الفصل الثاني والعشرون "22"

2.7K 187 11
                                    

"لُطفًا لا تنسوا التفاعل 👍💛"  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

≈ بسم الله الرحمن الرحيم.
≈ استغفروا الله.
≈ لا تلهاكم القراءة عن الصلاة.

《ٱلْخَافِضُ ٱلرَّافِعُ》
-"هو الذي يخفض الأذلال لكل من طغى وتجبر وخرج على شريعته وتمرد، وهو الذي يرفع عباده المؤمنين بالطاعات وهو رافع السماوات.")♡

رسالة لقلبك:-
-«امنح كل يوم الفرصة لأن يكون أجمل أيام حياتك.»♡

_____________________________

«وأصـبحت مـأواه»
«الـفـصل الثاني والــعشرون»"22"

هي باخِعةٌ نفسها، هي من تُسقط ذاتها في بئر الألم هذا.
تجلس بأحد الحدائق العامة فوق مقعد خشبي بأعين ساهمة حزينة تتضافر الدموع الساخنة مع قلبها الملتهب..
لا حسن ولا قلب حسن له وجود .. فقط الذكرى وعليها أن تتعايش معها، عليها أن تتعايش مع فقدان حسن للأبد..
كانت تزيد في البكاء بشهقات تُمزق القلوب تحتضن جسدها بهوانٍ وانهزام، هنا ليس موطنها، هنا تحيا مُهمشة على زوائد حياة الأخرين، تشعر بأنها مغتربة بينما هي بأحضان أوطانها..
رفعت رأسها للأعلى لتصل دموعها على حافة حجابها ثم همست بوجع أوصلها حد اليأس:-
- الرحمة يارب .. ارحمني وابعد عني الوجع ده، خفف عني وطبطب على قلبي..
أنا حاسه بنار في قلبي يارب، نار مش بتنطفي، أنا روحي بتتعذب حاسه إن خلاص مش قادرة أتحمل الوجع ده..
حسن ... يا ريتني ما اتعلقت بيك يا ريتني يا حسن، بس أنا هعيش على الذكريات إللي جمعتنا سواا، هعيش على حنيتك عليا وعلى حُبك..

وفي أحد الزوايا المتوارية كان يقف يرتدي ملابس سوداء ويضع على رأسه قبعة وفوقها القطعة الخاصة بالرأس الملتصقة بسترته يمحق بها ملامح وجهه التي تغرق بالحنين والشوق الفتاك..
اشتدت قبضتاه وأعينه تأكل ملامحها البعيدة بتروٍ واتكأ فوق الجدار يواصل هذه المشاهدة الدقيقة..

اقترب منه أحد الرجال حتى توقف بجانبه ثم ضربه على كتفه بمرح قبل أن يقول:-
- أهلًا بيك يا دودجر والله ونورت مصر..

رمقه الأخر بطرف عينه وقال متنهد:-
- وحشتني مصر ... ووحشني أسمع اللهجة المصرية واتكلم بيها..

تسائل الأخر بشرود:-
- طب ناوي تظهر إمتى وتعلن عودتك يا كبير..

أردف بقسوة من بين أسنانه:-
- قريب .. قريب جدًا علشان خاطرها، بس أوصله الأول وأصدمه إن لسه عايش وكدا مهمتي تكون خلصت..
المهم أخبار مجموعة الجاثوم أيه.؟!

قلب صديقه شفتيه وقال بهدوء:-
- عرفوا إننا مش أعداء وإننا في نفس الطرف معاهم، وحاليًا التجار إللي بيدخلوا لمصر الأفيون بيقعوا واحد ورا التاني..

 رواية "وأصبحت مأواه" - الصمت الباكي²Where stories live. Discover now