٢٧-زوجة ثانيَّة

1.4K 104 234
                                    


الفصل السابع و العشرون | الحب تضحية أيضا.

__________

شعرت جيني بالصدمة الممتزجةٌ بالدهوش مما سُرد لها من ماضٍ أسود قد تعايشت معه و تحملت أعتابهُ المثقلة و كبحت كل هذا لنفسها طوال هذه السَّنوات.

-لم أكتفي بهذا فقط، قمت بإجهاض جنين جوف أحشائي ربما لهذا السّبب عُقبت و حرمني الرب من ذلك الشعور للأبد.

نطقت بصوت مهتز تحارب دمُوعها من التّمرد على وجنتيها.

-لم أستطيع حماية نفسي و لجئت لغيري كي أحتمي به، فما بالكِ بمسؤولية طفل صغيرٌ ولادتهِ بين ذراعي لكانت خطوةٌ له لحياة مظلمةٌ و جحيم لا يطاق، لاسيما بوجود سيونغ لن يتركه و شأنه قد يقتله أستطيع توقع منه كل شيءٌ، إن كنت سألده و يتعايش مع الأذى و القهر منذ صغره، فمن الأحسن أنني قمت بتخلصيه من حياةٌ كريه و أم غير متمكنة مثلي.

لابد أن ذلك القرار صعب بالنسبة لها أن تتخلص من جزء ينمو بداخلها و حياةٌ صغيرة تنبض داخلها، وضعت في موقف مشابهٌ و لكنها تراجعت في النهاية لأنَّه لم يطاوعها قلبها خاصة بعد سماع دقات قلبهِ، يا لها من مأساة تسمعها كونها أمٌ تحتضن طفلها بين ذراعيها.

لابد أنَّ هذا القرار ترك ندبة كبيرة داخلها ستطاردها للممات.

-حتى لو ولدتهُ ما من شيء يؤكد لي عدم تخلي تايهيونغ عنهُ عند اكتشافه للحقيقةٌ، فلقد و سبق و أن تخلى عن ابنه الأول و ما الذي سيجعل ابني استثناء مثلا؟

أسمت رأسها عندما انتبهت لما بذر عنها، مصدومةٌ المحيا.

-أنا آسفة، لم أقصد ذكر ذلكَ.

كسرت حرُوفها عند اتخذها لمجلس بجانبها على طرف السّرير.

-لا داعي للاعتذار، فما قلته سوى حقيقةٌ.

تبسمت لها بخفوت ترمقها بنظراتٌ هادئةٌ تتشابك مع عينيها الكاسفةٌ و معالمها المغدقةٌ بالولهانٌ.

-لأصدقكِ حياتي كانت سهلةٌ، فمنذ صغري وجدتُ كل شيء أبتغيه سواءٌ أشياء ماديةٌ أو معنويةٌ فأخذت فكرة ورديةٌ عن الحياة حيثُ كنت أركز على نقطة واحدة و لم أوسع مجال بصري لأجد ما خفي حول تلك الألوان الزاهيةٌ، ليتصدع ما كنت أعيش فيه عندما لم أحصل على ما أردت كما اعتدت و أضحيت أتلمس الظلام ببطئٌ لأنني أحببت في الخفاء في بقعةٌ لن يتمكن الطرف الآخر من رؤيتي فيها.

تصغي لها بتمعن و قد تلمست الحزن في نبرتها الفاترةٌ و قد لمعت عينيها تؤيد كلماتها المنبثقةٌ.

 زوجة ثانيَّةWhere stories live. Discover now