٢-زوجة ثانيَّة

1.6K 95 122
                                    


الفصل الثاني | صفعة الواقع.

__________

صوبت نظرها على يديهِما المتشابكان ثُّم دحرجت حدقتيها إليهِ طالبة منهُ تفسير، مستخدمة لغة ملامحهَا المقرُوءة بوضُوح للأبصار.

هَذا سُوء فهم!

ما أرادت منهُ قولهِ في هاته الأثناء، مثل ما فعلَ هذا الصَّباح، لكن ها هو يلتزم الصّمت مكتفيًا بالنظر لها.

و صمته هذا مُرعب، لأنّهُ تحدث بالكثير نيابة عنهُ.

-أليس هذا موقف يجدر بكَ حل سوء فهمهِ؟ لما أنتَ صامت؟

التّواصل البصري دام دُون مواجهة كلاميّة، و هذا ما دَفعها لفتح محادثة و اخترَاق الهدوء الطَاغي بكلماتَها.

-لو كان، لفعلتُ دون الحاجة لإخباري.

شعرت بكهرباء تسرِي بكامل جسدهَا، شلت حرَكتها و سببت فِي ازدياد نبضَات قلبهَا، أضحت في مُواجهة مما كانت خائِفة منهُ و نكرتهُ بشّدة، لقد تلقت صفعة مِن الواقع.

-أنتَ، أنتَ.

كان من الصّعب عليهَا إِطلاق أي جُملة مفيدة، فغصَتها تعرقل الكلمات من الاندفَاع.

-هذا صحيح، أنا تزوجتُ لم تكُن مجرد إِشاعة.

اصْطدامها بالحقيقة من طرفهِ جعلها تنزفُ داخليا، فنتج عنهُ صوت انكسار كبير في أعماقها لَم يسمعهُ إلاَّ غيرها.

تُريد البكاء لكن لا تُوجد دموع، تريد الصّراخ عليهِ و معاتبتهَ لكنَ شفتيها تأبى الحَراك.

تقف رُقعتها تبدُو كالمتطفلة عليهما،  ليست هي من عليها الشعور بهذَا.

شعرت بإِرتجاف يديها فتحكمت بحِزام حقيبتها بكليهما، بهدف اخفاء الرُجفة ثُّم جَرت قدميها بعيدة عنهُما، فما تريدهُ في هذه اللَحظة هو الابتعاد عن كُل شيء ربما حتّى نفسها إنْ أمكن.

دلفت للمصعد و ضغطت على الزر عدّة مَرات جراء تأخُره في الانغلاق.

أحسَت بإختناق و ازداد ارتعَادها، حاولت مُوازنة وتيرها التنفسيّة بينما تَسند نفسها، هذا الشَّعور يبدو أنَّه يستنزف رُوحها للنهاية يقتلها تدريجيا داخليًا.

مَشاعر مُختلفة تتَضارب فِيما بينهم، لتخنقها دُفعة واحِدة فما عرفت عما تُعبر و ما تُظهر و ما تُخفِي.

هَذه الصّدمة العَاطفية كانتْ كفيلة بتشوِيش عواطِفها، فنتجَت عاصفة ما استطَاعت التّحكم بهَا و من هذهَ النّقطة، انعكست الأدوار بين المُتحكم و المحكُوم.

 زوجة ثانيَّةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora