«لا يهم أين تبني الطيور أعشاشها، وأين تُخزن السناجب البندق كقوتٍ للشتاء
لا يهم كم من ورقة شجرة سرو قد سقطت أرضًا.
كل ما يهمني أن مَسكني وسط الفن و مؤونتي ألوان الإكريليك التُرابية.
وأني واقع بكِ كوقوع أوراق القيقب المصفرة بداية كل خريف».
______________________________
بعد أن إنهارت ملامح الصيف داخل أحضان الخريف الباردة، شمس أغسطس قد إختفت.
بعد أن غادَرنا فصلٌ بطقسه الحار الجاف، وصلنا إلى محطةٍ أخرى مرهقين من طرقه الشاقة والمثيرة.
ها نحن ذا وسط الفصل الذي يذكرنا كل سنة أن الشباب أمر مؤقت لأن الشيخوخة قادمةٌ لا محالة.
وسط أكثر الفصول حزنًا حيث نفضت الطبيعة ألوانها لتبدو صفراء عارية، وتمايلت الأغصان وكأنها تتألم بفقدانها شيئًا منها.
فصل التشتت وإضطرابنا الداخلي فمع الأوراق نذبل ونسقط لكننا نضطر إلى أن نتخطى ونتجدد كسيرورة الحياة، فالصيف يحتاج الخريف لترتاح الطبيعة وتجدد ثمارها والخريف الجاف متعطش للشتاء ليروي أرضه ويزيح كل ما بعثره الكون كأنه يطهره من الخطايا، أما الشتاء فينادي الربيع ليكتسي ويتجمل.
فصل تجديد الحب و ولادته كلما وقعت ورقة شجرة قيقب أرضًا، وبتفتح أزهار التوت البري بداية شهر سبتمبر في كل مرة يقع فيها شخص ما في الحب.
نحن هنا عند شهر إكتئاب إلهة الزراعة والمحاصيل ديميتر وتهيئها لمفارقة إبنتها بيرسيفوني.
كانت ديميتر إلهة الطبيعة والفِلاحة مسؤولة بهذا على جعل الأرض خضراء مزدهرة فكلما إشتد غضبها فقدت الأرض خصوبتها ودخل البشر في قحط ومجاعة.
لكن فصل الخريف بالنسبة لها كان دخولها في حالة حزن عميقة مرتبطة بتساقط الأوراق وتوديع موسم النمو بسبب خطف إبنتها بيرسيفوني من قِبل إله العالم السفلي هاديس، والذي أخذها في يوم ما إلى عالم الأموات بعدما إنشقت الأرض وإبتلعتها فأخذت ديميتر تبحث عنها بمساعدة الآلهة الأخرى.
ليتبين فيما بعد أن هاديس قام بحبسها في العالم السفلي هوسا بها، بعد أن تدخلت الآلهة وعلى رأسهم زيوس الذي أراد وضع حدٍ للمجاعة التي أصابت البشر بسبب حزن ديميتر على إبنتها.
توصلوا إلى إتفاقٍ مع هاديس بعد إلحاح شقيقه زيوس فوافق على إرجاعها إلى الأرض والبقاء مع والدتها ديميتر فصل الربيع والصيف بينما يجب أن تعود إلى العالم السفلي في فصل الخريف والشتاء مما ينعكس هذا على موسم الإزدهار والركود في الطبيعة.
لذا فكانت كلما حزنت ديميتر على إبنتها بيرسيفوني بعد أن يحين موعد نزولها إلى هاديس تتغير الفصول.
YOU ARE READING
Protagonist | بطل الرواية
Romanceلم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخر.. كأننا مجرات متحركة كل منا له قصة بشخصياتها و حبكتها الرومنسية أو التراجيدية ، كل واحد منا بطل روايته الخاصة. لكنني وحدي التي لم تكن بطلة...
