الفصل الأول "1"

4.9K 211 51
                                    

≈ بسم الله الرحمن الرحيم.
≈ استغفروا الله.
≈ لا تلهاكم القراءة عن الصلاة.

قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) سورة غافرـ60
_____________________________

"وأصبحت مئواه"
الفصل الأول "1"

أوْبقت الأحزان قلبه واندثر خلف دجن الماضي، لينبثق فجر جديد بروحٌ أخرى..
تنهد "مُصعب" بثقل وهو يُغمض جفنيه بتعب بعد تلك اللحظات الثقيلة التي أودت بثباته فجثى يبكي كالأطفال برجاء أن يعود والده من الموت..
لحظات قاتمة وهم ينتظرون قبول جسد "مؤمن" للقلب الجديد والذي أوشك على لفظه أكثر من مرة، في عِناد بئيس على إصراره على عدم العودة..
أكثر من أربعة وعشرون ساعة بغرفة العمليات بأكثر من عشر أطباء على رأسهم الطبيب "نوح"..
وفوق كل هذا كانت إرادة الله أن يظل مؤمن على قيد الحياة، أو ربما هناك بأراضي بعيدة، هُناك قلب مفطور ألحّ في الدعاء على الله أن تقع معجزته في قلب "مؤمن"..
انهزمت قوى مُصعب وافترش الأرض بخوّار يستند على الحائط بينما يداه ملطخة بالد'ماء، رفع يديه أمام عينيه الباكيتين وهو يتذكر هذه اللحظة عندما رانت تلك الدقات من الأجهزة مُعلنة عن دقات قلب جديدة..
لكن يا تُرى هل سيكون وجيب هذا القلب رهين مالكة القلب الأول أم أن أخرى من ستمتلكه؟!
ما حدث خلال هذه الساعات لا يسطع مصعب إلا أن يدرجه تحت مسمى "مُعجزة".!

كانت تدك ممر المشفى ذهابًا وإيابًا بقلق وخوف ظاهري تقضم أظافرها بتوتر، حالتها مشعثة، ملابسها مليئة بالد'ماء، ووجها غارق بنهر عينيها..
لمحت خروج مُصعب من الغرفة الذي جثى محتضن الأرض الباردة ساجدًا، اقتربت منه سعيًا وتعلقت أنظارها به متسائلة بلهفة تسبقها الدموع:-
- هاا قولي .. نجحت صح .. العملية نجحت..

نظر لها بإشفاق وحرك رأسه وهو يضمر بداخله شيء حتى لا تنهار أكثر، ثم قال:-
- أيوا .. الحمد لله نجحت يا دكتورة نورهان..

صا'حت باكية بانهيار:-
- الحمد لله .. الحمد لله .. قلب حبيبي حسن عاش، قلب حبيبي حسن عاش..
يعني لسه عندي قلب حسن..

طالعها مُصعب بتعاطف لا يعلم ما يقول! يدعو الله أن يلهمها الصبر والصمود..
هرولت نحو الفاصل الزجاجي تضع كفيها فوقه بلهفة وأعينها تتابع ما يحدث بالداخل بترقب..

                 *********************

متكومة كالجنين بمنتصف الفراش، بين أحضانها كومة من ملابسه التي علقت بها رائحته، تندفق العبرات مثنى مثنى من أعينها التي ذبلت، وتهزّ رأسها بينما تُحدّث الملابس التي بين أحضانها بصوتٍ ضعيف متقطع:-
- هو مش هيسبني صح!! هو راجعلي أنا عارفة، دا حبيبي مؤمن، أهو يا كلفي أنا مستنياك في قصرك في أوضتك على سريرك .. هترجعلي صح..

 رواية "وأصبحت مأواه" - الصمت الباكي²Where stories live. Discover now