Part 07 : ثمانية و نصف

11.1K 627 392
                                    

" لا تُعجب بي بإبتذالٍ كما يفعل العالم..
قل لي إعترافًا غريبًا بلغة جديدة أتميز به من أجلك ..لغة الأرقام مثلاً

كالثمانية و نصف "

__________________________

لكلٍ منا جنته الخاصة ، ذلك المكان الذي ليس له اسم و لا ثمن.. تلك الجنة التي تتواجد على الأرض حيث تشعر فيها بالإنتماء ، حيث ينبض قلبك ..

في حين ذلك الشعاع الذي يتوهج داخل روحك سببه الوحيد هو رؤيتك لضوء الجنة ينبعث من وجه أحدهم ، سببه إحساسك بالإطمئنان ..

كإحساس هيتايرا الآن و هي تنظر إليه على بُعد أمتار ..ببريق خاص داخل أعينها و إشتعال فتيل قلبها منذ أن أخبرتها كاثرين بإسمه ..

توقفت أسفل السلالم تنظر للجهة الأخرى للحديقة الخلفية في القصر حيث وقف أغوستينو وتوفانا يتحدثان حول شيء ما ، لم يكن أيًا من هذا ما يهمها أو يشغل تفكيرها ، كل ما عبث بعقلها هو شيء واحد فقط..
لما قد تشعر بالأمان لوجوده ؟ لما أحست بأنها وسط قصر شخص تعرفه ؟

كانت تمقت فكرة تواجدها تحت سقف واحد بجانب دومينيك ، حتى أنها لم تتأكد بعد من نواياه و السبب وراء رغبته في عقد قرانهما ..

لكن الآن شعور غريب قد راودها ..كانت كمن يغرق بينما كان هو كالجذع الذي جاء من العدم يطفو بجانبها ليكون لها النجاة..

شعور زادت وتيرته عندما استدار يعطي ظهره لتوفانا ، يرمي سيجارته متقدما بخطوات هادئة نحو القاعة ،ومن بين كل الأشخاص وسط القصر برمته وقع بصره عليها ..

نظر مباشرة نحوها وكأنهما وسط أرض فارغة و بالرغم من إرتدائها للقناع الأسود الذي غطى أعينها إلا أنه ميزها ..رُفع جانب شفته بإبتسامة لم تراها بسبب المسافة بينهما ..

لذا و بنفس هدوئها الخارجي عكس موسيقى الروك التي كانت تُعزف على أوتار قلبها إتجهت لوسط القاعة أين وقف الجميع استعدادا لرقصة التانغو الخاصة بعادات لاريوخا ..

تقدم الأغلبية من الحضور للوسط حيث تقابل كل من النساء والرجال ،بينما إكتفى البقية بالمشاهدة والاستمتاع بأجواء الحفل بجانب الطاولات العالية المتفرقة أرجاء القاعة ..

من تقاليد عائلتهم أن يبحث العريس عن زوجته بتغيير شركاء الرقص ثلاث مرات فقط وسط رقصة تانغو بأقنعة للوجه لتكتمل مراسم الزفاف ..

وإن فشِل في إيجادها قبل إنتهاء الثلاث محاولات سيضطر أن يبيت لوحده تلك الليلة ، حتى وإن لم يُطبق القسم الأخير حرفيا كانت الرقصة من العادات التي لا يُستغنى عنها بالنسبة لهم..

بأقنعة سوداء تغطي الأعين والجزء العلوي من الأنف ،ببذلات سوداء وفساتين من الحرير و المخمل وبالكثير من الضحكات والحماس فقد كان الأمر ممتعا للبعض كون العريس سيعاني في العثور على زوجته التي ستكون متخفية بينهم بسبب كثرة عددهم..

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now