Part 22 : مغادرة القِلاع

7.1K 376 166
                                    

«أن تزرع زهرة في تربة غير ملائمة لها أمر سيجعل جذورها عفنة، بعودتها إلى موطنها الأصلي ستعود وتسبب تلوثًا يمتد لكل ما حولها».



_____________________

ثلاث طرقات على الباب بوتيرة منتظمة، بلحن تكرر مرتين متواصلتين، ثلاث طرقات أخرى وإلتفتت كاثرين أخيرا صوب الباب.

نظرت مطولا إلى مصدر الصوت ببعض الخوف الذي تراكم داخل حلقها، لم يكن آرون هي متأكدة من هذا فالأخير لن يطرق باب منزله في النهاية، نظرت إلى الباب ثم إلتفتت بسرعة ناحية النوافذ حيث عبر ظل أسود لشخص ببنية ضخمة خلف الستائر دون أن تتمكن من التعرف إليه.

ثلاث طرقات أخرى جعلتها تقف لتضع أوسو جانبا وتتقدم على أطراف أصابعها مبتعدة عن المدفأة بذعر وأعين تحاول ترصد أي حركة في الخارج.

إقتربت بخفة جسدها وبخطوات غير مسموعة لتقف خلف الباب مباشرة، بسطت يدها إلى المظلة المثبتة داخل حاملتها المخصصة، أحكمت عليها قبضتها وأبعدت سلسلة القفل جانبا ثم حركت المفتاح الداخلي بهدوء، كانت تفكر في العدول عن فكرة فتح الباب لغريب كما كان يخبرها دائما.

لكن شيئا ما بداخلها كان يشك في آرون نفسه كونه يوم الهالوين وكونها حاولت إخافته منذ الصباح وفشلت في ذلك، الآن وبينما فكرت في إحتمالية وجوده خلف الباب ليرعبها جعل بعض الإطمئنان يربت على عقلها.

ودون إطالة تفكير فتحته، لفحها الهواء البارد ورائحة، عطر ومنظر كان آخر ما توقعته يوما..

إمرأة بكعب عالي أسود، معطف من الفرو بنفس اللون وشعر أسقر قصير تراقصت أطرافه على كتفيها بفعل الرياح، إمرأة حملت من الوقار ما يكفي لإغراق قارة..

كانت والدتها، رونيا التي رمقت إبنتها بنظرات تفحص من الأعلى إلى الأسفل بهدوء شديد جعل الأخير تفرق شفاهها بصدمة ووجه شاحب، صدمة إنتفضت على إثرها تخبئ يدها التي حملت خاتم الأماثيست وراءها ظهرها.

"أمي.."

بحروف متذبذبة وأنفاس مسلوبة، بمظلة قد صدر صوت وقوعها أرضا بجانب أقدامها الحافية على أرضية منزله الباردة، برجل ذا جثة ضخمة وقف خلف والدتها لفظت كاثرين آخر حروفها قبل أن تمسك الباب على وهي وشك إغماءها.

إبتسمت رونيا بهدوء ونظرات فارغة ثم رفعت حاجبها لإبنتها كمن تتسائل حول خطط كاثرين في اخفاء الأمر عنها أكثر من هذا، نظرت إلى إبنتها التي كانت أقدامها لا تحملها من شدة الصدمة لرؤيتها أمامها الآن، حدقت في وجه والدتها ثم إلى الرجل الواقف أمام سيارتها على بُعد أمتار..

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now