أفكارك الدفينة كجذور النبات ، تلك التي لا تزال مخبأة في تجاويف مظلمة داخل الأرض ، منها ينبعُ النبات بكامل روحه ، شكله ، قوتِه و جماله...ومن خلالها يحيا و يموت.
لذا فأفكارك أيضًا على الرغم من أنها مخفية ، لكنها تبقى الحقيقة و القوة.
___________________
من الموروثات التي برمجونا عليها تمجيد الشخصية السويّة ذات الجانب الواحد ، ذات التفكير الثابت التي وُلِدت من رحم المثالية.
وأصبح العقلاني مُطالب بأن يحترق لكي يضيء لغيره ليكون جديرًا بلقب الشخصية المنضبطة الصادقة.
فيُضحي بعقله و راحته و يدمر كينونته الحقيقية ليقدم نفسه قربانًا فقط ليكون مثاليًا و ليصبح نموذجًا و قدوة غير مدرك لحال جانبه الآخر المطحون الفاني داخل ثنايا عقله.
الجانب الخفي كما في قصة الدكتور جيكل و السيد هايد.. نسبةً لصفته "المتخبئ" ، ذلك الذي جُسد في قصة جمعت شخصيتين متناقضتين داخل جسد رجل واحد.
الدكتور جيكل الذي تربى في بيئة محترمة بمقومات لن تُشكك في مدى تربيته المهذبة ، شعر بأن داخله شيء من النزعة الطائشة التي لم يسمح لها بالتحرر لكنه عاش بحياة مزدوجة يفكر في حقيقة واحدة و هو أن الإنسان ليس واحدًا و إنما إثنين و ربما أكثر من ذلك.
و بسبب طبيعة عمله و إهماماته العلمية سعى لكيفية فصل هاتين الشخصيتين ، ليضع نظرياتٍ و بحوث عدة ليصِل في النهاية إلى تركيبته الكيميائية العجيبة و التي تجرعها بجرأة و دون تردد.
جاعلاً من ذلك السائل الغريب يسري داخل عروقه ليشعر حينها كأن عظامه تُسحق ليصل إلى ذروة المتعة بوزن أخف و سنٍ أصغر والأهم من هذا شعر بأنه أكثر شرًا ، بل أحس بمتعة الشر تكتسحه.
ليتحول بهذا إلى هايد الشرير و الذي تنقَّل فرحًا بينه و بين شخصية جيكل مرارًا وتكرارًا عن طريق شربه العقار في كل مرة.
يُمارس حياةً جامحة خاصة بهايد بخروجه لمغامراته في الليل ، و يعود ليدخل في فراشه متى أراد إلى شخصية جيكل المتحفظة.
لكنه إستيقظ مذعورًا في أحد تلك المرات ليجد نفسه قد تحول إلى هايد مكتشفًا بذلك أن العقار قد خذله واِستوعب حينها أن شخصية هايد بدأت تتضخم و تفرِض قوتها.
لذا قرر الدكتور جيكل أن يتخلى عن هايد و إختار الجانب الطيب بألم واضح ، ليمر عليه شهرين قد عاد فيهما إلى حياته السابقة متحسرًا طوال تلك المدة على جانبه الآخر الذي كان يحترق شوقًا للعودة إليه.
YOU ARE READING
Protagonist | بطل الرواية
Romanceلم أكن يومًا فتاةً تمتلك نظرة عادية ..لطالما آمنت بفكرة أن العالم أكبر مما نتخيل وأن داخل كل شخص فينا عالم آخر.. كأننا مجرات متحركة كل منا له قصة بشخصياتها و حبكتها الرومنسية أو التراجيدية ، كل واحد منا بطل روايته الخاصة. لكنني وحدي التي لم تكن بطلة...
