفي كل مرة كانت هذه الرؤية تذكرني بحب امك لي بشكل مشرق وكأنما التاريخ يعيد نفسه . فعندما يكون قريبا منك لا تزيحين بصرك عنه ولا تتوقفين عن بعث رسائل صغيرة اليه كما كانت لينور تفعل تماما اراهن على انه لم يخطر لك ان اباك العجوز يلاحظ اشياء كهذه. لقد ادركت ليلة امس ان السبب الأكبر وراء عدم رغبتك في الزواج منه او قولك بانك لا تريدين الارتباط به، يعود الى السرعة الهائلة التي يحصل بها كل شيء وكأنكما فعلتها شيئا في نهاية الاسبوع الماضي يدعو إلى الخجل لكنى واثق من انكما لم تفعلاه.


فهمست تيشا بصعوبة :

ماذا ؟

انت ما كذبت علي مرة يا حلوتي كذلك لم تكذبي عندما اخبرتني انه لم يحدث بينكما شيء. لقد تأكدت بنفسي من ان رورك يحترمك كثيرا والى حد ردعه عن استغلال الموقف، وحيث كان بالامكان ان يفعل لولا حبه واحترامه لك ... انا مسرور لأنك انتظرت، ادرك ان كلامي شديد التزمت لكني مسرور جدا، اتذكرين تفاصيل شجارنا قبل اسبوعين؟

 ضحك بصوت منخفض ثم رفع وجهها لينظر اليه وتابع قائلا: 

يبدو الاسبوعان كأنهما شهران واكثر لكني اذكر كلامك تماما، فقد قلت لي انني لن اعجب ابدا بالرجل الذي ستتزوجين منه، وبأني سأجد فيه علة ما بكل تأكيدا كنت مخطئة يا عزيزتي فرورك انسان رائع من كل الوجوه ويطابق تماما الرجل الذي تمنيته زوجا لك وانت لو بحثت في العالم طولاً و عرضا لما امكنك ايجاد شريك حياة افضل منه ... لن يكون لدي فقط ابنة احبها بمجامع نفسي وقلبي بل صهر ايضا اكن له الحب ذاته، ولذا اعتبر نفسي من اكثر الأباء حظا بهذا النصيب.

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now