Part 05 : لُمِسَ كعبُ آخيل

11.9K 654 282
                                    

"النساء القويات لا يبكين عند تعرضهن للخيانة..
بل يسعين للإنتقام"

_________________________________


كيف ننتقم من الأهل إذا؟ .. ماذا عن هذا النوع من الخيانة؟ أتصنف خيانة أساسا أم أننا ندفنها تحت غطاء ما..
غطاء أن "العائلة تعرف مصلحتك" .."ذلك أحسن قرار لك"
غطاء .."فقط من أجل العائلة"

حتى وإن كان هذا خارج رغبتك سترضى .. لست مُخير ..سترضى لأنك جزء منها ..لأننا نولد تحت رحمتها... والأهم هو أننا لا نختارها..

لا أحد منا يختار عائلته ... لكننا مجبرون على التضحية كوننا ولدنا في كنفها..
إلا أن خيبة الأمل شعور موجع ولاذع.. يظل ينحر داخلك إلى أن تفنى..

تبقّى أسبوع واحد على زفافها ..
منذ اللحظة التي أعلن فيها والدها أمام الجميع خطبتها من دومينيك وهي تشعر بالغثيان... لم يكن بسبب الإرهاق والأرق الذي لازمها منذ قبولها عرض الزواج... وإنما بسبب سعادة والدها وجميع أفراد أسرتها ..

و كل من أيد زواجها من إبن عائلة غوستافيو..

لم يسأل أحد عن رأيها في العريس المزعوم ..لم يكلف أحد نفسه عناء السؤال عن حالها ومشاعرها ناحيته...فقط كل ما شهدته في حفل خطبتها الإبتسامات والتهاني والعناق المزيف والكثير ..الكثير من نظرات الغيرة والحسد من بنات العائلة ... جميعهن دون إستثناء ..

بسبب الوسيم الحقير دومينيك القابع بجانبها طوال الحفل..

كانت على نفس الحال تستلقي وسط سريرها تنظر لسقف غرفتها المظلمة والباردة تماما كعينيها بينما تفكر في تلك الليلة .. تسترجع شعورها عند رؤيته لأول مرة بعد ست سنوات ..لقد تغير و بدى أضخم ..

الأضخم لم يكن جسده فقط..

بل عجرفته و نرجسيته قد إزدادت وتضخمت أيضا..كان كالقاتل الذي عثر على ضحيته بعد مطاردة طويلة و شاقة..

نظراته نحوها.. نظرات النصر ..كان كمن يقول لها "أنتِ في ورطة الآن هيتايرا .."

جميع من في الحفل كان قدومهم من أجل التعارف ،صفقات العمل ومصالحهم الشخصية.... ظنوا أن الإبتسامات المزيفة قد تخفي السبب الحقيقي لوجودهم داخل القصر ...

حتى أن البعض كان يدخل إليه للمرة الأولى فقط بسبب سماعهم للقب غوستافيو..

أقيم الحفل في الحديقة الخلفية لقصر كاستيلو ...موسيقى هادئة ،ملابس فاخرة ،نساء ونميمة المجتمع الراقي و أنواع لا تحصى من النبيذ ..

طبعا كانت فرصة لا تتكرر للمهووسين بأصناف الخمر...تكاد تجزم أن البعض كان هنا فقط للتذوق..والتلذذ بالنبيذ المعتق..

"لقد كان حفلا نبيذيا" ..

همست وهي مستلقية بنفس وضعيتها منذ ساعات...تردد جملة عمها مانويل الساخرة..
بالطبع سيكون كذلك..
حفل جمع عائلتين من أكبر المنتجين له في إسبانيا ...بعض المنطق بحق الرب..

Protagonist | بطل الروايةWhere stories live. Discover now