الفصل الحادي عشر "11" |ج²

2.6K 229 40
                                    

            "لُطفًا لا تنسوا التفاعل ⭐💛"
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

≈ بسم الله الرحمن الرحيم.
≈ استغفروا الله.
≈ لا تلهاكم القراءة عن الصلاة.

《ٱلْعَزِيز》
-"هو المنفرد بالعزة، الظاهر الذي لا يُقهر، القوي الممتنع فلا يغلبه شيء وهو غالب كل شيء."♡

رسالة لقلبك:-
"لا تتخلى عن أحلامك، المعجزات تحدُث كل يوم."♡"

_____________________________

«وأصـبحت مـأواه»
«الـفـصل الــحادي عشر»"11" |ج2|

حلّ الليلُ السرمدا وانبثّ الصمتُ على أركان المكان، سحبت أنفاسها بحِدة وانفعال بتلك الليلة الليلاء الكئيبة والتي تخللتها صفير الرياح العاتية.
جلست فوق الأريكة بعدما انتهت من فرضها ثم أخذت تُردد وِرد الإستغفار خلف الصلاة لتسكن الراحة قلبها..
وزعت أنظارها بأرجاء الغرفة بملل فإلى الآن لم ترى أحدًا ولا تعلم ما يجري..
عزمت أمرها وتسلحت بالشجاعة وهي تُقرر الخروج وقلبها يبتهل ألا يحدث مثل المرة الماضية، لن تجلس هكذا خائرة الحيرة..
سارت بذات الممر وهبطت الدرج بقلبٍ واجف لتقف عند نهايته متنهدة براحة وهي تجد المكان خالي من الرجال فيما عدا الفتيات فقط اللواتي يجلسنّ وعلى وجوههم بعض الذعر والتجهّم وحالة من الإضطراب تدور في المكان..
اقتربت منهم حتى وقفت أمامهم موزعة أنظارها بينهم ليسهم الجميع يرمونها بنظراتٍ متنوعة ما بين الحيرة والترقب والسخرية والإستحقار..
طفقت حوريّة تقول بهدوء ولين:-
- شيفاكم قاعدين خايفين يعني..!
خايفين من الموت، ومش مصدقين إن هو مات كدا فجأة .. موتة ربنا يعني زي ما بتقولوا..

واجهها الصمت المُطبق بينهم فقد كانوا جالسين على رؤسهم الطير، نعم جميعهم خائفون منذ وقع الخبر على آذانهم..
لقد حضر الموت على روح "حازم السفير" ساحبها حيث لا مرجع وهو جالس مع أحد الفتيات يُمارس الرزيلة..
أي نهايةٍ هذا؟! ماذا سيقول لربّ العالمين.؟!

تحركت حورية حتى وقفت بالمنتصف ثم جلست أرضًا ويطوقها فستانها الواسع، رفعت أعينها الفيروزية الجميلة والتي تعكس نقاء قلبها، تقرأ الخوف الذي يسرده ملامحهم وما يدور بخوالج نفوسهم، تنفست بعمق ثم أردفت وهي تبتلع تلك الغُصة التي تشكلت بحلقها:-
- على فكرا إنتوا ربنا بيحبكم أووي .. بجد بيحبكم يا بختكم..

صُوِب تجاهها أعين متوسعة بصدمة ونظرات فحواها أتسخرين منّا يا فتاة، عن أي حُب تتحدثين؟!
ابتسمت حوريّة برقة وأكملت وهي تُحرك رأسها بإيجاب:-
- أيوا والله بيحبكم، أكيد مستغربين كلامي، هفهمكم يا بنات، لو مش بيحبكم كان سابكم تنغمسوا في المعاصي وأبدًا مكانش بعت لكم الأنذار ده .. وكمان في واحد من بينكم..
يعني كان ممكن يكون مكانه حدّ منكم، ليه كل واحدة تستبعد نفسها، محدش ضامن الغيب ولا يعلمه، موته كان رسالة من رب العالمين لكم، رسالة إن هو بيحبكم وبيقولكم إن هو مستنيكم، وهيفرح برجعتكم .. دي تذكرة رجوعكم يا بنات..
يا ترى مين إللي هتقبل الدعوة الكريمة دي ومين هترفض الحب ده كله..

 رواية "وأصبحت مأواه" - الصمت الباكي²Where stories live. Discover now