٢٨-زوجة ثانيَّة

760 82 227
                                    


الفصل الثامن و العشرون | الطريق الأسهل : الهرُوب.

__________

دُهشت جيني في البدايةٌ مما سمعته من قرارٌ قد أدلى لمسامعها، لم تظن أنّها ستلملم شتات نفسها بهذه السرعةٌ و تحسم أمرها.

-أليس هذا متسرع قليلاً؟ ما أقصده ما مررت به ليس بسهلٌ بتاتا تحتاجين لوقتٌ، العودة لأمريكا حاليا قد يصعب عليك الأمور إذْ أنَّه يحتوي ماضيك الأليم بأكملهِ، عليك أن تكوني مستعدة و أنا مما رأيتهُ لست كذلكَ.

نبست تحدق بها مع كلمات مترددةٌ قد قذفت من فاهها.

-فهمتُ ما تحاولين قولهِ، لكن هنا أو أمريكا كليهما عشت فيهما رعبٌ و خوفٌ لامتنهيان و يحملان ماضي أليمٌ يلازمني، حتى لو غادرت لبلد آخرٌ لن يغادرني و لن أنسى بما أنني آخذ أنفاسي سيظل ذلك الماضي يرافقني لأنّه جزء من ذكرياتي.

ارتجف صوتها بينما تتحدث و عينيها تلمعان حزنًا.

-و لأول مرةٌ أرغب بأن أقاتل من أجل نفسي و أن أستمر في العيش بدون القيود المعتادةٌ، أرغب بأن أقاتل ذكرياتي البائسةٌ و الحزينةٌ بأخرى سعيدةٌ و متفائلةٌ في نفس المكان الذِّي لطخ رُوحي الصغيرة و التِّي لازلت رقعتها تستنجد بي و قمت بتجاهلها فيما مضى، أرغب ببناء حياةٌ أقول فيها لنفسي عندما أتذكر ما مررت به، أحسنتِ يا جيسو بصمودكِ شكرا لكونك قويةٌ لقد مررت بالكثير.

تمردت دمعةٌ من عينيها رغما عنها و خسرت نبرتها توازنها.

-لدي أيضًا في ذلك المكان لحظاتٌ تبهجني و ذكرياتٌ تساعدني للتَّقدم، لا أرغب بالتخلي عن هذا كلهُ و الهروب كالجبانةٌ مجددا.

عضت شفتها السفلى بقواطعها تشبك يديها مع بعض بقوةٌ فوق المائدةٌ، تمنع انجراف شهقاتٌ خارج ثغرها.

-انتهت الآن لعبةٌ الغميضة لذا علي إيجاد أمي أنا هذه المرة، فدورها انتهى دون العثور عليَّ.

شعرت جيني بالحسرةٌ عليها فلقد مرت بالكثير و هي في سنٌ صغير و ذاقت شرابٌ من الويل من الحياةٌ جعلتها تفقد الحسٌ السليم بإتخاذ القراراتٌ و نتيجةٌ ذلك سلكت طريقٌ خاطئٌ و تسبب في ضررٌ لغيرها دون قصدٌ منها.

حطت جيني يدها فوق يدي الأخرى لتجذب انتباهها برفع رأسها عاليا و النظر لها.

-سأساعدكِ بكل ما لديَّ للعثور على والدتكَ على القليل نملك معلومةٌ عن مكان تواجدها بشكل عامٌ، بمساعدةٌ أيادي عاليةٌ سيسهل علينا إيجادها بأقرب وقتٌ.

 زوجة ثانيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن