XXVIII. الّلقاءُ الاوّل

13.2K 721 1.2K
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

﴿ قِراءةٌ مُمتِعة 🧁﴾

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

﴿ قِراءةٌ مُمتِعة 🧁﴾

اعتادَت صوفيا على مشاهدةِ امواج بحيرة ميشيغان تنكسِر بكلّ همجيّةٍ على الصخور بمدينتها... بحيرةٌ كانت تتصِف بشيءٍ من العدوانيّة، خاصّة بفصل الشتاء... كما لو ان روحًا غاضبة تجسّدة بها، شعرت صوفيا.

اما مياه بحيرةِ كومو الجميلة، فكانت هادئة فاترة، تُشبِه سكّانها الذين يرتدون ابتسامةً اينما ذهبوا...

و مع ذلك، لم يمنعها الهدوء من العودةِ الى حين غمرتها المياه المرعبة و الحب الطائش، بين احضان ولدٍ وعدته بحبّها الابديّ... ولدٍ سبح بجسدٍ هالكٍ طيلة الليل حاملا اُيّاها على ظهره ... ولدٍ عمل لأيامٍ غير منقطعة فقط كي يشتري لها وروداً... ولدٍ قتل اصدقاءها امامها و حاول قتلها ايضا.

حملت معها تلك الذكرى كما تحمل هذه البحيرة قواربَها كل يوم . و معها انبثَقت رائحة الدماء التي لا تزول من يديها ، دماء صديقة طفولتها التي ماتت امامها.

تيبّست الدماء بعروقها و تلك المشاهد تَنتشر بين اجفانها؛ الجنازة التي لم تستطِع حتى حضورها، رحيل صديقتها القديمة دون وداع، التعليقات التي تجمّعت بزوايا عقلها و قلبها عنها... شعرت بروحها تتفتتُ و نفسِها تتآكل... لم يعُد لها قدرةٌ على ايجاد نفسها في هذه العتمة.

تراكمت الغصصُ بحلقها و هي تفقد قدرتها على التنفس بشكلٍ طبيعي . . .  الفاصِل الذي وضعته بينَ الماضي و الحاضر لم يعُد له سلطةٌ عليها في تلك اللحظة و هي تقف وراء السور الابيض الذي تطلـ منه على البحيرة و صخورها القاسية.

The Stalker | المُطارِد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن