Part 04 : نركسيس يُقبّل إنعكاسه

13.4K 715 341
                                    

"الفن يجعلك تدرك أن الوحدة ليست سيئة"

______________________________

Flashback

"قبل يومين"

أطلت بفستانها الأبيض القصير ذو فتحة في الظهر الخاص برقص الباليه ...بتسريحة شعر مرفوعة بمثالية ..وحذاء باليه من نفس اللون..

جمالها كان خاطفا للانفاس كانت بملامح صارمة ،و جدية غريبة لا تليق بملامحها الطفولية وشخصيتها التي إعتاد الجميع على رؤيتها وقحة وتميل دائما للاستهزاء والضحك..

المنتصبة هناك الآن كانت كاثرين راقصة الباليه التي ستؤدي عرضا مغريا لعينا للأساتذة واللجنة في الأسفل عند المقاعد الامامية...

نظرت لصديقتها راكيل الخائنة في اخر المقاعد وسط بعض طلاب الجامعة الذين أتوا لمشاهدة أداء المشتركين..
هنا وسط مسرح ليثيو حيث سلطت الاضواء على المنصة ..على تلك القائمة في الوسط بشموخ تنظر لنقطة واحدة... لمكان واحد في الأمام ..لمدربها وحبيبها ..السابق .. الذي كان يرسل لها اشارات بيديه وابتسامات تحفيزية لعينة..

" خنزير بري لعين "

ما إن همست بها بإشمئزاز حتى تذكرت البارحة... تلك الليلة ..
ذلك الرجل وتلك الرائحة ... كانت قد إستيقضت وحدها وسط جناح الفندق الفارغ...

كان مرتبا ومنظما وكأنهما لم يُسقطا نصف الأثاث البارحة بسبب لعبة البحث عن الكنز التي ومن العدم قررت لعبها قبل النوم ..بينما رسمت خريطة كنز بعدما جردت وسادته من الغطاء الأبيض لإستعمالها كسطح للرسم...

لم يكن العثور على ورقة بتلك الصعوبة لكنها فقط أفعال كاثرين الغريبة مبررة ذلك بأن أحد وصايا عمها الأغرب و هو أن الرسم على القماش والكانفاس هو ما يسمى بالفن بعد الرسم على الجسد..

وهي أرادت أن تُخلد فنها للمرة الثانية تلك الليلة..

كانت قد خبأت طلاء أظافرها في مكان ما ورسمت صندوق كنز ومنحنيات ..حتى أنها قد حاولت رسم أثاث جناح الفندق فقط لتجعلها تبدو واقعية وأرفقتها بأسئلة كلما أجاب على سؤال اتضح له طريق الوصول وتحدد المسار ..

كان رافضا للفكرة رفضا قطعيا لكن بمرور نصف ساعة كان يقف وسط الجناح يحل اللغز الأخير والذي كان جوابه الحلق وسط لسانها .. حالما وجد الحل تحولت نظراته لأخرى سوداء جعلتها تقفز من فوق السرير هربا تُوقع كل ما وقع بصرها عليه لتقلل حركته ..

ليلة واحدة مثالية لدرجة أنها فكرت أنه مجرد حلم ...ظنت أنها ثملت لدرجة الجنون..

لكن الشيئان اللذان كانا إثباتا لوجوده عندما إستيقظت هي أثاره، عطره الذي لم يختفي كليا والوردة البنفسجية فوق منضدتها كانت اليقين..

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now