٢١-زوجة ثانيَّة

1K 78 141
                                    


الفصل الواحد و العشرون | جزيرةٌ جيجو.

__________

استكن رقعتها يحدجها بنظراتٌ غير مصدقةٌ، يحاول تكذيب ما سمعه منها و لكن الجديَّة التي كانت تعتلي محياها تدعم كل حرفٌ تسلل من ثغرها.

-أكان من السّهل لك قول هذا دون أن يرُف لك جفن؟ كل ما مررنا و عشناه قد نسيته بمجرد مواجهتنا بعض المواقف.

رفع حاجبيه أيسر مستنكرا بينما هي لم تبدي أيٌّ ردة فعل.

-أوراق الطلاق جاهزةٌ قمت بالتوقيع عليها ما تبقى خاصتك و سننتهي.

نطقت بعد شجاعة لملمتها بصعوبةٌ و بالكاد تحافظ على تواصلهما البصري.

-تغاضيت عن الكثير لأجل الحفاظ على الزواج و أنتِ تنهيه بكل بساطةٌ، أمن الهين بالنسبة لك تناسي ما عشناه معا و ما مررنا به لنصل لما نحن عليه؟ أين ذلك الحُب؟

بامتعاض تحدث يحدجها بعينيهِ اللامعتين لقد احتوتهما الحسرةٌ.

-لازلت تعتقد ما بيننا حبٌ؟

عكف حاجبيه جراء سؤالها يطالب استفسار من خلال نظراتهِ.

-الحب الحقيقي لن ينتهي حتّى بانتهاء أصحابهِ، و لكن ها نحن سننفصلُ لقد انتهى قبلنا.

رجفةٌ صوتها خرجت في نهاية حديثها و هذا ربما لن يكون في صالحها و لن يعزز موقفها فأيٌّ امرأة تريد الانفصال عن زوجها بضعفٌ و انتحاب مثلها هذا فقط سيثير الشكوك حول موقفها المتمسكةٌ بهِ.

-أنا أُحبك و أرغب لهذا الزواج أن يستمر.

طعنت بشرتها بأظافرها الطويلة عميقةٌ تعنفها على ما سيخرج من فاهها.

- و أنا لا أحبكَ تايهيونغ، تلك المشاعر التي كنتُ أملكها اتجاهكَ تبخرت لا وجود لها بعد الآن، في عيني أضحيت عاديا كغيركَ من رجلٌ أبصرهُ.

تدحرجت قطراتٌ شفافة من جوف عينيها مندفعةٌ إلى وجنتيها لتبللهما، هذا ليس ما أردتهُ أن يراه بعد ما قالتهُ قد لا يأخذها على محمل الجدٌ.

-لما تبكين إذًا؟

استفهم بصوتٌ هادئ عكس ما بداخلهُ من خرابٌ.

-لأنني مرهقةٌ، أريد الابتعاد و الاختلاء بنفسي.

حاولت اعطاه حجةٌ مقنعة كي يصدقها و يكف عن الضغط عليها و القاء تساؤلات عليها قد تُسبب في انهيارها أمامهُ.

 زوجة ثانيَّةWhere stories live. Discover now